"العالمُ بالفضائل، الموهوب، الممتاز، الفاضل، المستحق، الصالح، الشريف" كلها معانٍ لنفس الكلمة الهندية التي يفضل الممثل والمخرج أحمد مجدي أن يناديه أصدقاءه بها: جونيت، وهو اسم اكتسبه مجدي جراء اهتمامه الكبير باليوجا، الذي تزايد حتى وصل إلى إقامته في الهند لعام كامل في قرية نائية منقطعًا عن كل وسائل العالم الحديث، حيث تعلَّم على يد أحد معلمي اليوجا أصول ذلك النظام الذي يبني الروح والعقل والجسد.
اليوجا كنظام للتصوف والزهد والتأمل أصبحت سبيل مجدي الذي يتبعه ويواظب عليه دائمًا، مهما كانت مشاغله اليومية كنجم في مسلسلات جماهيرية من بين الأكثر مشاهدة.
هذا العام وحده شارك مجدي في بطولة ثلاث مسلسلات، الجزء الجديد من مسلسل الآنسة فرح، والمسلسلين اللذين عُرضا في رمضان: قصر النيل وبنت السلطان، وبالإضافة إلى هذا النشاط التمثيلي، شارك أيضًا مجدي في عضوية لجنة تحكيم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرآة.
هذه التجربة وغيرها، جعلت مجدي يرى أن أسوأ ما في المهرجانات هو الجوائز؛ "أرى أن الجوائز نقيض للفن وأن حالة التنافس هذه ضد الإبداع. أنا ضد التنافس ودائمًا ما كنت أعاني منه طوال حياتي في الرياضة والمدرسة. أكره هذه الحالة التنافسية الذكورية. وحينما بدأت في معرفة كيفية التعبير عن نفسي كفنان بدأت أتحرَّر. ولكن حينما دخلت الفن اكتشفت أنه يعاني أيضًا من أزمة التنافس والجوائز وغيرهما، وهذا يلوث ويضر الإبداع".
ولكنه في الوقت نفسه يرى الجانب المشرق منها "هي بالتأكيد احتفال بالفنان وتسويق للأعمال لبيعها بشكل ما، ودعم للمواهب والفنانين الذين يستحقوا والذين من الضروري دعمهم. ولكن الجوائز لا تذهب لأفضل واحد في الفصل ولكن أكثر شخص نريده أن يستمر. وبناء عليه كانت تجربة التحكيم ناجحة جدًا، وجمعتني في لجنة واحدة مع الممثلة التونسية درة والمنتج هشام سليمان".
التعافي بالسينما
يعرف المشاهدون أحمد مجدي كممثل، ولكنه أيضًا مخرج أخرج عدة أفلام قصيرة وفيلم طويل عُرض في عدة مهرجانات دولية، منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ولكن مجدي لم يدرس السينما في بداية حياته، إذ لم ينجح في اختبارات القبول بمعهد السينما، رغم أن والده مخرج شهير، وهو مجدي أحمد علي، فدخل كلية الحقوق ثم درس الإخراج في مدرسة الجيزويت، وترافق مع هذا اهتمامه بالرياضة.
"حينما حاولت أن أدخل معهد السينما، كنت شابًا صغيرًا. لم أكن أعرف بالتحديد ما أريده. كنت أحب التصوير والكتابة ولم أكن أعرف ماذا يفعل المخرج بالتحديد. كنت حينها أتعافي من تجربة سيئة في حياتي وهي تعاطي المخدرات التي يعيشها كثيرون في هذا العمر. كنت أحاول حينها أن أثبت لنفسي أن باستطاعتي أن أنجح في شيء ما، والرياضة ساعدتني في ذلك كثيرًا. تقديمي في معهد السينما لم يكن جادًا، واليوم وبعد نجاحي بشكل كبير في التمثيل والإخراج، أحمد الله أنهم لم يقبلوني في المعهد، لأني لو كنت دخلت يومها كنت لأصبح ابن المخرج الكبير مجدي أحمد علي، فحسب"، يشرح مجدي بدايات مسيرته ودوافعه الأولى.
