يتحرك في طرقات مجلس النواب، يدور كالنحلة من مكان لمكان حاملًا حزمة من الأوراق والكتب والمستندات، تعرفه من صوته وصخبه، يستوقف النواب زملائه من كافة التيارات لمناقشتهم في الحكم ومحاولة جذبهم للاصطفاف معه.
مرتضى منصور عضو مجلس النواب، والمحامي الشهير، ورئيس نادي الزمالك، وصاحب القضايا الخلافية ما زال يصارع دفاعًا عن بقاء نجله أحمد مرتضى تحت القبة، رافضًا تنفيذ حكم محكمة النقض بإبطال عضوية ابنه وتصعيد عمرو الشوبكي المرشح المنافس في دائرة الدقي بعد اكتشاف عدم احتساب أصوات لصالح الأخير. يصارع مرتضى وحيدًا مع غياب أحمد من المجلس أمس، وذلك في انتظار موقف اللجنة التشريعية بالبرلمان.
وقف مرتضى في إحدى طرقات المجلس حاملًا أوراق القضية ولائحة المجلس والدستور، استوقف خالد عبد العزيز شعبان ثم ضياء الدين داوود عضوي تيار 25- 30، يجادلهم في اللائحة والدستور والقانون ويعتبر أن تطبيق الحكم يعصف بلائحة المجلس.
وفي طرقات البرلمان قال علاء عابد، رئيس الكتلة البرلمانية للمصريين الأحرار إن تصعيد الشوبكي بموجب حكم المحكمة يكون بمثابة التعيين المحصن، وعبّر عن عدم رغبته في تطبيق الحكم لحين بت المحكمة في الالتماس المقدم من مرتضى منصور والذي تحدد موعد النظر فيه يوم 20 سبتمبر المقبل.
أما مرتضى منصور فكشف عن إرسال مجلس النواب خطابًا للجنة العليا للانتخابات يستفسر منها عن تقديم عمرو الشوبكي التظلم "الوجوبي"، وقال إن اللجنة العليا للانتخابات أبلغت المجلس أنه لم يتقدم بالتظلم.
"أنا كنت قاضي.. أنا كنت قاضي"، الكلمات الذي ظل مرتضى يرددها ليظهر احترامه للقضاة ولكن في الوقت نفسه اعتبر أن الحكم تجاوز اختصاص المحكمة.
الخصومة مع علاء عبد المنعم
مرتضى لا يكف عن الصراخ "عمرو الشوبكي لن يدخل البرلمان"، "علاء عبد المنعم ما يصفيش حسابه مع ابني، لو عايز يصفي حسابه معايا أروح له الدرب الأحمر".
كانت خصومة نشأت بين عبد المنعم المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر ومنصور منذ عدة أشهر تخللتها ملاسنات في الصحف وبلاغات أمام النائب العام، وطالب عبد المنعم في ذلك الوقت إسقاط عضوية مرتضى منصور. ويرى مرتضى الآن أن علاء عبد المنعم يحشد زملائه لتأييد تنفيذ حكم محكمة انتقامًا من مرتضى.
الأمر لم ينته عند طرقات المجلس بل امتد لصراع وجهًا لوجه في اجتماع اللجنة التشريعية، مساء الأحد، حيث دخل مرتضى وعلاء عبد المنعم في مشاحنات وملاسنات اضطرت رئيس اللجنة بهاء أبو شقة لرفع الاجتماع.
علاء عبد المنعم لم يخجل أو يتراجع عن اتهام مرتضى منصور بالبلطجة، وقال له "آه انت بلطجي". واعتبر منصور أن اللجنة التشريعية خرجت عن حيادها عندما سمحت لخصمه بالحديث والادلاء برأيه في قضية ابنه.
موقف اللجنة التشريعية
اللجنة التشريعية لم تحسم بعد قرارها بشأن التقرير الذي من المقرر رفعه الى رئيس المجلس، الاتجاهات في اللجنة غير محسومة، البعض يؤيد تنفيذ الحكم ويهدد بالانسحاب من اللجنة، مثل علاء عبد المنعم، وسوزي ناشد، واتجاه اخر يقترح اعادة الانتخابات.
كانت اللجنة عقدت اجتماعًا يوم السبت واجتماع آخر الأحد ولكن الأمر ما زال الأمر قيد الدراسة ولم يتحدد بعد موقف واضح، وإن كان هناك اتجاه قوي لإعلان خلو المقعد وإعادة إجراء الانتخابات.