مؤشرات على تفادي المواجهة الواسعة رغم توقع واشنطن هجومًا إيرانيًا "عاجلًا" على إسرائيل

توقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن تشن إيران هجومًا "عاجًلا وليس آجلاً" على إسرائيل، ردًا على الهجوم الإسرائيلي على قنصلية طهران في سوريا مطلع أبريل/نيسان الجاري، مؤكدًا التزام واشنطن بالدفاع عن تل أبيب، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، اليوم، إن إيران ستتحمل عواقب اختيارها الاستمرار في تصعيد الوضع في المنطقة.

وردًا على سؤال عن الموعد المتوقع للهجوم على إسرائيل قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض أمس، "لا أريد الخوض في معلومات سرية، لكن توقعاتي أنه سيحدث عاجلًا وليس آجلًا"، وعندما سُئل عن رسالته إلى طهران، قال أنها "لا تفعلوا ذلك"، حسب سي إن إن.

وقُتل 13 شخصًا بينهم 7 من القادة العسكريين خلال قصف للقنصلية الإيرانية في سوريا. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم، غير أن إيران أكدت ضلوعها فيه وتوعدت بالرد.

ضربة محسوبة

قال مسؤولان أمريكيان إن إيران جهزت 100 صاروخ كروز لضرب إسرائيل، حسب ما نقلته سكاي نيوز عن شبكة ABC نيوز الأميركية.

ولا يعني ذلك حتمية المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، إذ نقلت سي إن إن عن مصدر مطلع على المعلومات الاستخبارية الأمريكية إن الإيرانيين يريدون أن تكون الضربة الانتقامية "كبيرة"، لكنهم يريدون أيضًا تجنب التورط في حرب مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، لذا قد تستخدم إيران ميليشيات موالية لها لشن الهجوم.

وكانت فاينانشال تايمز نقلت عن مصادر لم تسمها أن المكالمات الدبلوماسية التي جرت بين إيران وحلفائها الإقليميين والعواصم الأوروبية هذا الأسبوع، دفعت بعض المسؤولين الغربيين على الأقل إلى استنتاج أن إيران تستعد لرد "يهدف إلى إظهار قوة الردع وضبط النفس"، وفق ما نقله موقع الشرق.

وحسب جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية فأن حسابات على السوشيال ميديا قريبة من الحرس الثوري الإيراني، نشرت خلال الساعات الماضية، مقاطع فيديو تُظهر محاكاة لهجمات صاروخية على مطار حيفا الإسرائيلي، ومنشآتها النووية في ديمونا، وفق ما نشره موقع الحرة في تقرير أمس.

ونقلت وول ستريت عن مستشار في الحرس الثوري إن "الحرس الثوري طرح في وقت سابق من هذا الأسبوع على المرشد الإيراني عدة خيارات لضرب المصالح الإسرائيلية"، وأنه "لا يزال يدرس المخاطر السياسية".

وأضاف المستشار، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن السيناريوهات تشمل "هجومًا مباشرًا على إسرائيل بصواريخ متطورة متوسطة المدى". كما تشمل أيضًا، "هجمات يشنها وكلاء طهران في سوريا والعراق، حيث قامت إيران بتسليم طائرات دون طيار من المستودعات في الأيام الأخيرة، وفقًا لمستشاري الحرس الثوري الإيراني والحكومة السورية".

الدفاع الأمريكي

وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس، خلال مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض، على التزام واشنطن مساعدة تل أبيب، قائلًا "سنساعد في الدفاع عن إسرائيل وإيران لن تنجح". 

وهذا ليس التصريح الأول لبايدن، إذ سبق وجدد قبل أيام التزام بلاده حماية أمن إسرائيل، فيما قال مسؤول دفاعي في واشنطن أمس الجمعة، إنهم بصدد إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من أن تشن إيران قريبًا هجومًا على إسرائيل، وفقا لوكالة فرانس برس، حسب الحرة. 

وفي غضون ذلك، حذر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيران من الهجوم على إسرائيل، قائلًا أنها "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، ومتوعدًا "سوف تتحمل عواقب اختيارها الاستمرار في تصعيد الوضع".

وكانت السفارة الأمريكية في إسرائيل، قالت أمس إن موظفيها وأفراد أسرهم ممنوعون من السفر الشخصي خارج وسط إسرائيل والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر، كما مددت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا تعليق رحلاتها إلى طهران بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط، حتى الخميس المقبل، وفق موقع الشرق.