كنا نجلس في مطعم أحد الفنادق بينما أمور عدة تشتت انتباهنا دائمًا؛ مالك المطعم الذي يلتقط صورة تذكارية مع النجم، ثم يعود مرة أخرى ومعه مدير الأمن الذي بدوره يريد أن يلتقط صورة شبيهة، ثم طوفان مستمر من المعجبات الشابات اللاتي يرغبن في التقاط الصور معه، وطرح الكثير من الأسئلة عن أدواره في مسلسلاته الأخيرة والنجمات اللاتي وقفن أمامه مثل ياسمين صبري ودينا الشربيني. وسط كل هذه المحاولات سألته عن الدافع وراء اهتمامه بالفن مرة أخرى؟
"كنت بعيدًا دائمًا عن صناعة السينما والفنانين على الرغم من أن والدي مخرج شهير، حتى تعرفت أخيرًا إلى الفنان سلام يسري وهو فنان تشكيلي ومؤسس فرقة الطمي المسرحية. خلال عام 2005، أهداني والدي كاميرا صغيرة. صورت بها فيلمًا أمام بيتي بحي المنيل حيث الأطفال يلعبون في مجري السيل. حينها وبعدما صورت هذا الفيلم عرفت أن هذا هو طريقي، فتقدمت للالتحاق بمدرسة الجيزويت للسينما، وتعرفت على المخرج كريم حنفي الذي أسس المدرسة وكان وقتها مديرًا لها".
يعرف مجدي قيمة والده الفنية، لكنه كان يسعى للتحقق في إطار صناعة السينما التي بدأت تظهر. "كنت مدركًا أنه توجد موجة تتشكل في مصر خاصة بعد فيلمي إيثاكي وعين شمس، إخراج إبراهيم البطوط ثم مع أفلام أحمد عبد الله السيد وهالة لطفي وتامر السعيد. شعرت أني أنتمي إلى هذه الموجة أكثر من المدرسة القديمة التي تعمل مع شركات الإنتاج والتوزيع الكبيرة، وأننا لن نستطيع تحقيق أنفسنا سوى عبر هذه الأفكار والإمكانيات".
كان قد طلب وجبة ليأكلها بينما أسجل معه هذا الحوار؛ حاول العاملون في المطعم أن يعرضوا عليه أشهى ما لديهم من أطباق اللحوم والدجاج، ولكنه صدمهم بأنه نباتي. النباتية واليوجا جزء من أفكار مجدي التي يروج لها دائمًا، التي تشمل أيضًا البيئة. وكان مجدي عاد توه من المشاركة في حملة للحفاظ على البيئة في أسوان.
بين المهرجانات والمسلسلات الجماهيرية
في الفيلم الأخير للمخرج أحمد عبد الله السيد ليل/ خارجي يظهر أحمد مجدي في دور ممثل يُدعى مجدي، الذي يظهر بإعلان وبينما هو معلَّق بحبل في الهواء يختفي العامل الذي رفعه بالونش. يظل مجدي معلقًا في الهواء لا يستطيع النزول بينما مخرج الإعلان لا يعرف كيف يتصرف.
مجدي والمخرج مو بطل الفيلم هما صانعي أفلام فنية أو مثلما يطلق عليها في الفيلم "أفلام مهرجانات"، ولكن مجدي يعمل أيضًا في أفلام ومسلسلات تجارية وإعلانات بعدما أصبح نجمًا، ما يدفعه لأن يطرح اسم صديقه مو لكي يُخرج له الإعلان الجديد من أجل مساعدته ماديًا بشكل غير مباشر، كي يتمكَّن من توفير تمويل لفيلمه الجديد، ومعنويًا من أجل تحقيق ذاته، وبالتالي تخطي قصة الحب الفاشلة الأخيرة التي يعاني عواقبها.
برومو فيلم ليل/ خارجي
مثَّل مجدي في أكثر من فيلم ينتمي إلى هذه الموجة الجديدة في السينما، وكان هذا عن وعي "كنت أعي قيمة ما يحدث وأصررت أن أكون جزءًا من ذلك. بالتأكيد سبقني خالد أبو النجا وباسم سمرة واللذين لهما دور كبير جدًا في ترسيخ هذه الموجة الجديدة".
في هذه المرحلة بدأ يشعر أن الأسئلة تحتاج إلى تركيز أكثر فبدأ في الاعتدال في جلسته والتفكير قبل الإجابة، والأهم هو الطلب من المعجبين والمعجبات أن ينتهي من تسجيل الحوار أولًا ليتفرغ لهم تمامًا.
"دعني أحكي لك حكايتي من البداية؛ عملت في البداية مساعد مخرج في عدة أفلام منها فيلم طرق الأبواب. كنت صديقًا لصناع الفيلم ولذا أردت أن أكون جزءًا من هذه الحركة. قررت في هذه الفترة أن أصنع أفلامًا بديلة مستقلة وأن أستغل حماسي وموهبتي في صالح هذا الاتجاه. بالتأكيد واجهتنا صعوبات جمَّة عرقلت مسيرتنا عمومًا، وعطلتني بشكل خاص، لا سيما بعد ثورة يناير ، وحينما عُرض عليَّ التمثيل في مسلسل قلت لنفسي، إذا استطعت تحقيق التوازن بين الدراما والسينما بأن آخذ من الدراما أفضل ما فيها وأن أكمل مشواري في السينما التي أريدها وأؤمن بها، فلما لا؟".
