الطقس خريفي، كل بقعة في المدينة وطأها الموت ولو مرة، ها هو يعود ويطرق بل يدك من جديد.
كان التاريخ يشير إلى نهاية أكتوبر/ تشرين اﻷول 1973 - رمضان 1393. وكانت تنتظر مصر عامة وسكان مدن القناة خاصة حلول العيد وانتهاء الحرب، ما يعني عودة سكان مدن القناة المهجّرين إلى مدنهم. وفي السويس كانت القلة التي بقت لتسيّر أمور المدينة أو بقت من أجل البقاء لأنه لا مكان لها إلا السويس، فلو ابتعدت عنها ستموت، فليكن الموت على أرضها له لذته، لم يكونوا مصريين فحسب، بل كان من بينهم أجانب من الجاليات اليونانية والأرمنية.
يشتاق الجميع للقاء الأحباء بعد العودة، بينما تواردت بعض الأنباء غير السارة، حملها الفلاحون قاطنو القرى على حدود السويس على طريقها المؤدي للإسماعلية بأن اﻹسرائيليين على حدود المدينة.
فعلى مدار الأيام القليلة السابقة حاول الجيش الإسرائيلي احتلال الإسماعيلية وفشل، وصدر قرار بوقف إطلاق النار وبقت ورقة وحيدة يلعب عليها جيش الاحتلال، وهي احتلال السويس ليحسِّن موقفه عند التفاوض.
إنه الرهان الخاسر
ما معنى حصار مدينة في وقت الحرب؟ ولماذا حوصرت؟ لماذا لم يدخل الجيش الإسرائيلي السويس؟
لقد شرع في ذلك بالفعل، وأخذ يقصف المدينة بعنف طوال الأيام السابقة ليوم 24 أكتوبر.
يحكي لي الحاج سيد رواش (87 سنة) صاحب مطعم رواش للفول والطعمية الشهير بمدينة السويس، الذي كان يبلغ من العمر وقت الحصار سنة، أنهم ظلوا لخمسة أيام في منازلهم، لا يخرجون من شدة القصف.
غني يا سمسمية. الكابتن غزالي
وفي كتابه خفايا حصار السويس، يقول المؤرخ السويسي حسين العشي أنه انضم لأهالي السويس حوالي 15 ألف جندي من مؤخرات فرق وكتائب وألوية الجيش الثالث التي عبرت للشرق. وتنبه أفراد المقاومة أن القصف لم يشمل المداخل الثلاثة للمدينة، ما يعني أن العدو سيدخل منها، وبدأوا في إعداد الكمائن.
يصعد الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية مئذنة مسجد الشهداء، يشاهد وهج نيران مدفعية العدو في اتجاهها نحو ميناء الأدبية، تأتيه الأخبار السيئة، ويتساءل لماذا تأتي كل هذه الأنباء الباعثة على الوهن؟
"قول للقمر
قول للقمر لو فات
هنعدي ونحارب
ونفرش رمال الصحرا بالحنة
ونحني قلب الأم أم الشهيد غنوة"
أغنية ياريس البحرية لشاعر المقاومة كابتن غزالي غناء فرقة ولاد الأرض.
ودخل جيش الاحتلال المدينة، وكأنها خواء، لا سكان بها، حد أن جنود الدبابات فتحوا فتحاتها وأخرجوا رؤوسهم منها.
إنه الصمت الزائف.
مخترقًا الصمت، نافذًا إلى قلوب الأعداء قبل المقاومة، يصدح ميكرفون مسجد الشهداء الصغير، بصوت الشيخ حافظ:
حي على السلاح، حي على الفلاح، قاوموا قاوموا قاوموا
حاولت قوات الهجوم الدخول عبر أولى المحاور، محور الجناين، فتم التصدي لها وتدمير أول دبابة وفرار البقية، فتقدمت قوات المحور الثاني (محور الزيتية) وأخذت مواقعها، ولكنها للغرابة لم تشترك في المعركة أبدًا.
أما المحور الثالث وهو المحور الرئيسي، فأخذ طريقه في شارع الجيش، الشارع الرئيسي بمدينة السويس الذي يشقها إلى نصفين ويربطها من حدودها مع طريق القاهرة حتى بورتوفيق، ظل يسير حتى رصده كمين المقاومة الشعبية ودمر دبابة سنتريون عند سينما مصر، فتعطل صف المدرعات والدبابات من خلفه، وأمطرت عليهم سماء المدينة ، تلك شحيحة المطر، رصاص ونيران وقنابل المقاومة الشعبية وكل ما قد يجدي في المقاومة، فأصيبوا بالذعر ولجأوا لدخول قسم الأربعين للاحتماء به. ويخبرني الحاج سيد، أن من لم يستطع دخول القسم، فرَّ إلى حارات حي الأربعين، واستقبلهم رجالنا هناك، بزجاجات البنزين المشتعلة، أمطروهم بها.
ولم يترك أبطال المقاومة الشعبية دبابة إسرائيلية في طريقهم إلا وأحرقوها.
ويتذكر رواش بداية ذلك اليوم:
"قبل اقتحام الإسرائيليين، مرت عليا قوات بحرية، أخدوا طلباتهم، وطلعوا على الأدبية، ودّعونا، واحنا ودعناهم".
ويحتدم القتال، ويأخذ المحافظ محلًا صغيرًا كمركز للتواصل مع وحدة اللاسلكي المحاصرة قرب قوات محور الزيتية وللتواصل مع القاهرة.
خلديهم يا بلدنا
لما نصرك يبقى عيد
خلديهم يا بلدنا
وإيدي منهم نور صباحك
خلدوكي هما قبله لجل ما تعودي لبراحك
إبراهيم سليمان وأشرف
أحمد أبو هاشم في أشرف
ملحمة والمولى حافظ
ندهتك فايز وحافظ
خلديهم يا بلدنا، الكابتن غزالي
ويسقط الشهداء واحدًا تلو الآخر، وتفشل خطة إسرائيل في احتلال السويس، وصار الخروج من قسم الأربعين والانسحاب لأطراف المدينة أكبر أمانيهم.
"هما اللي عملوا، هما اللي ماتوا". يقولها الحاج سيد واصفًا أبطال المقاومة الشعبية.
"والسويس آدان ومدنة"
الكابتن غزالي
مع حلول المغرب، يكبِّر كل من في المدينة "الله أكبر" إذ سرت أخبار الانتصار. فشل العدو بفرقه المدرعة، بمظلييه، في احتلال المدينة، تلك التي قاومت ببضع أسلحة آر بي جيه والرشاشات الخفيفة.
فهل انتهى الأمر عند يوم 24 أكتوبر؟
يحكي الحاج سيد أنه في صباح 25 أكتوبر مرت عربات من الجيش الإسرائيلي، تصرخ ميكروفوناتها: يا إسماعيل، يا شكري، يا عبد السلام، انزلوا. البلد سلِّمت.
وكان في عمارته حينها، ومعه جنود من الجيش المصري، وما أن مرت أمامهم تلك العربات، حتى أخرسوها بالرصاص، ففرت هاربة.
واستمر العدو في قصف المدينة، ووجه إنذارًا للمحافظ بالتسليم، الذي بدوره أرسل يسأل القاهرة، ورفض التسليم، وأبلغته القاهرة بذلك، وعندما أرسلالتي أبلغته برفض التسليم، فأرسل للقائد العسكري للسويس، وكان في مسجد الشهداء يسأله عن الموقف والرد.
عندها انزعج الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية، وقال إن المدينة تُدك المدينة وتقصف منذ 6 سنوات، فلتكن 6 سنوات وبضعة أيام، "لن نسلِّم"، وأعلن ذلك خلال مكبرات صوت المسجد، ردًا على نداءات إسرائيل بأن من يريد التسليم يذهب إلى الاستاد، ونزل الشيخ حافظ ساحة المسجد، وكانت غاصة بالمحتشدين، وبدأوا في تدبير الأمر، وقاموا بإعادة تنظيم كمائن المقاومة، وذهب فريق آخر للمساعدة في إنقاذ مخزن الدقيق الذي يحوي كل مخزون المدينة منه، ونجحوا في إنقاذ 1400 جوال من أصل 3400.
واستمر العدو في القصف ومحاولات للتسلل داخل المدينة، واختراق قرار وقف إطلاق النار.
يا سهرانين لأجل م تعيد كل البلاد
يا حلفانين الدم م تناموا دوسوا الزناد
يا ريس البحرية، للكابتن غزالي. غناء فرقة ولاد الأرض
يا ريس البحرية. الكابتن غزالي
وجاء يوم 26 أكتوبر وكان أول أيام عيد الفطر، أتى عيد النصر على مصر وعلى السويس، المحاصرة.
وتحت قصف شديد، صلى السوايسة العيد، في مسجد الشهداء، كانت تكبيراتهم تعلو أصوات القصف، ووزع الشيخ حافظ الشاي وكعك العيد على الجنود، وأما عن المدنيين، فيحكي الحاج سيد أنهم تصرفوا بأنفسهم، و"كان سوسو الحلواني يصنع بسبوسة من العجين. أكلناها وعيّدنا".
وحاولت قوات الحصار دخول المدينة، عن طريق أتوبيسات تتبع شركة النصر للبترول وبداخلها مدنيين مصريين كدروع بشرية، وكان القرار من المقاومة واضحًا دون تفكير: لا دخول للمدينة.
وتستمر المحاولات البائسة في دخول المدينة، حتى تنعقد اتفاقية النقاط الست وتنتهي الحرب رسميًا.
ويبدأ الحصار.
أيام اللهو والحصار
نيران القصف ما تزال تُضرَم في المدينة، والمياه العذبة لا سبيل لها، إذ ردم العدو ترعة الماء العذب، واستولى على 4 محطات مياه كانت تغذي المدينة، ودمر أبراج الضغط العالي التي تزود المدينة بالكهرباء، والوقود على مشارف الانتهاء، والاتصالات مقطوعة مع القاهرة، والغِذاء لا يكفي، فمخزون الدقيق يكفي لشهر، كذلك السلع الأساسية من أرز وسكر ومعلبات لا تكفي إلا شهرًا، أما الزيت وحده فكان سيصمد لسنة.
العدو يتربص على حدود المدينة، أحدٌ لا يعلم متى يُفك الحصار، والمدينة لن تخضع، لن تركع، حتى ولو جعلت فوارغ الرصاص غذاء لها، إذًا لتُعلَن السويس مدينة مستقلة، عن العالم، كأنها المدينة الأخيرة في آخر أيام الأرض.
تتلاشى المشاكل عند الشروع في الحل، ها هي قوات الأمم المتحدة تدخل المدينة، وها هم أفراد المقاومة يركضون هنا وهناك ليرسموا حدود المدينة ويفكوا بعضًا من خناق الحصار للعدو، حتى فطن أفراد الأمم المتحدة لهذه الحيلة فطلبوا منهم الابتعاد.
وحينما أُعيد الاتصال اللاسلكي مع القاهرة عن طريق قيادة الجيش الثالث، تم إخبارها بأن السويس لن تُسلِّم، ولو ماتت عطشًا وجوعًا، لن تكون نقطة الضعف التي يستغلها العدو.
"كانت أيامًا سعيدة، كنا في عذاب. أيام سعيدة عذاب".
قال الحاج سيد وابتسم.
كانت الغارات مستمرة رغم الحصار، نذهب للخنادق، تستمر الغارة ساعة أو ساعتين أو أكثر، وعندما تنتهي، نخرج لنطمئن على بعضنا؛ مين مات، مين اتصاب، من وقع بيته.
