مثل ثلاثة مهندسين اليوم للتحقيق أمام النيابة العامة، في البلاغ المقدم ضدهم من أمين عام النقابة اللواء مهندس يسري الديب، على خلفية تصاعد أزمة بين تيارين؛ الأول تيار الاستقلال ويمثله النقيب طارق النبراوي، والآخر تيار الموالاة، ويمثله الأمين العام اللواء مهندس يسري الديب، في وقت توجه النبراوي صباح اليوم، إلى نيابة الأزبكية لحضور جلسة التحقيق، والذي استمر حتى صدور نشرة ع السريع المسائية.
والمهندسون الثلاثة هم محمد عسران عضو مجلس نقابة قنا الفرعية، وسامح الغازولي عضو مجلس نقابة الجيزة، وخالد المهدي عضو الجمعية العمومية.
واتهم الأمين العام للنقابة في بلاغه "بعض الأفراد مجهولي الهوية بالتجمهر أمام مسرح النقابة بمقر النقابة العامة للمهندسين بشارع رمسيس بالقاهرة" أمس الأول، وفق ما اطلعت عليه المنصة من صورة للبلاغ.
وجاء البلاغ على خلفية اجتماع لمجلس النقابة السبت الماضي، لمناقشة البند الخامس من قرارات الجمعية العمومية العادية التي انعقدت في 6 مارس/آذار الجاري، والخاص بالاقتراع على تغيير كل من الأمين العام والأمين المساعد للنقابة، وسط حالة من الضجيج والفوضى، بعد اعتراض عدد من أعضاء المجلس على القرار، وهو ما اضطر النبراوي لرفع الجلسة، حسب ما ذكر الأخير للمنصة.
لكن أمين عام النقابة يسري الديب، قال في تصريح للمنصة، إن اجتماع السبت كان له جدول أعمال آخر غير ما طرحه النقيب، مضيفًا "بعدما ذكر النبراوي جزءًا من اقتراحه لجدول أعمال المجلس، وتضمن هذا الاقتراح تغيير الأمين العام، وذكر القرار 3 مرات، لكنه لم يحصل على تأييد أعضاء المجلس، ولم يتقدم أحد للترشح فغادر النقيب الاجتماع، وصوت المجلس لاستكمال الاجتماع برئاسة أكبر الأعضاء سنًا وكيل أول للنقابة".
واتهم أمين عام النقابة، النبراوي بـ"التحريض والمسؤولية عما جرى يوم انعقاد المجلس. سيادة النقيب جاب فئتين ناس تؤيد وناس تعارض ويدخلهم جوا المسرح ويكسره الباب، ويحصل مشاحنات وتجمهر عشان يضغطوا على الدولة، وفي النهاية اللي هيتحاسب هو الأمين العام، لإني مسؤول عن حماية الأرواح والممتلكات في النقابة " وهو ما دفعه إلى التقدم بالبلاغ.
لكن النقيب قال إنه "لم يتقدم أحد للترشح بسبب حالة الضجيج والفوضى، ولم أفوض أي أحد لاستكمال إدارة هذه الجلسة بدلاً مني". ورد في اتصال هاتفي مع المنصة مساء أمس "أنا رايح للنيابة وهاخطرها إن مفيش حاجة من دي حصلت، لا تلفيات ولا تجمهر"، على حد قوله.
وعلى إثر ذلك قررت النيابة العامة في القضية رقم 1662 لسنة 2023 جنح الأزبكية، استدعاء المهندسين الثلاثة للتحقيق، كما طلبت تحريات المباحث حول ما جرى أمس الأول السبت بمسرح النقابة، وتكليف ضابط بالانتقال إلى مقر النقابة العامة للمهندسين لمعاينة باب مسرح النقابة بالدور الأرضي، لبيان ما به من تلفيات، حسبما جاء في نص قرار النيابة بتاريخ 18 مارس 2023، الذي اطلعت عليه المنصة.
وتقدم النبراوي بخطاب إلى رئيس نيابة الأزبكية اليوم، شرح فيه ملابسات ما حدث يوم السبت، قال فيه إن المهندسين الثلاثة و340 مهندسًا آخرين اجتمعوا بمقر النقابة بناءً على طلبه بصفته نقيبًا، نافيًا حدوث تجمهر.
وأضاف أنه طلب من الشؤون القانونية في النقابة عمل لجنة رسمية لفتح باب المسرح كي يسع الأعضاء، متابعاً أنه تحرر محضر بالأمر، وطلب من المهندس محمد عسران معاونة موظفي الشؤون القانونية في كسر القفل.
وتتواصل تفاعلات أزمة نقابة المهندسين على خلفية الصراع الدائر بين النبراوي وعدد من أعضاء هيئة المكتب بسبب ملفات عديدة، بينها ملف التعليم الهندسي وتولي الأعضاء المنتخبين من مجلس النقابة لمناصب في عضوية مجالس إدارة الشركات التي تساهم فيها النقابة.
لكنّ الأزمة اتخذت منحى أكثر تصعيدًا بين التيارين بعد قرارات الجمعية العمومية الأخيرة والتي حضرها نحو 3500 من الأعضاء، وكان أبرز قرارتها الموافقة على رفض تولي الأعضاء المنتخبين من مجلس النقابة لمناصب في عضوية مجالس إدارة الشركات التي تساهم فيها النقابة، وإعفاء الأمين العام والأمين العام المساعد من منصبيهما في هيئة المكتب، وتكليف مجلس النقابة باختيار أمانة جديدة، علمًا بأن كليهما عضوًا في حزب مستقبل وطن.
ونجح النبراوي في الانتخابات قبل نحو عام، دون قائمته الانتخابية، أمام هاني ضاحي وزير النقل الأسبق الذي حظي بدعم جهات عديدة، ويوصف بـ"مرشح الحكومة"، ما نتج عنه خلافات ومعارك في ملفات عديدة بين النبراوي وبين مجلس النقابة وأمانتها.