ناقش مجلس الشيوخ، على مدار اليوم وأمس، طلبي مناقشة عامة بشأن سياسات الحكومة تجاه حقوق ذوي الإعاقة، خصوصًا "العقبات التي تواجههم خلال محاولات الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة التي تمتد في بعض الأحيان لسنوات".
ويتمتع حامل تلك البطاقة بمزايا مثل إمكانية الجمع بين معاشين، وتخفيضات على وسائل النقل والمواصلات العامة، والحق في التعيين بنسبة 5% من عدد العاملين، والدمج في المدارس والجامعات.
وفي الوقت الذي وجه غالبية الأعضاء سهام النقد للحكومة التي تعطل تنفيذ الحقوق القانونية الواردة في القانون رقم 10 لسنة 2018، تحدثوا عن دعم الرئيس لحقوق ذوي الإعاقة مستشهدين بحفلات "قادرون باختلاف" التي ينظمها الاتحاد المصري الإعاقة ويشارك فيها الرئيس بخلاف تخصيص الرئيس عام 2018 لذوي الإعاقة.
وقالت عضوة المجلس حياة خطاب إن الدولة بقيادة الرئيس تهتم بحقوق "قادرون باختلاف"، لكن "هناك بعض العقبات أهمها تدريب العاملين بالدولة على التعامل معهم"، معتبرة أن العاملين في الأجهزة الحكومية غير قادرين على تفعيل المبادرات التي أطلقتها الحكومة، "في أي جهة حكومية أو مكان الموظف والعامل يقول لا أو يقول ما نعرفش أو ارجع للوزارة".
ولفتت خطاب التي قدمت طلب المناقشة بشأن استيضاح سياسات الحكومة للقضاء على العقبات التي تواجه "قادرون باختلاف" إلى عدم تطبيق كود الإتاحة في الطرق والمواصلات والمنشآت العامة، "ما يقدروش يطلعوا الرصيف والتعامل مع ماكينة الـ ATM"، بخلاف المشكلات التي تواجه المكفوفين في التعامل مع البنوك وكافة الوزارات.
وبشأن بطاقة الخدمات المتكاملة التي تمنح ذوي الإعاقة عدد من التسهيلات والمنح بموجب القانون، استعرضت خطاب العقبات التي تواجهم في الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة، "عذاب علشان يطلع الكارنيه، يمشي في دائرة ما يقدرش يوصل في النهاية لأي شيء، ناس قدمت للحصول عليه منذ عامين ولم تتمكن من الحصول عليه حتى الآن".
ووصفت مرحلة الكشف الطبي بـ "عملية إهانة"، موضحة المراحل المتعددة التي يمر بها ذوي الإعاقة لإثبات إعاقته طبيًا ، "لو دخل وتم الكشف عليه يبعتوا له النتيجة في وقت لا يقل عن 3 أو 4 شهور وبعدها مفروض يتسلم البطاقة لكن لا يحدث تستمر المعاناة أشهر بعدها".
فيما قال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن بمجلس الشيوخ "مفروض يكون كارنيه الخدمات المتكاملة أسهل كارنيه"، مضيفًا "في ناس تقضي عامين وثلاثة وأربعة للحصول على الكارنيه، يقضي أشهر للدخول على السيستم ولما يخلص تكون معجزة المعجزات".
ولفت الخولي إلى أن استخراج بطاقات الخدمات المتكاملة تحل معاناة المعاق "وأنا أحل معاناة ذوي الإعاقة أحل معاناة عائلة وبالتالي نتكلم في رقم كبير".
فيما اعتبر وكيل لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي في مجلس الشيوخ محمد فريد أن البنية التشريعية لحقوق ذوي الإعاقة شهدت تقدمًا ملحوظ سواء على مستوى الدستوار والقانون، بينما أكد أن "الخلل في التنفيذ"، وطالب بتفعيل دور المجلس القومي لذوي الإعاقة.
بينما ذهب عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أحمد قناوي، إلى أن البطء في إجراءات استخراج بطاقات الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة "مقصود"، لعرقلة وتيرة منح تلك الامتيازات أو عدم وجود موارد مالية كافية، على حد قوله.
وأمام تكرار شكاوى أعضاء المجلس من عدم تطبيق نسبة الـ 5% المنصوص عليها في القانون بشأن توظيف ذوي الإعاقة، أكد رئيس المجلس المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، ضرورة العمل على إجراء تعديل تشريعي يقر عقوبة للمتنع عن تطبيق النسبة.
وفي ظل غياب وزيرة التضامن الاجتماعي عن الجلسة العامة اليوم، تحدث ممثل الوزارة محمد عمر القماري، مدافعًا عن أدائها.
ويتبنى الرئيس عبد الفتاح السيسي ملف ذوي الإعاقة على اعتباره أحد الملفات الاجتماعية التي أحدث بها تغيرات إيجابية، يتم التسويق بها داخليًا وخارجيًا.
وكشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشف أن نسبة ذوي الإعاقة تمثل 10.5% من إجمالي تعداد السكان داخل مصر، وفقًا لآخر تعداد أجرته الدولة بنهاية عام 2017.