الآلية التي اتبعها لتحقيق هذا التوازن بين المستقل والتجاري على المستوى الفني وعلى مستوى الصناعة نفسها، احتاجت تدريبًا "حينما بدأت العمل في المسلسلات في 2012 أدركت أن هذا ليس مكاني المناسب، وليس الموضع الذي أريد أن أذهب إليه، ولكن هذا هو المتاح الآن. كل اختياراتي في المسلسلات كانت أفضل ما يمكن. كل من عملت معهم في المسلسلات (منتجين أو مخرجين أو ممثلين) كانوا يدركون أنني مختلف. ودعني أعترف لك أنهم كانوا يشعرون بالقلق تجاهي. فهم يرونني شخصًا غير متوقَّع. شخص يريد أن يخرج أفلامًا بديلة مستقلة وفي نفس الوقت يعمل كممثل في السوق. كنت أشعر بذلك حتى اطمئنوا تمامًا لي وأدركوا أنني لست ضد السوق ولكني أفضِّل السينما البديلة المستقلة".
ومع قبوله العمل ممثلًا في المسلسلات التجارية كما يُطلق عليها، فإنه يرى إخراجه لأحدها ضرب من المستحيل؛ "ولكن لدي مشروع مسلسل طموح جدًا، ينتمي إلى نوع نهاية العالم والديستوبيا مثل Game of Thrones. ولكنني أريد أحيانًا أن أخرج مسلسلات مثل التي أمثل فيها. فمثلًا طلبت من منتجة مسلسل الآنسة فرح، سالي والي أن أخرج الوحدة الثانية. كنت أريد أن أكتسب مهارة جديدة".
كان الانتقال من مسلسل ينتمي إلى السوق إلى فيلم مستقل يربك مجدي للغاية في البداية؛ "مثلًا في أول يوم في فيلم حظر تجول، إخراج أمير رمسيس كنت أصور بالفعل مسلسل الآنسة فرح فشعرت أنني فقدت لياقتي. المسلسلات إيقاعها مختلف تمامًا عن نوعية هذه الأفلام، فصناع المسلسلات يرضون بالقليل وهذا أمر خطير. وأول من حذرني من ذلك هو المخرج شريف البنداري أثناء عملي معه في فيلم علي معزة وإبراهيم، حيث وجدني أرضى بأول مرة تصوير، فنبهني وقال لي إنه من الممكن أن يوجد أفضل من ذلك، وأن علي ألا أرضى، لأن إيقاع الأفلام الفنية ومتطلباتها وأهدافها تختلف عن المسلسلات".
متمرد على الجميع
يسعى مجدي دائمًا إلى صناعة سينما مختلفة كمخرج، مثلًا فيلم لا أحد هناك: الزرافة، مختلف عن السينما المصرية بسماتها الراسخة، التي ينتمي إليها والده، ومغاير أيضًا لسمات تيار السينما المستقلة التي قال إنه ينتمي إليها، وعن هذا يقول "حينما كنت أصنع فيلمي لا أحد هناك لم تكن لدي أي نوايا للتمرد. كنت أرى الفيلم مشابهًا لأفلام كثيرة، فهو يحكي عن مشكلة مجموعة من الفتيات في ليلة واحدة، حيث إحداهن ستقوم بعملية إجهاض. كنت أرى أن القصة بسيطة جدًا، ولكن أثناء صنع الفيلم وجدت نفسي أميل أكثر إلى السيريالية والتجريد، متأثرًا بالفيلم نوار وأفلام التسعينيات التي كنت أشاهدها عبر شرائط الفيديو".
مضيفًا "في التسعينيات شاهدت كل الأفلام الأمريكية الشهيرة، فبدأت أشاهد الأفلام الأقل شهرة وكنت أعجب جدًا بعالم وثقافة وتاريخ الفن القوطي. هذه هي العوالم الثلاثة التي خرج منها فيلم لا أحد هناك. قصة الفيلم بسيطة حيث شخص يجد نفسه متورطًا مع فتاة تريد إجراء عملية إجهاض، بينما فتاة أخرى تريد أن تثبت وجود زرافة في الحديقة. كنت مدركًا لسيريالية موضوع الزرافة ولكني كنت أرى أنه وجه آخر للخط الواقعي في الفيلم وسيساعدني في إقناع المشاهد أن العالم فيه جانب سيريالي، فالزرافة ترمز لشخصية هذه الفتاة، بينما التجربة الإيمانية التي يمر بها بطل الفيلم هي التجربة التي مررت بها من اللا إيمان والعدم حتى الوصول إلى مرفأ التجلي، حيث الإيمان بأن معجزة ما من الممكن أن تحدث في وسط كل هذا الخراب".