كنت أفتح دكاني في الخامسة، لا يوجد جاز ولا ماء، المحافظ قال اتصرفوا، فكنا نستخدم الشجر المحترق كوقود.
ويقف الأفراد المحاصَرون في ثلاثة طوابير؛ طابور للجيش والشرطة، طابور للمستشفى، طابور لأهل السويس.
يدخل ثلاثة، ثم يخرجون، ويدخل ثلاثة غيرهم.
وأُغلِق الدكان في السابعة صباحًا، فالكهرباء لم تكن تعمل سوى لساعتين في اليوم، من الخامسة إلى السابعة صباحًا.
وشربنا مياه المجاري بعد تحليتها، وكانت تصرف لنا المحافظة زجاجة مياه يوميًا، كنا نستخدمها في صنع الشاي.
وبحسب كتاب خفايا حصار السويس لحسين العشي، أعيد اكتشاف بئر مياه عذبة في منطقة الغريب عن طريق قدامى أهل المدينة، كان يمد المدينة قديمًا بالماء.
ويضيف العشي بأنه تم صرف ثلاث معلبات غذاء محفوظ ونصف كيلو سكر وشاي مجانًا، مع التنبيه أن هذه الكمية لاستخدام الفرد لمدة 15 يومًا، وصار الطرشي والفول السوداني وجبات رئيسية يتم تناولها مع الخبز، حتى الچيلي صار وجبة من الوجبات.
ويحكي العم السيد:
كان قسم السويس يوزع رغيفين يوميًا، والمحافظة توزع القلقاس، كنا نسلقه، ونأكله بالرغيفين.
ونأتي بورق علب السجائر، ونأكل به الفول (كملعقة)، والطعمية نأكلها حاف، وكلما ندخل بيتًا نأكل، من كان يطبخ أو لديه مخزونًا كان يوزعه، كنا نأتي بالناس ونطعمهم. كنا نطبخ أفضل طعام. لم نعبأ بقلة الغذاء. وكانت المحافظة توزع علينا اللحمة كل جمعة، عظم ولحم.
ليالي الحصار ليست قصيرة
استمرت الحياة في المدينة، وسط الاشتباكات، فالوضع لم يكن مستقرًا، رغم وجود قوات الأمم المتحدة.
ويتربص العدو بالعربات المحملة بالمياه والمؤن لأفراد الجيش في الشرق، ولم تسكت المقاومة ولا قوات الجيش، ولجأوا إلى شق طريق بديل، وكانت المقاومة الشعبية تباشر عملها ضد قوات العدو، فلا اعتراف لهم بوقف إطلاق للنار، وكانوا يأتون بعربة حديد بها صندوق معدة لصناديق المشروبات الغازية، ويركبون في صندوقها رشاشًا ويذهبون لأماكن القوات المحاصرة ويضربونها، وليهربوا من نقاط ملاحظة العدو كانوا يخبؤون الرشاش بالبطاطين أو أي شي كأنهم ينقلوا بعض الأشياء، واستخدموا تلك العربة توفيرًا للوقود، ولم يتوقفوا يوما عن تكدير القوات المُحاصِرة، فحاصروها هم.
ويحكي الحاج سيد رواش أن جنودًا من جيش الاحتلال، يتحدثون اللغة العربية، ويركبون سيارات للجيش المصري، كانوا يمرون في شوارع المدينة، ويسألون عن الطرق.
وتمر الأيام والليالي، ويتذكر الحاج سيد ليل الحصار، وكيف كانوا يقضون الليل في النوم، والترقب:
"لو سمعنا صوت اشتباك، أو شخشخة (أسلحة)، نصحى ونفضل قاعدين للصبح نقول يارب يارب يارب".
وعندما سمحت القوات المحاصرة بدخول المؤن للمدينة، بعد اتفاقية النقاط الست، يقول رواش إنهم أكلوا المربى والتين والعيش الفينو.
