اتفق رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة الذين اجتمعوا اليوم في نقابة الصحفيين، قبل الاجتماع العام للجمعية العمومية للنقابة، على أن المعركة الهادفة للانتصار لكرامة المهنة وحماية العاملين بها من الانتهاكات الممنهجة، قد تستمر لعدة أشهر، كما كان في معركة قانون الصحافة 93 لسنة 1995، المعروف باسم قانون اغتيال الصحافة، والتي انتصر فيها الصحفيون بعد 13 شهرًا من الصمود.
قبل بدء الاجتماع الطارئ للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، عقد عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة اجتماعًا لمناقشة الإجراءات التي ستلتزم بها صحفهم، في إطار رد الجماعة الصحفية على الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون بالمهنة، والاقتحام الذي قامت به قوات الشرطة لمبنى النقابة مساء الأحد الماضي.
بدأ اجتماع رؤساء التحرير متأخرًا ساعتين ونصف الساعة، حيث كان مقررًا له أن ينعقد في الحادية عشرة صباحًا، لكن انتظار رؤساء التحرير لزملائهم وللنقباء السابقين وأعضاء مجلس النواب من الصحفيين و"شيوخ المهنة" الذين جرت دعوتهم للاجتماع، حالت دون انعقاده في موعده المقرر، لينعقد في الواحدة والنصف، في غياب محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام، وأحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وضياء رشوان النقيب السابق للصحفيين، ومكرم محمد أحمد أحد شيوخ المهنة والنقيب الاسبق الرافض لموقف النقابة الذي يراه "مُسَيسًا".
في الاجتماع رفض الزميل ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ورئيس تحرير صحيفة الأخبار، أن يتم توحيد مانشيتات الصحف رفضًا لاقتحام النقابة واستمرار الانتهاكات بحق الصحفيين على يد وزارة الداخلية والعاملين فيها. كما رفض رزق اقتراحًا من رؤساء تحرير آخرين ومن مجلس النقابة بالتوقف عن الصدور ليوم واحد احتجاجًا على بقاء وزير الداخلية في منصبه، وقال رزق: "دورنا نبقى موجودين".
كما اقترح رئيس تحرير الأخبار المعروف بقربه من الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ أن يطلب مجلس النقابة الاجتماع بالرئيس لعرض مطالب الجمعية العمومية، ولم يجر التصويت على اقتراحه.
الكاتبة الصحفية أمينة شفيق رئيس تحرير صحيفة الأهالي الحزبية المعبرة عن حزب التجمع، أكدت على رفضها رفع أية شعارات سياسية، مؤكدة أن هذا رأيها وليس رأي الحزب. وأضافت شفيق في كلمتها في اجتماع رؤساء التحرير والنقباء: أن الإصرار على توحيد المطالب والشعارات لتكون مهنية خالصة؛ ستمثل ضمانًا لوحدة الصحفيين حتى ينتصروا لكرامة مهنتهم. داعية رؤساء تحرير الصحف الحزبية الحاضرين لاحترام رغبة الجماعة الصحفية بالتعبير عن المطالب المهنية، دون تحويلها لمعركة ثأر سياسي.
وأثارت فكرة القائمة السوداء تخوفات لدى بعض رؤساء التحرير الحاضرين، خشية أن يدفع الإدراج في القائمة السوداء بعض الصحفيين ذوي الحضور القوي على القنوات الفضائية للانتقام من النقابة، والدفع نحو مزيد من التضليل والتشويش على المعركة المهنية، وهو ما قام به بعضهم عبر برامجهم بالفعل خلال اليومين الماضيين.
الصحفي وعضو مجلس النواب أسامة شرشر، هو صاحب مقترح التأكيد على رفض التدخل الخارجي في أزمة نقابة الصحفيين مع الدولة، وأن ترفض الجمعية العمومية تصريحات الخارجية الأمريكية. وخلال التصويت داخل اجتماع رؤساء التحرير ومجلس النقابة، وُوفق على إضافة عبارة مع الترحيب بتضامن النقابات والمؤسسات المدنية الدولية المعنية بالحريات الصحفية.
وحاول أحد اعضاء مجلس النواب الحاضرين (رفض مصدر المنصة ذكر اسمه)، أن يدفع باتجاه القبول بالمصالحة بين وزير الداخلية ومجلس نقابة الصحفيين "دون توسيع الأمور وإيصالها للجمعية العمومية"، وهو الاقتراح الذي قوبل بالرفض الفوري من كافة الحاضرين، بما فيهم أعضاء مجلس النواب من الصحفيين المدعوين.
الصحفي عبدالجليل الشرنوبي رئيس التحرير الأسبق لإخوان أون لاين والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أكد أنه اعتصم بالنقابة أثناء عضويته بالجماعة، وكان مكرم محمد أحمد وقتها نقيبًا للصحفيين، وصدر ضد الشرنوبي أمرًا بالضبط والإحضار في قضية سياسية تتصل بحرية الرأي والتعبير، ولم يسلمه النقيب للسلطات، ولم تقتحم الشرطة النقابة للقبض عليه حتى تم التفاوض بين النقابة والنيابة العامة، وتقديم ضمانات للمحاكمة العادلة.