10 دقائق فقط، كانت كافية ليدرك الجميع في بوروسيا دورتموند أنهم قد اختاروا الطريق الصعب للمنافسة على لقب الدوري الألماني الموسم الحالي.
يوم الأحد الماضي، وجد دورتموند نفسه متأخراً في النتيجة أمام باير ليفركوزن، الشاشة الإلكترونية في ملعب «باي أرينا» كانت تشير لتقدم ليفركوزن على ضيفه دورتموند بهدف حمل توقيع أدمير محمدي.
بعد 79 دقيقة من انطلاق المباراة، كان خافيير هيرنانديز قد قضى على أي أمل آخر لدورتموند في العودة، فقد أصبح مطالباً بتقليص الفارق أولاً، ومعادلة النتيجة، ومن ثم الفوز.
الآن، يتواجد دورتموند في المركز الثالث في الترتيب بعد هزيمته (2-0). أضاع فرصة تقليص الفارق مع بايرن ميونيخ المتصدر إلى نقطة؛ حيث فشل في استغلال تعثر البايرن وتعادله مع كولن في هذه الجولة.
بعد المباراة، بدأت بعض الأزمات تلوح في الأفق، إذ تعد هذه الخسارة الثانية لبوروسيا في البوندزليجا بعد ست جولات فقط من انطلاق المسابقة.
جددت الخسارة الحديث عن مدى قدرة دورتموند على المنافسة على التتويج باللقب المحلي هذا الموسم، إذ لم يشكل لاعبو دورتموند أي تهديد يذكر على مرمى ليفركوزن.
الجميع كان يتوقع أن يتفوق توماس توخيل على روجيه شميت، بعد أن قدم دورتموند أداءً متميزًا للغاية في مباراته مع ريال مدريد في دوري الأبطال.
كان كل شيء في صالح دورتموند قبل انطلاق المباراة. تعادُل بايرن ميونيخ مع كولن كان ينتظر أن يمنح لاعبي "الأصفر والأسود" دافعاً لتقديم أداء أفضل في مواجهة ليفركوزن، لكن الوضع يبدو صعبًا الآن بعد تعرضهم لخسارة ثانية.
ضد ليفركوزن، تأكد بشكل واضح مدى معاناة دورتموند ومدربه توماس توخيل أمام الفرق التي تعتمد على الضغط العالي منذ بداية المباراة وحتى نهايتها، ما يشكك في الجاهزية البدنية للفريق.
بعد نهاية اللقاء، تذمّر توخيل من طريقة لعب ليفركوزن: "حصلنا على 21 خطأ لصالحنا، إضافة لقيامنا بإجراء تغييرات بسبب الإصابة"
لم يتحدث توخيل عن إخفاق لاعبيه في استغلال كل هذه المخالفات، عن عدم قدرتهم على تحويلها لأهداف، والأزمات التي يعاني منها فريقه.
أضف إلى ذلك، أن توخيل لم يحرك ساكناً للتدخل لإنقاذ الوضع خاصة ان فريقه كان يعاني في المباراة، إذ دفع بشينجي كاجاوا بدلاً من سيباستيان روده في الدقيقة 71، رغم أن الفريق كان في حاجة لخدمات اللاعب منذ وقت مبكر.
البحث عن حلول
الآن، سيكون على توخيل البحث عن إجابات مقنعة ومنطقية لمعاناة فريقه بدنياً. يحتاج إلى حلٍ لهذه المعضلة بأسرع وقت لأنه سيواجه فرقًا ستستنزف لاعبيه بدنيًا.
الجمعة المقبل، سيستضيف دورتموند على ملعبه "سيجنال إيدونا بارك" فريقًا لا تقل مواجهته صعوبة عن ليفركوزن هو هيرتا برلين، الذي يعتمد هو الآخر يعتمد على الجانب البدني في طريقة لعبه.
لذلك، فإن هذه المعضلة ينبغي ان تحتل المرتبة الأولى في قائمة اهتمامات توخيل، صحيح أنه ما زال هناك مجالاً للتعويض، ولكن المباريات المقبلة ليست سهلة على الإطلاق.
هذا الموسم، ينظر إليه كثيرون على انه فرصة مثالية لدورتموند للتتويج بلقب الدوري، خاصة مع التغييرات العديدة التي شهدها البايرن برحيل بيب جوارديولا ووصول كارلو أنشيلوتي؛ في وقت يشهد فيه دورتموند استقرار نسبي.
وإذا لم ينجح دورتموند في منع البايرن من التتويج بلقبه الخامس على التوالي هذا الموسم، فإنه قد يضطر للانتظار فترة أخرى طويلة، قياسًا على الواقع وقوة الفريقين حاليًا.
لحسن الحظ، ان البايرن قد تعثر بالتعادل مع كولن، ولكن ذلك ينبغي أن يكون درسًا لبوروسيا ومدربه توماس توخيل أيضاً ليتعلم منه، فقد اختار الطريق الصعب للمنافسة على التتويج بلقب البوندزليجا.
حالياً، تفصل 4 نقاط بين بايرن ميونيخ المتصدر وبين بوروسيا الثالث، الفارق ليس كبيرًا لكنّ توخيل أمامه مهمة شاقة إذا أراد تكرار نجاحات كلوب مع دورتموند وإيقاف انتصارات البايرن.