بحسب كتاب العشي، كان العدو يضيّق الخناق على المؤن، ومنع دخول الصابون ظنًا أنه يجبر المحاصَرين على استخدام المياه العذبة، ووصل به الهلع أن يشق صفائح الجِبن بالسونكي خوفًا من تهريب الذخائر داخلها، ومنع دخول الوقود، وحتى المجلات.
ورغم توافر المؤن، تم صرفها بصرامة، خوفًا من تجدد الاشتباكات، حد أن مخازن المدينة امتلأت، وكادت أن تطلب من القاهرة عدم إرسال المزيد.
"غني للبيوت اللي خانقها السكوت
وقوليلها شدة تفوت وهنشبع ملاغية"
من أغنية غني يا سمسمية، كابتن غزالي
"كنا نسلي أنفسنا، ننتهي من العمل، ونجلس سويًا". يقولها الحاج سيد، بروح شابة، وبحنين إلى ماضٍ جميل، مستمرًا في تذكر أيام الحصار.
"اليأس كان موجود، لكن، لو فكرنا فيه أعصابنا هتنهار، هنموت. وبعد تناولنا الطعام، كنا نأتي بالبلح الناشف، ونطحنه، كان يُخرج عسله، ثم نضعه على الشيشة، وندخن، ولا يهمنا شيء. فقط ما كان يحزننا هو بعدنا عن أهلنا: من يصرف عليهم؟ من يسأل عنهم؟ لقد باعوا ذهبهم.
منذ النكسة، لم أستطع ترك السويس، أهلي ومالي وحياتي بها، لم أرضَ أن أهاجر، وأعمل في محل بالأجرة، كيف لي ذلك، وهو لن يسد حاجتي وحاجة عيالي.
وطوال الحصار لم نطمئن على أهلنا، فالاتصالات مقطوعة، وعندما سُمِح للمصابين بالخروج من المدينة، أرسلنا معهم رسائلنا إلى الأهل المهجَّرين".
ويأتي العيد الكبير، ويذبح الحاج سيد رواش خروفًا صغيرًا كان يربيه، ويقوم الشيخ حافظ سلامة بذبح أضحية العيد وتوزيعها، ولتهنأ المدينة المحاصرة في العيدين الصغير والكبير. وتستمر الحياة في المدينة، على نفس الوتيرة، لا تبالي ولا تكترث.
"والله بكرة يا عم ابو ريّة
لها نضحك وإحنا ماشيين سوية ع المينا ولا السكة ديا
لهانضحك واحنا ماشيين سويا ع المينا ولا السكة ديّا
وهاتاخد بنتك وابنك ومراتكونعدي ع نفس المعدية
ونقول يا دنيا والله وصدقتي
يا بيوت السويس"
أغنية يا بيوت السويس، غناء محمد حمام
ويُرفع الحصار عن السويس في 29 يناير/ كانون الأول 1974، بعد 101 يومًا.
يقول الحاج سيد: الجيش جاء بعرباته وقال من يريد الذهاب فليذهب، وركبت أنا عربة منهم، وذهبت إلى أولادي في القاهرة، واستقبلوني في الكيلو أربعة ونصف، وأقاموا لي حفلًا.
"كأني بكلمك كده، هي دي أيام تتنسي؟ هي دي حاجة تتنسي؟ دي زي امبارح، أنا نايم وبفكر هقولك إيه، بفتكر اللي حصل، أنا اديتك معاد على أساس آخد راحتي أتكلم، وأنا نايم أفتكر الأيام دي. كتّر خير الدنيا، عندي دلوقت 87 سنة".
وأتم الحاج سيد حديثه معي بهذه الكلمات، عن أيام الحصار.. هذه الأيام المخلدة رغم تناسيها، لمدينة عريقة.
المصادر:
- كتاب خفايا حصار السويس، لحسين العشي
- ملحمة السويس، للشيخ حافظ سلامة
- وثائقي الجزيرة: السويس الذاكرة المنسية
- الحاج سيد رواش، صاحب مطعم رواش