وصلت الشكاوى من تردي الأوضاع الحقوقية في سجن بدر إلى قاعة محكمة جنايات الإرهاب، حيث أكد مصدران مختلفان اليوم الأحد أن ممثلًا عن السجناء تحدث في جلسة الخميس الماضي، عن محاولة انتحار 200 نزيل في بدر 3.
يأتي ذلك بعدما نشر محامون ومنظمات حقوقية على مدار الأسابيع الماضية رسائل مسربة من السجن، لم يتسّن التحقق من صحتها، عن وجود حالات انتحار في سجن بدر 3 في ظل منع الزيارات، وسوء أوضاع المساجين.
وكانت وزارة الداخلية نفت في بيان السبت وجود انتهاكات في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل. وزعمت أن الحديث عن الانتهاكات “يأتي ضمن الحملة المنظمة للجماعة الإرهابية لمحاولة إثارة البلبلة وتزييف الحقائق بعد أن فقدت مصداقيتها وتكشفت مخططاتها أمام الرأي العام في محاولة لإيجاد نوع من التعاطف مع العناصر الإرهابية التى تلوثت أيديها بالدماء“.
وكتب المحامي في المبادرة المصرية نبيه الجنادي عقب جلسة الخميس على فيسبوك “أمس في جلسة تجديد الحبس، تعذر الاتصال للمرة الرابعة بسجن بدر 3 شهر كامل، ولكن نظرت المحكة قضية موضوعي مُتهم فيها عدد من سجناء سجن بدر 3 ومن بينهم الكاتب الصحفي أحمد سبيع، أستاذ أحمد استغاث للمحكمة من أوضاع السجن، وكم المخالفات فيه، ومن ضمن أقواله أمام المحكمة ‘فيه أكثر من 200 حالة محاولة انتحار داخل السجن الشهر الماضي فقط’“.
في غضون ذلك، قال مصدر حقوقي آخر حضر الجلسة للمنصّة، طالبًا عدم ذكر اسمه، أنه “خلال سير الجلسة بدأ المتهمون وعددهم أكثر من 40، بالطرق على قفص الاتهام المصنوع من زجاج وحديد؛ لإخراجهم وإعطائهم الكلمة“.
ولفت إلى أن قاضي الجلسة رفض في البداية السماح لهم بالكلام “بحجة إنهم عاملين كده وهما جوا امال لما يخرجوا“.
وأضاف “لكن حصلت مشادة بين القاضي والمحامين اللي أصروا على خروج ممثل عن المتهمين ومنحه الكلمة، خصوصًا وأنها الآلية الوحيدة للاطمئنان على السجناء بعد قرار إدارة السجن إلغاء الزيارات، ومعنى طرقهم للحديد إنهم يريدون التبليغ بشيء مهم، والقاضي سمح باختيار ممثل عن المتهمين وكان الصحفي أحمد سبيع“.
وأوضح أن سبيع قال “إحنا لسه كويسين، إحنا لسه عايشين، مافيش أي تعنت مننا مع إدارة السجن مش عارف هما بيعملوا معانا كده ليه“.
وتابع المصدر أن سبيع تحدث عن حوالي 200 محاولة انتحار بين السجناء اعتراضًا على الانتهاكات، مؤكدًا “مشكلتنا فتح الزيارات“، بينما رد القاضي “أنت ليك تتكلم عن نفسك بس، مش جاي توثّق“.
وقدّر المصدر مدة حديث سبيع بـ“3 أو 4 دقائق“، مشيرًا إلى أن المحامين طالبوا بتسجيل ما قاله سبيع في محضر الجلسة وتكليف النيابة بالتحقيق فيه، وأن القاضي وثق الشهادة.
ولفت إلى أن القاضي انتظر وقتًا قصيرًا بعد الواقعة، ثم أمر بإخراج السجناء من الجلسة واستكمالها بدونهم، موضحًا، وأشار المصدر، وهو أيضًا محامٍ، إلى أن استبعاد المتهمين من الجلسات لن يستمر في الجلسات القادمة “نظر الشق الموضوعي للقضية لازم يحضره المتهمين“.
وفرّق بين جلسات التجديد التي تجرى كل 45 يومًا للمتهمين على ذمة قضايا ولا يشترط حضورهم فيها، إذ يكتفى بظهورهم من خلال شاشات، وجلسات نظر القضية موضوعيًا “وهي القضية التي تُنظر لإصدار أحكام“.
ومنذ ظروف انتشار فيروس كورونا لجأت وزارة الداخلية إلى آلية ظهور المتهمين عبر شاشات في جلسات تجديد الحبس. ومع انتهاء إجراءات كورونا استمرت الوزارة في نفس الآلية بدعوى “الميكنة“، إلا أن أهالي سجناء تخوفوا من الإفصاح عن هويتهم، أخبروا المنصة في تصريحات سابقة، بأن الآلية هدفها تعنت وعقاب للسجناء، إذ يقطع عليهم أي فرصة لرؤية ذويهم، خاصة مع منع الزيارات التي ينص عليها قانون تنظيم السجون.
وبخلاف منع الزيارات فتحدث الأهالي للمنصة عن نقص في الطعام المقدم للسجناء، ومراقبة الزنازين فضلًا عن إنارة عالية على مدار الساعة بصورة تمنع الراحة.
وتعتبر جلسة الخميس هي العاشرة في قضية يتهم فيها 57 متهمًا، أبرزهم الدكتور والناشط النقابي أحمد عماشة والصحفي أحمد سبيع، والأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر عطية سعد فياض، بتهمة إعادة هيكلة اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان واللجان المعاونة لها.
وانتهت الجلسة وفقًا لموقع الجبهة المصرية لحقوق الإنسان –منظمة حقوقية-إلى التأجيل حتى 27 مايو/أيار القادم، لسماع شهود الإثبات.