صفحة المتحدث باسم رئاسة الجمهورية على فيسبوك
الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في القاهرة، 21 يناير 2024

محملتين بالأسلحة والذخيرة.. طائرتان عسكريتان مصريتان تصلان إلى الصومال

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 28 أغسطس 2024

قالت 3 مصادر دبلوماسية وحكومية صومالية إن مصر قدمت، الثلاثاء، مساعدات عسكرية للصومال، هي الأولى منذ أكثر من 4 عقود، في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تعميق التوترات بين البلدين من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، وفق رويترز.

وقال دبلوماسيان ومسؤول صومالي كبير، لم تسمهم رويترز، إن طائرتين عسكريتين مصريتين وصلتا إلى مطار مقديشو، صباح الثلاثاء، محملتين بالأسلحة والذخيرة.

وأكد أحد الدبلوماسيين أن الصومال "تلعب بالنار" باستيراد الأسلحة المصرية وإثارة عداوة إثيوبيا. ولم تستجب وزارتا خارجية الصومال ومصر والمتحدث باسم الحكومة الإثيوبية لطلبات رويترز للتعليق على الأمر.

وكان عرض مصر بالمساهمة بقوات في مهمة حفظ السلام الجديدة التي من المقرر إطلاقها العام المقبل في الصومال قد أعلن عنه في بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي في وقت سابق من هذا الشهر. ولم تعلق القاهرة على الأمر علنًا.

وقال المحلل في مركز ساهان للأبحاث رشيد عبدي لرويترز "إذا أرسل المصريون قواتهم إلى الأرض ونشروا قوات على طول الحدود مع إثيوبيا، فقد يؤدي ذلك إلى مواجهة مباشرة بين البلدين، إن خطر اندلاع حرب إطلاق نار مباشر منخفض، ولكن الصراع بالوكالة أمر محتمل".

ومنتصف الشهر الجاري، وقعت مصر والصومال بروتوكول التعاون العسكري المشترك بين البلدين، إضافة إلى الاتفاق على إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشيو، وافتتاح السفارة المصرية مقرها الجديد بالعاصمة الصومالية، وفق بيان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية وقتها.

وحسب بيان رئاسة الجمهورية، أكد السيسي موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية.

والشهر الماضي، أعلن التليفزيون الصومالي على إكس أن مجلس الوزراء الصومالي عقد اجتماعًا استثنائيًا وافق خلاله على اتفاقية دفاع مشترك مع مصر.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال السيسي "مش هنسمح لحد يهدد الصومال، وما حدش يجرب مصر"، وذلك بعدما انفجرت الأزمة بين الصومال وإثيوبيا، إثر اتفاق الأخيرة مع إقليم صوماليلاند الانفصالي على استغلال ميناء بربرة على البحر الأحمر مقابل اعتراف أديس أبابا باستقلال الإقليم، وهو ما رد عليه الصومال بسحب سفيره من أديس أبابا. 

ونوه السيسي آنذاك إلى أن الصومال دولة عربية، "ولها حقوق طبقًا لميثاق الجامعة (العربية) في الدفاع المشترك عن أي تهديد لها، وإحنا بنقول الكلام ده مش بنهدد حد ولا حاجة إحنا بنقول ده علشان الناس تبقى فاهمة، إحنا مش هنسمح إن حد يهدد الصومال، ومش هنسمح إن حد يمس الصومال، وأنا بقول الكلام ده بمنتهى الوضوح، ما حدش يجرب مصر.. ما حدش يجرب مصر". 

وكان وزير الخارجية السابق سامح شكري أكد وقتها دعم مصر "الكامل" للصومال في أزمته مع إثيوبيا.

وفي الشهر نفسه، رفضت إثيوبيا وصوماليلاند موقف جامعة الدول العربية، وإدانتها لمذكرة التفاهم بين الجانبين، ووصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير ملس آلم بيان الجامعة العربية بأنه "غير مقبول ولا يليق بالدول الأعضاء"، فيما اعتبرته صوماليلاند "عدائيًا ومجحفًا بحقها السيادي". 

وكان رئيس الصومال صدق في 6 يناير الماضي على قانون يلغي مذكرة التفاهم التي وقعتها إثيوبيا مع إدارة صوماليلاند، التي تسمح لأديس أبابا باستئجار 20 كيلومترًا على ساحل البحر الأحمر قرب ميناء بربرة لمدة 50 عامًا.

ومنذ يوليو/تموز الماضي، استضافت تركيا جولتين من المحادثات غير المباشرة بين الصومال وإثيوبيا بشأن اتفاق صوماليلاند، الذي لم يتم الانتهاء منه بعد. ومن المتوقع عقد جولة ثالثة الشهر المقبل، وفق رويترز.

وتقول إثيوبيا التي لا تطل على أي بحر إنها تحتاج إلى الوصول إلى البحر. وتصر مقديشو على أن صوماليلاند، التي لم تحصل على اعتراف دولي رغم تمتعها بالحكم الذاتي العملي لأكثر من 30 عامًا، جزء من الصومال، حسب رويترز.