اغتالت مسيرة إسرائيلية، مساء أمس، نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في لبنان، إثر هجوم صاروخي استهدف مكتبًا للحركة جنوبًا، في وقت توعد حزب الله اللبناني بالرد.
وأكدت حركة حماس في بيان، مقتل العاروري واثنين من قيادات القسام و4 من كوادر الحركة في الهجوم، ووصفته بـ"العمل الإرهابي مكتمل الأركان"، في وقت قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن "الجريمة فتحت الأبواب على مسارات تبدو مختلفة عن السائد الآن، سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا".
الأمر نفسه حذر منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أجرى اتصالًا مع عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، وبعد المكالمة، قال ماكرون إنه "ينبغي تجنب أي سلوك تصعيدي، بخاصة في لبنان"، وإن فرنسا "ستستمر في إيصال هذه الرسائل إلى كل الجهات الفاعلة المعنيّة بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة"، وفق بي بي سي.
وكان حزب الله اللبناني توعد بالرد على العملية، وقال في بيان، إن العملية "في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته (...)، وإنّنا في حزب الله نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب". ومن المقرر سلفًا أن يُلقي الأمين العام للحزب حسن نصر الله، اليوم، كلمة بمناسبة ذكرى اغتيال الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "دماء الشهيد ستشعل بلا شك طفرة جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضًا وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم"، وفق ما نقله موقع سكاي نيوز.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي "استعداده لأي سيناريو" بعد اغتيال العاروري، حسب بي بي سي الذي أشار إلى رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، التعليق مباشرة على الاغتيال، غير أنه قال إن الجيش "في حالة استعداد مرتفعة للغاية في كل المناطق للدفاع والهجوم". وأضاف "نحن على درجة عالية من الاستعداد لأي سيناريو".
وكانت قناة 13 الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن "الأمريكيين لم يبلغوا بعملية الاغتيال إلا أثناء العملية وليس قبلها"، حسب وكالة الأناضول.
وجاءت عملية الاغتيال عقب يومين من إعلان حزب الله الحرب على إسرائيل بما "يتناسب وينسجم مع متطلبات المعركة، أما أن تتمادى إسرائيل فسيكون الرد عليها أقوى، وأما أن تهدد إسرائيل فلا قيمة للتهديدات لدينا؛ لأننا سنكون جاهزين وحاضرين".
وسبق وحذر الأمين العام لحزب الله في أغسطس/آب الماضي إسرائيل من أن تنفيذ عمليات اغتيال على الأراضي اللبنانية سيكون له رد فعل قوي "لن نسمح بأن تفتح ساحة لبنان من جديد للاغتيالات".
والعاروري أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اعتقلته إسرائيل عام 1992 وقضى أكثر من 15 سنة في السجن. وأعيد اعتقاله عام 2007 حتى عام 2010 عندما قرّرت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج الأراضي الفلسطينية. ورُحل آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2017 انتُخِب لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس.