سلمت حركة حماس، أمس، ردها على مخرجات اجتماع باريس إلى مصر وقطر ، مشيرة إلى أنها تعاملت مع المقترحات "بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان"، في وقت قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان إن مصر تستخدم كل علاقاتها وقدراتها بجانب كل الأطراف من أجل تذليل كل العقبات، معتبرًا أن "الوقت اقترب كثيرًا من أجل تطبيق الاتفاق".
وكانت العاصمة الفرنسية باريس استضافت في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، اجتماعًا استخباراتيًا لمديري الاستخبارات في مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى رئيس وزراء قطر، لبحث صفقة جديدة يتم بمقتضاها الإفراج عن المحتجزين، ووقف إطلاق النار غزة، وفي وقت لاحق أعلنت حماس استلامها إطارًا عامًا لصفقة محتملة مع إسرائيل، قالت إنها "تدرسه" مع الفصائل الأخرى.
وقالت حماس، في بيان مساء أمس، اطلعت عليه المنصة، "قامت حركة حماس قبل قليل، بتسليم ردها حول اتفاق الإطار للإخوة في قطر ومصر ، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة".
وأضاف البيان "تعاملت الحركة مع المقترح بروح إيجابية، بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وثمنت حماس "دور الأشقاء في مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على شعبنا".
في غضون ذلك، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، خلال مداخلة هاتفية مع قناة القاهرة الإخبارية مساء أمس، إن "حركة حماس أبدت موقفا إيجابيا من المقترح الذي تمت صياغته في اجتماعات باريس"، مشيرا إلى أن مصر تسلمت رد الحركة، وتواصل دورها في الحوار مع كل الأطراف ذات الصلة، وبخاصة الطرفين الأساسيين وهما إسرائيل وحركات المقاومة وتحديدًا حركة حماس.
وأشار، وفق ما نقله موقع الشروق، إلى أنّ الحوار يتم حول كيفية تطبيق الاتفاق وإزالة العقبات، موضحًا أنه في مثل هذه المفاوضات قد تظهر أي عقبات بين حين وآخر.
وشدد على أن مصر تستخدم كل علاقاتها وقدراتها بجانب كل الأطراف من أجل تذليل كل هذه العقبات، معتبرًا أن الوقت اقترب كثيرًا من أجل تطبيق هذا المقترح.
ونوه بأن وضع إطار زمني مسبق في مثل هذه المفاوضات يكون أمرًا "غير حكيمًا"، موضحًا أن الأمر يقتضي بالفعل تسريع عملية التفاوض مع الأطراف وهو ما بدأته مصر بالفعل وتواصل تنفيذه على أرض الواقع.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن إنهم تلقوا ردًا من حركة حماس حول الإطار العام لاتفاقية الأطراف بشأن المحتجزين، مشيرًا إلى أن الرد يتضمن بعض الملاحظات على الإطار، إلا أنه يعد في مجمله "ردًا إيجابيا"، وفق وكالة الأنباء القطرية قنا.
وأضاف بن عبد الرحمن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، "نظرًا لحساسية هذه المرحلة لا يمكن الخوض في التفاصيل، إلا أن هذا الرد يدعونا إلى التفاؤل، وتم تسليم الرد للجانب الإسرائيلي".
وزار بلينكن قطر أمس ضمن جولته الخامسة في المنطقة، وذلك عقب زيارة السعودية ومصر.
وفور الإعلان عن تسليم حماس ردها على "ورقة باريس"، خرج بعض المواطنين في عدد من مناطق قطاع غزة للشوارع، مطالبين بإنهاء الحرب والعودة إلى منازلهم التي دمر معظمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين على أنّ أي هدنة أو مبادرة أو ورقة مقترحة لا تتضمن وقف الحرب والعودة لا يمكن أن تلبي أبسط مطالبهم في الوقت الحالي.
وميدانيًا، تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ124، مخلفًا أكثر من 27 ألف قتيل، حيث كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجماته بالطيران الحربي على عدد من المناطق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة مساء الثلاثاء، وحتى فجر الأربعاء، مخلفًا عدد من القتلى والاصابات بين صفوف المدنيين.
وقصف جيش الاحتلال منتصف الليل، منزلاً بحي تل السلطان غرب رفح، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين وإصابة عدد من الأطفال والنساء والشيوخ كانوا نيامًا داخل منازلهم حسب ما أفاد مصدر طبي بالمستشفى الكويتي التخصصي لـ المنصة.
وسبق استهداف المنزل، ثلاثة استهدافات متتالية لأراضي فارغة بجوار بوابة صلاح الدين جنوب وسط رفح مع الحدود المصرية، ما تسبب بخسائر مادية، كما تم استهداف مباشر لمركبة تابعة لوزارة الداخلية التابعة لحركة حماس شرق مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل 6 من أفراد الشرطة وإصابة عدد من المارة في الشارع.
ومع تصاعد القصف عبرّ عدد من النازحين في مدينة رفح، التي استقبلت أكثر من مليون نازح منذ بدء العدوان، عن تخوفهم من الاضطرار للنزوح مجددًا حال نفذ جيش الاحتلال تهديداته بالتوغل البري في المدينة، كما لفت عدد منهم إلى الاكتظاظ السكاني في المدينة، الذي "قد يؤدي لمقتل العشرات أو المئات، بالإضافة إلى تدمير المنازل والبنى التحتية".
وفي مدينة خانيونس، كثف جيش الاحتلال قصفه المدفعي في محيط مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة عدد آخر غالبيتتهم لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالهم من المنازل والطرقات بسبب التضييق الإسرائيلي على عمل طواقم الإسعاف، ومحاصرة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل المستشفيات.
وحذرت وزارة الصحة، في بيان لها عبر واتساب، من استمرار تعريض حياة الطواقم الطبية للخطر والاعتداء عليهم وبشكل مباشر، فيما أجبر جيش الاحتلال النازحين داخل المستشفيات على الخروج من خلال ممرات قال إنها "آمنة".
واستهدف جيش الاحتلال منزلًا في دير البلح وسط قطاع غزة، وعدد آخر من المنازل بغزة وشمال القطاع، فيما استمرت الاشتباكات بين جنوده وفصائل المقاومة الفلسطينية وسط وغرب مدينة غزة لليوم التاسع على التوالي.
وقال شاهد عيان متواجد بالقرب من منطقة الجامعات بغزة، لمراسل المنصة، إنّ جنود الاحتلال يعملون على تدمير وحرق المنازل والمباني السكنية والحكومية في المنطقة دون سبب مباشر واضح، مضيفًا "الجيش يهدف إلى التدمير والتخريب والعبث بممتلكات المواطنين".