قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس مقر مخابرات حزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدف من خلاله هاشم صفي الدين المرشح لخلافة الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي في قصف مشابه، حسب رويترز.
وفيما تزايدت التقديرات التي تشير إلى مقتل هاشم صفي الدين ومسؤولين كبار في حزب الله بعد الغارة الإسرائيلية العنيفة، تنتظر إسرائيل معلومات مؤكدة على مقتله للإعلان رسميًا، لكن غياب النفي أو التعليق من حزب الله يثير الشكوك خاصة مع تشابه الظروف مع اغتيال الأمين العام السابق.
وأعلنت إسرائيل يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول الماضي، مقتل نصر الله إثر غارة استهدفت مقر القيادة فيما أكد حزب الله في اليوم التالي اغتيال زعيمه، وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني وقتها إن "لبنان سيجعل إسرائيل تندم".
وبعد ساعات من اغتيال نصر الله برز اسم مدير الجهاز التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، كمرشح لتولي منصب الأمين العام لحزب الله، تزامنًا مع تلقي الحزب ضربات متتالية فقدَ خلالها معظم قياداته خلال الشهرين الماضيين.
وقال شهود لرويترز، إن دوي انفجار سمع وظهر دخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت في ساعة مبكرة من صباح السبت، فيما أصدر الجيش الإسرائيلي ثلاثة تنبيهات لسكان المنطقة لإخلائها على الفور، أولها في مبنى بحي برج البراجنة، والثاني في منطقة الشويفات، والثالث في حارة حريك وبرج البراجنة.
وفيما لم تعلن إسرائيل مقتل صفي الدين رسميًا، قالت مصادر لـ العربية إن دولة الاحتلال تأكدت من مقتله وكل من كانوا معه وبينهم رئيس دائرة المخابرات في الحزب ويُلقب بـ"مرتضى"، جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية بـ73 طنًا من القنابل المتفجرة.
الغارة الإسرائيلية استهدفت عمقًا أكبر من العمق الذي قُتل فيه نصر الله، واستخدم سلاح الجو الإسرائيلي في الهجوم 73 طنًا من المتفجرات، حسب العربية التي نقلت عن صحف إسرائيلية أن لا فرصة للنجاة من القصف فإما الموت بانهيار المخبأ أو الاختناق نتيجة تسرب الغاز.
في سياق متصل، واصل الاحتلال قصفه على الضاحية اللبنانية الجنوبية، وأعلن استهداف مقاتلين في حزب الله بمسجد جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن قوّاته شنت خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، ضربة جوية على مقاتلين من حزب الله داخل مسجد في جنوب لبنان، بتوجيه من الاستخبارات الإسرائيلية مبررة "كانوا ينشطون داخل مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور في جنوب لبنان".
فيما نفذ جيش الاحتلال للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس شمال لبنان في ساعة مبكرة من صباح اليوم، حسب مصدر لـ الشرق، قال إن الغارة أودت بحياة مسؤول في حركة حماس الفلسطينية وزوجته وطفليه، في مخيم للاجئين الفلسطينيين في طرابلس. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن الغارة قتلت القيادي في كتائب القسام سعيد عطا الله و3 من أفراد أسرته بعد قصف منزله في مخيم البداوي بطرابلس شمالي لبنان.
فيما حاولت قوات الاحتلال التسلل إلى الحدود اللبنانية في بلدة العديسة لكن حزب الله قال إنه اشتبك معهم، مشيرًا إلى أنه استهدف دبابة ميركافا أثناء تقدمها إلى مرتفع الباط آخر حرش مارون بصاروخ موجه وأصابها إصابة مباشرة وأوقع طاقمها بين قتيل وجريح.
وذكر حزب الله أنه أطلق 5 صواريخ من لبنان باتجاه منطقة وادي يزرعيل، كما استهدف تجمعًا لجنود إسرائيليين في كفر جلعادي وكفريوفال بصلية صاروخية.
وتتواصل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من الهجوم الذي استهدف أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، الذي يوصف بأنه كان الرجل الثاني في حزب الله.