أعلنت حملة المرشحة عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، إصابتها بـ "التهاب رئوي"، بعد ساعات من الإعلان عن تعرضها لوعكة صحية طارئة، اضطرتها إلى الانسحاب من فعاليات إحياء الذكرى الخامسة عشر لأحداث 11 سبتمبر في نيويورك.
وجددت واقعة الأمس، الجدل المُثار بين الأمريكيين عن حالة "كلينتون" الصحية، ومدى صلاحيتها لمهام الرئاسة.
وذكرت الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية، أن طبيبة هيلاري الخاصة، الدكتورة ليزا بارداك، شخصت حالتها على أنها إصابة بالالتهاب الرئوي، ويجرى معالجتها بالمضادات الحيوية، مشيرة إلى ضرورة امتثالها للراحة وتأجيل جدول أعمالها.
إقرأ أيضًا: "ماي" و"كلينتون".. تناقضات تهدد مكاسب النسوية
وأعلنت حملة "كلينتون"، وقت تعرضها لهذه الوعكة، أن الأمر يقتصر على مجرد شعور بالإعياء نتيجة تعرضها لجفاف وارتفاع في درجة الحرارة، لكنها سرعان ما تراجعت وكشفت عن التشخيص الذي انتهت إليه، الجمعة الماضية، الطبيبة التي تعالج "كلينتون" منذ 15 عامًا، بعد شكوى مريضتها من سعال متكرر.
روايات "ترامب"
قبل شهر تقريبًا من هذه الواقعة، وقفت هيلاري كلينتون وحملتها أمام هجوم جديد من منافسها في الانتخابات نفسها، عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، تخطى فيه التلاسن المعتاد بينهما منذ أشهر، إلى التشكيك في حالتها الصحية.
وتقترب الحملات الانتخابية من خط النهاية، باقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقرر إجراؤها أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال "ترامب"، في خطاب ألقاه منتصف أغسطس/ آب الماضي، في ولاية أوهايو الأمريكية، ضمن فعاليات حملته الانتخابية، إن هيلاري كلينتون "تفتقر إلى القدرة على التحمل الذهني والبدني لمواجهة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية"، في تطوير وإعادة صياغة من المرشح الجمهوري لقول آخر دأب على ترديده بحق منافسته، مفاده أنها "ليست قوية بما فيه الكفاية لتصبح رئيسة".
ووفقًا للإجراء المُتّبع من المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، أعلنت هيلاري كلينتون، (68 عامًا)، في يوليو/ تموز 2015، حالتها الصحية في خطاب رسمي، وأكدت فيه طبيبتها أنها "تتمتع بصحة جيدة"، وقصرت مشكلاتها الطبية على إصابتها بقصور في الغدة الدرقية، ومعاناتها من حساسية حبوب اللقاح الموسمية.
لكن الخطاب الطبي، الذي يمثل صكًا لطمأنة الرأي العام على صلاحية المرشح لمهام الرئاسة، أتى في حالة هيلاري على ذكر ارتجاج في المخ، تعرضت له أواخر عام 2012، عندما كانت وزيرة للخارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما، قبل أن تغادر المنصب مطلع فبراير/ شباط 2013، لكنه لم يذكر أنه يُمثل تهديدًا لصحتها الآن.
وتناقلت وسائل الإعلام، في يناير/ كانون الثاني 2013، قبل استقالة "كلينتون" من منصبها بشهر واحد، نبأ خضوعها للعلاج من جلطة في أحد أوردة المخ.
صحة الرئيس
ويولي الإعلام والرأي العام الأمريكي أهمية كبرى إذا ما تعلق الأمر بالحالة الصحية لرئيس البلاد، لدرجة تجديد الحديث في الألفية الجديدة عن حقيقة إصابة الرئيس الولايات المتحدة في الستينيات، جون كينيدي، بمرض أديسون، وتعاطيه سرًا لعقاقير ومُسكنات للتغلب على آلامه.
قبل "كينيدي" كانت صحة الرئيس هاري ترومان، مثارًا للتساؤلات بسبب وعكة صحية ألمت به، وإلى الآن ما زال موقع "الأرشيف القومي"، يحمل تقريرًا عن إيداعه المستشفى في يوليو/ تموز 1952، لإصابته بعدوى البكتريا العقدية.
ولم يتوقف الحديث عن صحة الرؤساء المحتملين المعاصرين للولايات المتحدة، وكان أشهرها ما قيل عن إصابة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة 2008، السيناتور جون ماكين، بمرض السرطان، وعن إصابة المرشح السابق للحزب نفسه في الانتخابات الحالية- قبل تسمية "ترامب" مرشحًا للجمهوريين- بن كارسون بمرض سرطان البروستاتا.