بدأ وزير الخارجية الأمريكي، أمس، جولته الخامسة في منطقة الشرق الأوسط منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة. وكانت المملكة العربية السعودية أولى محطات الجولة، حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبحث وقف الحرب في غزة وما بعدها، في وقت دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى وقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وتأتي زيارة وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا إلى المنطقة عقب لقاء استخباراتي عقد في باريس 28 يناير/كانون الثاني الماضي، ضم مديري الاستخبارات في مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى رئيس وزراء قطر، لبحث صفقة جديدة يتم بمقتضاها الإفراج عن المحتجزين، ووقف إطلاق النار، وفي وقت لاحق أعلنت حماس استلامها إطارًا عامًا لصفقة محتملة مع إسرائيل، قالت إنها "تدرسه".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان أمس، إن بلينكن ناقش مع ولي العهد السعودي، "تنسيقًا إقليميًا" لإنهاء الحرب في غزة وخطط إدارة القطاع في أعقاب انتهائها، وفق بي بي سي.
كما تناول الطرفان، خلال اجتماعهما الذي امتد لما يزيد على ساعتين في العاصمة السعودية الرياض، "أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة ومنع اتساع رقعة الصراع"، فضلًا عن "الحاجة الماسة لتقليل التوترات في المنطقة"، بما في ذلك الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي، والحوثيون في البحر الأحمر.
ولم ينقل بيان وكالة الأنباء السعودية واس تفاصيل اللقاء، وقال على نحو مقتضب، إنه جرى خلال الاجتماع "استعراض أوجه العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار".
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أمس، إلى وقف عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، حسب فرانس 24.
وقال سيجورنيه، الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لمحاولة الدفع من أجل التوصل إلى هدنة في القتال بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، "لا يمكن أن يحصل أي تهجير قسري للفلسطينيين لا من غزة ولا من الضفة الغربية".
ودعا وزير الخارجية الفرنسي، نتنياهو، وفق بي بي سي، إلى حل الدولتين، مشددًا على أنه "لا يمكن فصل مستقبل قطاع غزة عن مستقبل الضفة الغربية، ويجب الإعداد لهذا المستقبل من خلال دعم السلطة الفلسطينية التي يجب أن تتجدّد وأن تعود في أقرب وقت ممكن إلى قطاع غزة".
وزاد "أكرّر، غزة أرض فلسطينية"، داعيًا إلى "تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنبًا إلى جنب"، وهو ما يتطلب استئناف عملية السلام "فورًا". وشدد على أنه "من دون حلّ سياسي لا يمكن الحصول على سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
وتعد إسرائيل المحطة الثالثة في أول جولة لوزير الخارجية الفرنسي في المنطقة، التي بدأت الأحد من مصر، ثم الأردن، ثم إسرائيل، وأعقبها زيارة للضفة الغربية.
وفي الضفة، أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزير الخارجية الفرنسي، على آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، والجهود المبذولة لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب، مشددًا على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى داخل القطاع وزيادتها، وفق وكالة أنباء وفا.
وجدد عباس التأكيد على الرفض القاطع لتهجير أي مواطن فلسطيني، مشيدًا بالموقف الفرنسي "الداعم لوقف إطلاق النار ورفض استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة والغربية بما فيها القدس الشرقية، واحترام القانون الدولي".
يأتي ذلك في وقت يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ123، ما أسفر عن سقوط أكثر من 27 ألف قتيل.