قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، إن الحركة تسلمت إطارًا عامًا لصفقة محتملة مع إسرائيل، ناتجة عن اجتماع باريس، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه "لا يمكن الحديث عن توقيتات إلا بعد وجود موافقة إسرائيلية على شروط المقاومة".
وتأتي تصريحات حماس بالتزامن مع جولتين لوزيري الخارجية الفرنسي والأمريكي في الشرق الأوسط لبحث الصفقة بين حماس وإسرائيل، بالأخص مرحلة ما بعد الحرب.
وحدد حمدان هذه الشروط، خلال مؤتمر صحفي في بيروت، أمس، بـ"وقف العدوان وسحب قوات الاحتلال ورفع الحصار عن قطاع غزة، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس"، وفق ما نقله موقع الجزيرة.
وأضاف القيادي في حماس أن الحركة منفتحة على كل ما من شأنه وقف العدوان وإغاثة سكان القطاع، فيما حكومة بنيامين نتنياهو تواصل عرقلة كل المبادرات، على حد وصفه.
وزاد أن الحركة تبحث الإطار العام الذي نوقش في اجتماع باريس، وتهدف أيضًا إلى "تأمين إيواء النازحين، وإعادة الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جدية للأسرى".
واستضافت باريس، الأسبوع الماضي، اجتماعًا استخباراتيًا بمشاركة مدير الموساد ديفيد بارنيا، ومدير جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار، واللواء احتياط نيتسان ألون من الجانب الإسرائيلي، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، لبحث عقد صفقة تنهي الحرب في غزة.
وثمّن حمدان جهود مصر وقطر الرامية إلى وقف العدوان على القطاع، مؤكدًا أن حماس "ستكون حيث تكون مصلحة الشعب"، وقال إن الأولوية هي رفع المعاناة عن سكان القطاع وحماية الفلسطينيين في الضفة، وكذلك حماية المسجد الأقصى والمقدسات.
وشدد القيادي في حماس على أن الحركة على تواصل مع كافة فصائل القوى الفلسطينية، خصوصا شركاء الميدان ورفقاء السلاح، "نشيد بكل المواقف الوطنية التي عبرت عن الوحدة ودعم المقاومة".
ونفى حمدان وجود تباينات بين قادة حماس، مؤكدًا أن "القرار في قيادة الحركة مؤسَّسي، وأن كل القيادات تساهم في صناعة القرار بمن في ذلك الموجودون في الميدان"، وأن "ما تناولته وسائل إعلام عن تناقض بين قيادات حماس غير صحيح".
جاء ذلك ردًا على تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أشارت فيه لوجود خلافات بين قادة حماس في الداخل والخارج بشأن الصفقة المقترحة، إذ زعمت أن زعيم الحركة يحيى السنوار مستعد لقبول عرض الهدنة لمدة 6 أسابيع، كما هو الحال مع كبار مسؤولي حماس الآخرين في قطاع غزة، لكن قادة حماس في الخارج، حسب التقرير، يطالبون إسرائيل بالمزيد من التنازلات، ويريدون التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، وفق ما نقلته سكاي نيوز.
وتابع حمدان خلال المؤتمر الصحفي أن الحركة "ستعلن موقفها النهائي استنادًا لمصلحة الشعب الفلسطيني"، وأن على نتنياهو "الرضوخ لطلبات المقاومة".
وشدد على أن الأولوية القصوى حاليًا هي التوحد من أجل إغاثة سكان القطاع ووقف العدوان، مخاطبًا "الحكومات وأصحاب الضمائر الحية للضغط على الاحتلال والولايات المتحدة لإدخال المساعدات الطبية والغذائية".