أعلنت السلطات الكويتية أمس الاثنين إلغاء تصاريح الإقامة الممنوحة لستين لبنانيًا، بعد اتهامهم بالارتباط بمجموعة "حزب الله" السياسية الشيعية في لبنان، ويأتي قرار الكويت ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد المجموعة القتالية اللبنانية المتعاونة مع الرئيس السوري بشار الأسد، والمقربة من السلطات الإيرانية.
خلال الأشهر الأخيرة، انتقلت الخصومة بين دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية مع حزب الله اللبناني من مرحلة التلاسن إلي القرارات الفعلية، بعد تصاعد الخلاف عقب الانتقادات الحادة التي وجهها حزب الله إلى النظام السعودي بسبب إعدام المرجع الشيعي باقر النمر . وبلغت الخصومة ذروتها بموافقة دول المجلس على الطلب السعودي بإدراج "حزب الله" في قائمة المنظمات الإرهابية، بعدما قادت الرياض جامعة الدول العربية للتصويت على تبني القرار نفسه رغم تحفظ الجزائر ورفض دولة لبنان للقرار وتراجع تونس بعد تصويتها بالموافقة.
قبلها قررت الرياض وقف مساعدتها المقدرة بمليارات الدولار لقوات الأمن اللبنانية، ثم قادت السعودية دول الخليج في إصدار قرارات بترحيل اللبنانيين العاملين فيها بزعم انتمائهم لحزب الله ولحقت بركبها الكويت، التي ألغت أمس، إقامات 60 لبنانيا في أراضيها.
وبينما تستمر عدة دول خليجية في تحذير رعايها من السفر للبنان، وترحل لبنانيين من أراضيها، نرصد في هذا التقرير التطور الزمني للأزمة بين حزب الله ودول الخليج بقيادة السعودية.
26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: المنار تنتقد مناهج التعليم السعودية
أطلق موقع قناة المنار الناطقة بلسان حزب الله حملة بعنوان "المناهج السعودية والتكفير"، ونشر الموقع ثلاثة أجزاء من تقريره حول التكفير في المناهج التعليمية السعودية مستندًا لبعض التقارير والدراسات الغربية.
2 يناير/كانون الثاني 2015: السعودية تعدم "النمر"
نفذت السعودية حكم الإعدام في حق المرجع الشيعي السعودي نمر باقر النمر. وأثار التحرك السعودي انتقادات دولية شديدة اللهجة لكون باقر النمر من دعاة العدالة والمطالبة السلمية بحقوق شيعيي المملكة.وأيدت أغلب الدول العربية التحرك الرسمي السعودي وانتقده حزب الله اللبناني، واصفًا إياه بالجريمة النكراء.
17 فبراير/شباط 2016: نصرالله يتهم السعودية بتسليم اليمن إلي "الدولة الإسلامية"
في خطاب اذاعه تلفزيون المنار، اتهم حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله- السعودية بتسليم اليمن إلى تنظيم الدولة الإسلامية. مضيفًا أن "المملكة تتآمر مع تركيا وإسرائيل لمساعدة الجماعات الإرهابية التابعة لهم" في سوريا.
19 فبراير/ شباط 2016: السعودية توقف مساعداتها للجيش اللبناني
نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر بالعائلة المالكة السعودية، أن المملكة بصدد إيقاف مساعدات تقدر بحوالي أربعة مليارات دولار تقدمها سنويًا لتسليح الجيش وقوة الأمن الداخلي اللبنانيين، "نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين". ونفذت السعودية تهديدها بالفعل، بينما طالبتها السلطات اللبنانية بإعادة النظر في هذا القرار.
في رد فعل غير رسمي من حزب الله، نشر موقع المنار مواد إعلامية تعتبر القرار السعودي ليس نهاية العالم بالنسبة للبنان، "لأن دولاً عديدة تدعم لبنان غير السعودية.
وساندت الإمارات والبحرين وتبعتهما الكويت قرار السعودية بإعادة تقييم علاقتها مع لبنان، متهمين حزب الله بـ"اختطاف القرار اللبناني".
20 فبراير/ شباط2016: الخارجية اللبنانيةتخطب ود السعودية
عقب إعلان القرار السعودي بوقف المساعدات، نفت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان رسمي، اتهام السعودية لها بأنها لم تُدِنْ الاعتداء علي البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران، الذي تلا إعدام المرجع الشيعي باقر النمر. مؤكدة على أن العلاقة بين االبلدين "ليست علاقة ظرفية مرتبطة بظروف عابرة، بل هي علاقة تاريخية عميقة".
بينما عدّ حزب الله في بيان رسمي له أن القرار لم يكن مفاجئًا، مشيرا إلي علم المؤسسات اللبنانية بهذا القرار منذ فترة في ظل الإجراءات التقشفية للحكومة السعودية بسبب إنفاقها على حرب اليمن، وهاجم المملكة قائلأ "القرار السعودي يكشف مجددا زيف ادعاءاتها الباطلة في مكافحة الإرهاب، ومن بينها حسب ما كان يفترض، خطوة دعم الجيش اللبناني ويؤكد أن موقفها الحقيقي هو رعاية الإرهاب وتسليحه وتمويله وخلق الفتن والمشاكل أينما كان، على امتداد العالم العربي والإسلامي". وأيدت دول مجلس التعاون الخليجي القرار السعودي بشكل كامل.
23 فبراير/ شباط 2016: إيران تعلن دعمها للبنان..وتحذيرات خليجية من السفر للبنان
أعلنت الخارجية الإيرانية عن استعداد طهران تقديم مساعدات للبنان لتعويضها عن انقطاع المساعدات السعودية، ورهنت تقديم المساعدة بطلب الحكومة في بيروت.
