قال الدكتور محمد أبو الغار، عضو مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية، إن تنازل الكاتب شادي لويس بطرس عن الجائزة التي مُنحت لروايته الأحد الماضي "لن يؤثر على أهميتها أو مسارها"، مؤكدًا أنها "تحظى بإقبال كبير من المثقفين والكُتاب يتزايد في كل عام".
وأكد أبو الغار، في تصريحات للمنصة أمس الثلاثاء، أن الموقف الذي اتخذه الكاتب من جائزة ساويرس الثقافية بعد إعلان منحها لروايته "تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة" في فرع كبار الكتاب، "قرار شخصي نحترمه"، ولا يقلل من حقيقة أن "شادي كاتب موهوب ومهذب ولم يقل شيئًا يسيء للجائزة أو إدارتها".
وأصدر مجلس أمناء جائزة ساويرس بيانًا مقتضبًا، أمس الأحد، أعرب فيه عن "أسفه الشديد" لاعتذار شادي وتنازله عن جائزة ساويرس الثقافية لأفضل عمل روائي فرع كبار الأدباء "دون إبداء أسباب"، مؤكدًا أن "اختيار الرواية من لجنة التحكيم بمنتهى النزاهة والشفافية بناء على جدارة واستحقاق الكاتب وتميز الرواية دون أية اعتبارات أخرى".
ورفض أبو الغار في تصريحه للمنصة التعليق على ذلك أو توضيح إن كان ثمة تواصل جرى بينه ولويس بعدها، قائلًا "ديه أشياء خاصة منحبش نتكلم فيها".
وفوجئ الوسط الثقافي مساء الأحد بإعلان الروائي شادي لويس بطرس، المقيم حاليًا في مارسيليا، عبر فيسبوك تنازله ماديًا ومعنويًا عن الجائزة التي تبلغ قيمتها 150 ألف جنيه، بعد دقائق من الإعلان عن فوزه رسميًا بها، وهو إعلان شابه بعض الارتباك من جانب لويس، حيث كتب في البداية أنه سيطلب من إدارة الجائزة "شطبه من قائمة الفائزين بها"، قبل أن يحذف ذلك لاحقًا بعد تدخل أبو الغار نفسه بالتعليق على البوست يطالبه بأن يتمهل ويطلب منه رقم هاتفه.
غير أن ذلك لم يكن ذلك وحده ما لفت الانتباه في ليلة منح الجوائز، حيث أعلن أثناء مراسم تقديم الجوائز منح الكاتب الراحل محمد أبو الغيط "جائزة استثنائية" لإسهامه الصحفي اللافت قدرها 150 ألف جنيه، الأمر الذي فُهم على أنه تدشين لجائزة جديدة باسم الصحفي الراحل ضمن فروع الجائزة الثابتة في السرد والمسرح وأدب الأطفال والسيناريو والنقد، وهو ما نفاه أبو الغار للمنصة، مؤكدًا أن تلك الجائزة الاستثنائية جاءت صدفة "في هذه الدورة فقط، ولن تتكرر في الدورة المقبلة، إلا إذا وجدنا في وقت ما أن هناك مبدعًا آخر يستحق الحصول على مثيلتها تقديرًا لإبداعه".
وأوضح عضو مجلس أمناء ساويرس، أن هذه الجائزة "كانت فكرة الكاتب الصحفي محمد شعير، الذي ما إن عرضها عليّ حتى قمت بطرحها على المهندس سميح ساويرس باعتباره الممول الرئيسي، وقد وافق فورًا وخصص 150 ألف جنيه هي قيمة الجائزة تقديرًا لجهود أبو الغيط، ومشواره الثقافي، ونظرًا لظروف وفاته".
وأكد أبو الغار ما سبق وأعلنه خلال الحفل من رفع القيمة المادية للجوائز ابتداءً من الدورة المقبلة، قائلًا "هذا أمر كنا كمجلس أمناء طرحناه للمناقشة مسبقًا قبل التضخم الاقتصادي الأخير، لكن بعد هذا التضخم وارتفاع الأسعار بات من الضروري رفع قيمة الجائزة العام المقبل، لكن لم تتحدد إلى الآن نسبة الزيادة المقررة في قيمتها المالية".
وتبلغ قيمة جوائز ساويرس الثقافية 1.5 مليون جنيه موزعة على ستة فروع، هي: الرواية والقصة القصيرة والنقد والسيناريو السينمائي والنص المسرحي وأدب الطفل.