وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماع باريس، الذي اختتم أعماله أمس بشأن الحرب على غزة، بـ"البناء"، وقال على إكس "لا تزال هناك فجوات كبيرة، سيواصل الجانبان مناقشتها في اجتماعات متبادلة إضافية تعقد هذا الأسبوع".
وعقد الاجتماع الاستخباراتي بشأن الحرب على غزة، في باريس، بمشاركة مدير الموساد ديفيد بارنيا، ومدير جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار، واللواء احتياط نيتسان ألون من الجانب الإسرائيلي، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.
كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت، السبت الماضي، عن توصل مفاوضي الولايات المتحدة إلى مسودة اتفاق محتمل تجمع بين مقترحات إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، لم تسمهم، تأكيدهم طرح المسودة خلال اجتماع باريس للمناقشة، وقالوا "قد تفضي إلى اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين".
في الوقت نفسه، أكدت حركة حماس أن إطلاق سراح من تحتجزهم "يتطلب تنفيذ إنهاء مضمون للحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وسحب جميع قوات الاجتياح"، في إعادة تأكيد لموقفها بعد أن عقدت إسرائيل اجتماعًا مع وسطاء قطريين ومصريين، وفق هيئة الإذاعة والتليفزيون السويسرية سويس إنفو.
وقالت إن "نجاح لقاء باريس مرهون بمدى استجابة الاحتلال لوقف العدوان الشامل على غزة"، والاتفاق يجب أن يحظى بموافقة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وتطالب إسرائيل بالإفراج عن سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس، وتقول إن "عدد الرهائن الذين لا يزالون في قطاع غزة 132 رهينة".
وبعد 115 يومًا من الحرب الإسرائيلية، طالب جيش الاحتلال، سكان غرب مدينة غزة، في أحياء النصر والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ والرمال الشمالي والجنوبي والصبرة والشيخ عجلين وتل الهوى، بالإخلاء الفوري باتجاه مراكز إيواء دير البلح وسط القطاع، وفق المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي.
ويواصل جيش الاحتلال منذ أمس الأحد قصف المباني السكنية في مناطق متفرقة غرب غزة، كما سمع المواطنون اشتباكات كثيفة منذ منتصف الليلة الماضية وحتى الفجر في محيط مجمع الشفاء الطبي، وفق مراسل المنصة.
وقال شهود العيان لـ المنصة إن جيش الاحتلال عاد للتوغل في المنطقة الغربية لمدينة غزة، بالتحديد في منطقة تل الهوا ومحيط الجامعات، متقدمًا باتجاه مجمع الشفاء الطبي الذي اقتحمه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأكدوا وصول عدد من الإصابات إلى طوارئ مستشفى الشفاء الذي عاد للتشغيل بشكل جزئي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبإمكانيات "محدودة" لاستقبال المصابين والجرحى جراء استمرار القصف الإسرائيلي.
وفي خانيونس، كثف جيش الاحتلال من قصفه المدفعي والجوي على عدد من المناطق غرب المدينة، بالتحديد حي الأمل، حيث مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر نبال فرسخ لـ المنصة إن "القصف العنيف لم يتوقف في محيط المستشفى ما شكل خطرًا على الطواقم الطبية والمرضى داخله".
وأضافت أن الطواقم الطبية تعاملت مع عدد من المصابين والجرحى وصلوا إلى قسم الطوارئ فجرًا، وتحت كثافة القصف المدفعي، مشيرة إلى عدم تمكن الطواقم الطبية من التنقل داخل مباني المستشفى بسبب تمركز الدبابات على مقربة من المباني ما يشكل "خطرًا على الأطقم الطبية ويهدد حياتهم".
وفي منطقة المشروع ومحيط مجمع ناصر الطبي، قال شهود عيان إن طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية تحوم هناك وتحمل مكبر صوت وتنادي على النازحين داخل مراكز الإيواء مطالبة إياهم بإخلاء المنطقة بشكل فوري.
وحول أزمة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، قالت المتحدثة باسم الأونروا ومديرة العلاقات الخارجية والإعلام تمارا الرفاعي لـ المنصة إن قرار فصل عدد من موظفيها جاء "حرصًا" على استمرار عمل الوكالة في غزة والمنطقة، بعد تلقيه معلومات تشير إلى إمكانية انخراطهم في عملية طوفان الأقصى، موضحة تحويل الملف إلى مكتب الرقابة الداخلية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للتحقيق.
وكانت إيطاليا وأستراليا وبريطانيا وفنلندا والولايات المتحدة وكندا من بين دول أعلنت تعليق تمويل الأونروا مؤقتًا، بعدما "قدمت السلطات الإسرائيلية معلومات حول المشاركة المزعومة لعدد من موظفي الأونروا في غزة بالهجمات المروعة على إسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، وعقب إعلان الوكالة الأممية فصلها "هؤلاء الموظفين فورًا، وفتح تحقيق دون أي تأخير للكشف عن الحقيقة".
وأطلقت حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، واحتجزت خلالها أكثر من 200 إسرائيلي، ردًا على انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى خلال الشهور التي سبقت العملية.
وبينما لم تعلن الوكالة عدد الموظفين الذين يشتبه في مشاركتهم بطوفان الأقصى، أوضحت الخارجية الأمريكية أنهم 12 موظفًا، وأعربت عن "انزعاجها للغاية من هذه المزاعم"، موضحة أنها لن تقدم أي تمويل إضافي للوكالة حتى يتم النظر فيها، وفق موقع فرانس 24.
وتأسست الأونروا عام 1949 في أعقاب الحرب الأولى بين الدول العربية وإسرائيل، وهي تقدم خدمات مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.