حذرت السعودية والإمارات، مواطنيها من السفر إلي لبنان "حرصًا على سلامتهم". وخفضت أبو ظبي تمثيلها الدبلوماسي في بيروت. وجددت البحرين طلبها لمواطنيها عدم السفر نهائيا إلى لبنان.
1 مارس/ آذار 2016: نصر الله يهاجم السعودية مجددا
في خطاب بثه تلفزيون المنار، اتهم نصر الله السعودية بدفع لبنان إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي. ودعت هيئة علماء المسلمين في لبنان (هيئة من رجال الدين السنة المدعومين من العائلات الحاكمة بدول الخليج) إلي الاعتذار للسعودية، وإقالة وزير الخارجية اللبناني.
2 مارس/ آذار 2016: الخليج يصنف"حزب الله" منظمة إرهابية
نشر الموقع الرسمي لمجلس التعاون الخليجي بيانًا يعلن فيه قرار المنظمة بإدارج حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية.
وأدان رئيس حزب الوفاق الوطني اللبناني بلال تقي الدين القرار الخليجي، قائلا إنه: "لا يخدم سوى العدو الصهيوني وحلفائه في المنطقة".
11 مارس/ آذار 2016: جامعة الدول العربية تعلن "حزب الله" منظمة إرهابية
على خطى قرار مجلس التعاون الخليجي، قرر مجلس جامعة الدول العربية، في ختام أعمال دورته الـ 145 على مستوى وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية".
من جانبه علق وزير الخارجية اللبناني علي القرار الذي اجمعت عليه الدول العربيةمع تحفظ لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر، قائلا"موقف لبنان بالتحفظ على وصف حزب الله بالإرهابي جاء بسبب عدم توافق القرار مع المعاهدة العربية لمكافحة الارهاب".
13 مارس/آذار 2016: السعودية تقر عقوبات مشددة على المنتمين لحزب الله
تفعيلاً للقرارات العربية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى "حزب الله"، سوف تطبق ضده عقوبات مشددة.
14 مارس/ آذار 2016: البحرين تُدخل قرار "دول التعاون" حيز التنفيذ
أعلنت وزارة الداخلية البحرينية ترحيل عدد من المقيمين اللبنانيين "بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم لحزب الله". ثم أعلنت الإمارات اعتزامها ترحيل 70 لبنانيًا كدفعة أولى من بين من تتهمهم السلطات بالتعاطف مع حزب الله أو الانتماء له.
21 مارس/آذار 2016: الكويت تبدأ في ترحيل لبنانين بتهمة الانتماء لحزب الله
لحقت الكويت بركب البحرين، وأبعدت 14 شخصًا، منهم 11 لبنانيًا، بناء علي طلب جهاز أمن الدولة الكويتية، بعد أن "ثبت انتماؤهم إلى حزب الله" بحسب التصريحات الرسمية. وصرح مصدر أمني، لجريدة "القبس" الكويتية بأن الجهاز أعد قائمة جديدة تضم أسماء عدد من اللبنانيين والعراقيين، بعضهم يعمل كمدير عام، وآخرون يعملون مستشارين في شركات كبيرة.
28 مارس/آذار 2016: الكويت تواصل ترحيلها للبنانين من البلاد
بعد أسبوع من واقعة الإبعاد الأولى، جددت الكويت تصعيدها ضد حزب الله، وألغت السلطات إقامات 60 لبنانيًا لارتباطهم بالجماعة الشيعية السياسية في لبنان. ويبلغ عدد اللبنانيين المقيمين والعاملين في الكويت نحو خمسين ألفاً.
1 أبريل/نيسان 2016: إغلاق "العربية" ومهاجمة "الشرق الأوسط" في لبنان
دخلت وسائل الإعلام السعودية على خط الأزمة بين بيروت ورياض، فهاجم محتجون مكتب صحيفة الشرق الأوسط المملوكة لسعوديين في بيروت، يوم الجمعة، ردًا على نشر الصحيفة لكاريكاتير ينتقد الدولة اللبنانية، حسب وكالة رويترز. وعن الكاريكاتير، سبب الأزمة، فإنه رسم علم لبنان وكتب عليه "كذبة نيسان" ووسط العلم كتب "دولة لبنان". بدورها حملت الصحيفة السلطات اللبنانية مسؤولية المحافظة على سلامة العاملين في مكتب الصحيفة، معربة عن أسفها "للغط الدائر حول الكاريكاتير... والذي فُسر من قبل البعض بصورة خاطئة".
ومن بيروت أيضا، أعلنت قناة العربية إغلاق المكتب المتعاون معها في إطار إعادة هيكلة عملها في لبنان، وأرجعت السبب في ذلك إلى "الظروف الصعبة والتحديات الموجِبَة على الأرض، وحرصًا منها على سلامة موظفيها وموظفي مزوّدي الخدمات المتعاقدين معها".
4 أبريل/ نيسان 2016: الإمارات تسجن متهمين بالانتماء لحزب الله
في أحدث خطوة تصعيدية جديدة إثر إدراج الخليج حزب الله على قوائم المنظمات الإرهابية، حكم القضاء الإماراتي بالسجن 6 أشهر والإبعاد عن الدولة بعد انقضاء العقوبة على 3 متهمين، بإنشاء وإدارة مجموعة ذات صفة دولية داخل الدولة، وإدارة مجموعة تابعة لحزب الله اللبناني دون ترخيص من الحكومة الإماراتية قبل تاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2014.