برز خلال الساعات الأخيرة اسم مدير الجهاز التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، كمرشح لتولي منصب الأمين العام لحزب الله، خلفًا لحسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، أمس، تزامنًا مع تلقي الحزب ضربات متتالية فقد خلالها معظم قياداته خلال الشهرين الماضيين.
وكان حزب الله أكد اغتيال أمينه العام بعد نحو 21 ساعة من تنفيذ عملية اغتياله، بقصف مقر القيادة بكمية ضخمة من المتفجرات.
وصفي الدين، وفق تقارير إعلامية عدة، يتم إعداده لخلافة نصر الله منذ سنوات طويلة، وكان بمثابة رئيس حكومة حزب الله منذ 1994 حين استدعاه نصر الله، من مدينة قم الإيرانية، حيث كان يدرس، لتولي رئاسة المجلس التنفيذي.
وطوال السنوات الماضية، أشرف صفي الدين على إدارة العمليات اليومية لحزب الله، بما في ذلك إدارة مؤسساته وأمواله، بينما ترك لنصر الله التركيز على الملفات الاستراتيجية. كان صفي الدين مسؤولًا عن تنفيذ السياسات الداخلية وتطوير الهيكل الإداري للحزب، حسب سكاي نيوز.
ورئيس الجهاز التنفيذي المرشح لخلافة نصر الله، يشبهه كثيرًا شكلًا ونطقًا حتى في "لثغة الراء"، وهو أيضًا ابن خالته، وصهر القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني. ولد صفي الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر جنوب لبنان، ثم تلقى تعليمه في النجف وقم، مثل نصر الله، وكان من بين مؤسسي حزب الله في 1982، وفق العربية.
وعلى الرغم من أنه ظل لسنوات "رجل الظل"، لكن التقييد الأمني على نصر الله دفع بصفي الدين إلى الواجهة، حسب العربية، حيث كان يشارك في العديد من اللقاءات والفاعليات باسم حزب الله، كما كان أحد الوجوه الإعلامية للحزب.
كان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله قال في 18 سبتمبر/أيلول الجاري، عقب هجوم أجهزة "بيجر"، أثناء تشييع عدد من القتلى، إن "هذا العدوان سيكون له عقابه الخاص، وأنّ هذا العقاب آتٍ حتمًا"، مضيفًا "أنّنا سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون"، وفق ما نقلته قناة الميادين آنذاك.
وطُرح اسم صفي الدين لأول مرة لخلافة نصر الله من قبل صحيفة إيرانية قبل 16 عامًا. لكن المطلعين على كواليس الحزب يقولون إن القرار اتخذ قبل ذلك بكثير، وفق الشرق الأوسط، مشيرة نقلًا عن قيادي سابق بارز في "حزب الله، لم تسمه، إلى أن اختيار صفي الدين تم بعد نحو سنتين من تولي نصر الله منصب الأمين العام في 1992، خلفاً لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل أيضًا.
يحدد القيادي السابق توقيت الاختيار بلحظة استدعاء صفي الدين من مدينة قم في إيران إلى بيروت على وجه السرعة عام 1994 لتسلم مركزه الذي مكنه السيطرة على كل المفاصل المالية والإدارية والتنظيمية في الحزب.
ووضعت الولايات المتحدة صفي الدين على قوائم الإرهاب في مايو/أيار 2017.
وفي سياق متصل، أشار موقع العربية إلى مرشح محتمل آخر وهو نعيم قاسم الذي يتولى منصب نائب أمين عام حزب الله منذ 1992، وولد بمنطقة البسطة التحتا في بيروت عام 1953.
وقاسم وفق الجزيرة هو عالِم دين شيعي وسياسي لبناني، وأحد أكبر منظري الحزب بعد نصر الله. يتولى منصب نائب الأمين العام ومسؤولية متابعة العمل النيابي والحكومي في حزب الله.
حصل على البكالوريوس والماجستير في الكيمياء، ونشط في الجماعات الإسلامية منذ سبعينيات القرن العشرين، وعمل مع السياسي اللبناني موسى الصدر عند بداية تأسيس حركة المحرومين، ثم ساهم في تأسيس حزب الله، وتولى منصب نائب الأمين العام.
لم يعلن حزب الله عن الآلية التي سيختار بها خليفة نصر الله، أو موعد ذلك، لكنه تعهد في بيان النعي أن "يواصل جهاده في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".