قررت نيابة أمن الدولة العليا أمس الأحد حبس ثلاثة من صناع المحتوى الكوميدي على تيك توك بعد نشرهم مقطع فيديو كوميديًا عن فتاة تزور حبيبها في السجن، ووجهت إليهم تهم نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية.
وقال المحاميان هدى عبد الوهاب ومحمد حافظ عبر فيسبوك إن النيابة قررت حبس صانعي المحتوى محمد حسام الدين الشهير بببسة وبسمة حجازي المعروفة بوردة، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، فيما أفادت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان في بيان، أن القضية التي حملت رقم 184 لسنة 2023 حصر أمن دولة عليا شملت أيضًا صانع محتوى كوميدي ثالث هو أحمد علي الخولي.
وقالت الجبهة إن القبض على صانعي المحتوى الثلاثة تم الأربعاء، الموافق 25 يناير/ كانون الثاني الماضي. وأرجعت أسباب القبض إلى مقطع فيديو مدته حوالي ثلاث دقائق باسم "الزيارة"، نشره الثلاثة قبل أسبوعين عبر قناة محمد حسام على يوتيوب، وشاهده 33 آلف متفرج حتى الأن.
وتظهر في الفيديو شخصية وردة وهي تزور حبيبها حمو، ويقدمه حسام، في حبس داخل أحد أقسام الشرطة.
بدورها قالت المحامية هبة عادل، رئيس مجلس أمناء من أجل المرأة، للمنصة إن هذا النوع من القضايا في "غاية الحساسية"، لذلك طالبت جهات التحقيق بسرعة إصدار بيان توضيحي بدوافع التهم المقدمة للمتهمين الثلاثة.
وأضافت أن البيان سيكون مهمًا لسببين؛ أن "المتهمين شخصيات معروفة الأمر الذي سيجعل القبض عليهم محل تساؤلات، كما أن الجريمة الموجهة لهم من نشر أخبار كاذبة تتطلب توضيحًا"، وشددت "لا مناص من تحقيقات سريعة ومحاكمة عاجلة".
واستبعدت عادل أن يكون القبض على بسمة حجازي ضمن ملاحقة صانعات المحتوى على الإنترنت وخاصة تطبيق تيك توك، قائلة إن "التهمة الموجهة إليها من النوع الذي يوجّه لرجل أو امرأة، كما أن ذكرها في القضية ليس لكونها فتاة".
يشار إلى أن بسمة حجازي تقدم نفسها على السوشيال ميديا كخبيرة تجميل وتقدم نصائح للفتيات حول العناية بالبشرة واستخدام مستحضرات التجميل.
وبخلاف فيديو "الزيارة" الذي يعتقد على نطاق واسع أنه السبب في القبض على صانعي المحتوى الثلاثة، نشر حسام مقطعي فيديو أحدهما منذ ثلاثة أشهر، ظهر معه فيه الخولي. وتحدث كلاهما في جزء بسيط من الفيديو الذي حمل اسم المدعي العام، عن أثر أزمة الدولار على رفع أسعار المخدرات.
أما الفيديو الأخر فكان من شهرين، وظهر حسام بشخصية شاب يقرر فسخ خطبته بعد رفع الأسعار وأزمة الدولار.
وتُذكِّر تلك القضية بأخرى تم القبض فيها على ثلاثة من صانعي المحتوى معروفين باسم ظرفاء الغلابة، في أبريل/ نيسان الماضي، بعد نشرهم مقاطع ساخرة عن ارتفاع الأسعار ووجهت إليهم نفس التهم، بنشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية، قبل أن يتم الإفراج عنهم في مايو/ أيار.
يأتي ذلك في وقت تستعد مصر لبدء حوار سياسي أعلن الرئيس عن إطلاقه في أبريل الماضي، وأفرج عن أكثر من ألف سجين رأي على إثره، فيما لا زال آلاف آخرون سجناء في مقدمتهم المبرمج السياسي علاء عبد الفتاح ومؤسس 6 إبريل محمد عادل والمحامي محمد الباقر.