يبدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اليوم، جولة في الشرق الأوسط تتضمن زيارة مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين ولبنان، لبحث مرحلة ما بعد وقف الحرب في غزة، فيما يبدأ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن جولة مشابهة غدًا، هي الخامسة في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودخلت فرنسا خط الوساطة بين إسرائيل وحماس بعدما استضافت الأسبوع الماضي، اجتماعًا استخباراتيًا بمشاركة مدير الموساد ديفيد بارنيا، ومدير جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار، واللواء احتياط نيتسان ألون من الجانب الإسرائيلي، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، لبحث عقد صفقة تنهي الحرب في غزة.
وتعد جولة سيجورنيه، هي الأولى في المنطقة، ووفق بيان للخارجية الفرنسية، حسب موقع فرانس 24. ويسعى سيجورنيه في جولته إلى "العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن"، وإقناع الفرقاء بـ"إعادة فتح الأفق السياسي" استنادًا إلى مبدأ حل الدولتين، وفق المتحدث باسم الوزارة كريستوف لوموان.
وشدّد لوموان على "حَزم" الموقف الفرنسي بالنسبة إلى "الظروف التي يجب أن تكون سائدة" في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، قائلًا إن "مستقبل غزة يندرج في إطار دولة فلسطينية موحدة يجب أن تمارس فيها سلطة فلسطينية معاد تنشيطها دورها".
وأشار المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إلى أن "فرنسا رفضت وترفض على الدوام إقامة مستوطنات في غزة أو النقل القسري للسكان الفلسطينيين".
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس، أن بلينكن سيبدأ الأحد زيارته الخامسة للمنطقة، وسيسافر إلى المملكة العربية السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية في الفترة من الأحد إلى الخميس، وستكون هذه محطته السادسة في إسرائيل، وفق سي إن إن.
ويفصل أقل من شهر بين زيارة بلينكن الرابعة إلى المنطقة، والزيارة المرتقبة، إذ بدأت جولته في 7 يناير/كانون الثاني الماضي بدول عدة بهدف عدم توسعة رقعة الصراع في المنطقة، وذلك بعدما اغتالت إسرائيل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، في بيان، إن بلينكن "سيواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين ويتضمن هدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومتزايد للمدنيين في غزة".
وسبق وشددت حماس على أنها لن تقبل بصفقة لإطلاق الرهائن قبل وقف إطلاق النار في غزة.
ومن جانبه، قال بلينكن، عبر إكس أمس، "سأعود إلى الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، لمواصلة العمل مع شركائنا بشأن كيفية تحقيق السلام الدائم في المنطقة، مع توفير الأمن الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وكانت حركة حماس أعلنت 30 يناير الماضي، تلقيها دعوة لزيارة القاهرةـ في إطار بحث مخرجات اجتماع باريس.
وميدانيًا، تواصل القصف الإسرائيلي لقطاع غزة لليوم الـ120، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، اليوم السبت، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت "12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء، و165 مصابًا، خلال الـ24 ساعة الماضية".
وارتفع عدد القتلى إثر العدوان الإسرائيلي إلى 27 ألف 238 قتيلًا، و66 ألف و452 مصابًا، وفق وفا.
وفي سياق متصل، يتواصل الحصار الإسرائيلي لمستشفى الأمل التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني لليوم الـ12.
وأصيب 11 شخصًا في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس عقب إلقاء القوات الإسرائيلية قنابل دخانية على النازحين، وفق بي بي سي.
وقالت الجمعية في بيان، وفق المصدر نفسه، إن الأوضاع الإنسانية داخل مستشفى الأمل باتت "مأساوية"، ويعاني المستشفى من نقص حاد في الأوكسجين والمستلزمات الجراحية والمضادات الحيوية والأدوية الخاصة بذوي الأمراض المزمنة وغيرها من المستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تناقص مخزون الوقود اللازم لضمان استمرار عمل مولد الكهرباء، والشح الشديد في الطعام المتوفر للمرضى والطواقم الطبية والنازحين.