ألقت قوات الأمن مساء أمس السبت القبض على 5 أشخاص من بيوتهم، ممن تظاهروا في ميدان التحرير الجمعة الماضية ليضافوا إلى 44 قبض عليهم من الميدان على خلفية مشاركتهم في مظاهرات دعم فلسطين، بحسب المحامي الحقوقي خالد علي، في حديث لـ المنصة، في وقت أشار علي إلى ظهور بعضهم أمام نيابة أمن الدولة في بوست على صفحته.
وكان علي أعلن القبض على 43 متظاهرًا من التحرير، قبل أن يعود مساء أمس ويصحح العدد إلى 44.
وأشار علي إلى أنه بعد حملة القبض من المنازل أمس، يرتفع عدد المقبوض عليهم في القاهرة والإسكندرية إلى 114 شخصًا بعد تظاهرات الجمعة، بإجمالي 109 متظاهرًا يوم الجمعة، 44 منهم بالقاهرة و65 بالإسكندرية، يضاف إليهم الخمسة الذين قبض عليهم أمس السبت.
في الوقت ذاته أكد عضو بالحملة الانتخابية للسياسي أحمد الطنطاوي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ المنصة، أن الخمسة المقبوض عليهم أمس، بينهم أربعة من حملة الطنطاوي، فيما اكتفت الحملة بالإعلان عن القبض على شخص واحد منها من منزله؛ وهو عضو هيئة مكتب الحملة الانتخابية وأمين الشباب، بيشوي توفيق سعد بولس.
وشهدت ميادين مصر، الجمعة، نوعين من التظاهرات لدعم القضية الفلسطينية، بعضها رتبت لها وحشدتها مؤسسات الدولة لمنح "تفويض" للرئيس في كل ما يخص دعم القضية الفلسطينية وحماية الأمن القومي المصري، وأخرى خرجت بدعوات شعبية، واستقرت في ميدان التحرير، مرددة هتافات من بينها "المظاهرة بجد مش تفويض لحد".
في غضون ذلك، تروي صباح فواز وهي والدة الطالب محمد علي أبو المجد الذي قبض عليه أمس من منزله، إنها وإبنها الطالب في السنة الرابعة بكلية الشريعة والقانون، شاركوا في مظاهرات الجمعة "نزلت أنا وابني عند مسجد مصطفى محمود رافضين المجازر"، مشيرة إلى أنها عادت هي وعلي إلى المنزل في بولاق الدكرور "رجعنا البيت عادي مافيش أي حاجة".
وأضافت أنه في السابعة والنصف من مساء السبت، "كان بيتفرج على ماتش الزمالك خبطوا عليه وخدوه"، مؤكدة "المحامي سأل عليه في القسم اللي إحنا تبعه قالوا مش موجود".
واسترسلت "قلقانة من الاختفاء القسري، عايزة أعرف ابني فين"، مؤكدة أن ابنها لم يكن عضوًا في حملة أو حزب.
وحول أسباب القبض على ابنها تحديدًا ضمن خمسة فقط من بين آلاف المتظاهرين، قالت "مش عارفة بس الناس شالته على أكتافها وكان بيهتف في مصطفى محمود وكان رافض التفويض قال "تفويض مين يا عم.. فلسطين أهم".
في غضون ذلك، قال خالد علي لـ المنصة، إن الأقسام مستمرة في إنكار وجود المقبوض عليهم لديها، موضحًا أنه هو و "جبهة الدفاع عن متظاهري مصر" سألوا حتى الآن في "أقسام قصر النيل، عابدين، الموسكي، السيدة زينب، الجمالية والدرب الأحمر".
وأضاف علي في بوست على فيسبوك، أن "الشباب اللى تم القبض عليهم فى المظاهرات لدعم فلسطين موجودين بنيابة أمن الدولة، لسه منعرفش بشكل دقيق الاعداد ولا الأسماء".
وأشار إلى أن "الزملاء المحامين بجبهة الدفاع عن متظاهرى مصر كلهم فى الطريق للنيابة، وهينشروا كل المعلومات لطمئنة كل الأسر".
وكان مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، محمد لطفي، رجح في تصريح لـ المنصة، في وقت مبكر من اليوم، نقل الشباب المتظاهرين "لمعسكرات قوات أمن أو أمن مركزي أو في الأمن الوطني"، لافتًا إلى أن ذلك لا يؤشر على احتمالية نزولهم على ذمة قضايا جديدة من عدمه، "القرار هيكون سياسي".
وفي الإسكندرية، قال علي لـ المنصة، إن المقبوض عليهم هناك "بدأو ا يطلعوهم"، موضحًا "مانعرفش عدد الناس اللي خرجت واللي لسه محجوزين.. لحد الفجر الأهالي بيقولوا بيخرجوا".
وتداول نشطاء عبر هاشتاج الحرية لمعتقلي تضامن فلسطين، صور وأسماء المقبوض عليهم، ومنهم: عمرو رضا إبراهيم عطية، وعلي محمد أبو سريع علي أبوعميرة، ومحمد ابراهيم محمد دردير، ومحمد محمد الهامي أنيس فودة، وعلي عادل علي، ومؤمن نبيل جابر محمد، وأحمد ذكى عبد البديع صالح، وعارف عربي عارف عبد الراضي، ونبيل أبو النور، وأحمد رشوان، ومراد سعيد، وأحمد حنفي أبو زيد، ومحمد عبدالله محمد أحمد، وعلي محمد علي أبو المجد، وسامي الجندي، وأحمد محمود أحمد، بالإضافة لثلاثة من الإسكندرية وهم: أنس علاء الدين، ومحمود مصطفى محمود، ومحمد عادل عبدالرحمن حسن.
كما تضمنت القائمة اثنين من الدقهلية وهما: سامي عبد الجواد، وأحمد عزام. وأشار عضو حملة الطنطاوي لـ المنصة إلى أن الاسمين الأخيرين قياديين بحزب الكرامة في الدقهلية وعضوين بحملة الطنطاوي، بالإضافة لسامي الجندي وبيشوي الذي أعلن السياسي المعارض أحمد الطنطاوي القبض عليه.
ولم ينوه الطنطاوي في بيانه أمس، إلى أن القبض على بيشوي كان لمشاركته فى تظاهرات الجمعة، معتبرًا أن القبض يستهدف أعضاء حملته الانتخابية.
وقالت الطنطاوي "فجر اليوم، وبالطريقة المعتادة والمؤسفة، تم القبض على زميلي العزيز وصديقي الحبيب: بيشوي توفيق سعد بولس - عضو هيئة مكتب الحملة الانتخابية وأمين الشباب بها، ليلحق بمئات الزميلات والزملاء الذين تم القبض عليهم خلال الشهور الأخيرة لفترات متفاوتة".
ولفتت إلى أن عدد المحبوسين الآن من أعضاء الحملة الانتخابية بقرارات من نيابة أمن الدولة العليا بلغ "128 زميلة وزميل من معظم محافظات الجمهورية".
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه مصر الاستعداد للانتخابات الرئاسية والمقرر إجرائها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وبعد الإفراج عن المئات من السجناء والمحبوسين احتياطيًا على مدار الشهور الماضية، إثر إطلاق الحوار الوطني الذي عُلقت جلساته بسبب الانتخابات.