برومو فيلم "لا أحد هناك: الزرافة"
عن أسلوب الفيلم الذي يجمع بين سينما شرق أوروبا ومدرسة المخرج الأمريكي ديفيد لينش، وهل كان يفضل ذلك عن سمات السينما المستقلة في مصر، يوضح مجدي "المزعج بالنسبة لي في تيار السينما المستقلة هو الأمور الموجهة، التي تتعلق بتناول مواضيع معينة جدلية من أجل كسب منح وجوائز فحسب. بالتأكيد تهمني هذه المواضيع ولكني لا أريد صنعها بطريقة فجة. أيضًا كنت متأثرًا جدًا بالمخرج فينسينت جالو، الذي أخرج أفلامًا أحبها جدًا، مثل Buffalo '66 وThe Brown Bunny. كنت متأثر بتجربته حيث يمثل ويخرج ويكتب ويصور ويقوم بالمونتاج وينتج".
يعتزم مجدي تبني هذا الأسلوب في أفلامه المقبلة، "فيلمي التالي يعتبر جزءًا ثانًيا لفيلمي الأول لا أحد هناك: الزرافة، وسيكون اسمه لا أحد هناك: الغراب. الأول كان ليلة واحدة في القاهرة بينما الثاني ليلة واحدة في الإسكندرية. ولكن المختلف أنني لن أصور هذا الفيلم الجديد حتى أكون متفرغا أكثر للإخراج. ولدي أيضًا مشروع آخر أريد كتابته وتمثيله، هو فيلم فني ولكني أتوقع أن يحصد إيرادات كبيرة في شباك التذاكر، إذ يجمع بين التجاري والفني".
عن الصعوبات المتوقعة خلال إنتاج هذه المشاريع الجديدة يقول مجدي "أظن أن فيلمي لا احد هناك: الغراب سيكون صعب التمويل وسأعتمد فيه على ممثلين من النجوم. أما بالنسبة للمشروع الثاني فلا أعتقد أنه ستقابله أي عوائق إنتاجية وسيلقى ترحابًا كبيرًا من شركات الإنتاج".
ملامح مختلفة لأدوار جديدة
دور مجدي في فيلم مولانا، إخراج مجدي أحمد علي، مهم ومحوري، لكنه غريب ومثير للجدل، وعنه يقول "حينما قرأت السيناريو قلت للمخرج لن يقوم أحد آخر بأداء هذا الدور. كانت رؤيتي مختلفة عن رؤية المخرج ولكن في النهاية رأي المخرج هو الذي يتحقق. كنت أتمنى للشخصية أن تكون أكثر صدقًا مع نفسها. كنت سعيدًا لأنني عملت في هذا الفيلم حينما كانت لياقاتي التمثيلية عالية جدًا بخلاف مثلًا فيلم عصافير النيل حينما كنت صغيرًا وخائفًا، وخاصة بسبب الكاميرا 35 مم. أعتقد أنني فاجأت المخرج بأدائي وأيضًا فوجئت بأن المخرج صنع الفيلم بروح شابة لا تنقصها الحكمة في توجيه الممثلين. أيضا في الفيلم الجديد 2 طلعت حرب، المتوقع له أن يعرض بنهاية العام الجاري، ستجدني بشكل جديد تمامًا في التمثيل والأداء والمدرسة".
يعترف مجدي أن أعماله للسينما قليلة، ووراء ذلك إصراره على انتقاء الأفلام الجيدة والمختلفة، "لا يهمني إذا صنعت فيلمًا كل عامين من أجل تحقيق هذا الشرط. أما في المسلسلات فأنا سعيد بإيقاع أن كل عام أقوم بدور في مسلسل وفي السنوات الأخيرة أصنع مسلسلين بالعام".
يجري الآن إعداد الجزءين الرابع والخامس من مسلسل الآنسة فرح، وهو من الأعمال المقربة من قلب مجدي "استغرقت هذه المواسم الخمسة ثلاث سنوات من عمري. أحب هذا المسلسل لأنه ظريف ومُسلٍ بالإضافة إلى التنوع، بسبب تناوب أكثر من مخرج على إخراجه ووجود أكثر من بطلة".
مؤخرًا لعب مجدي بطولة عدة عدة مسلسلات تميل إلى الرومانسية مثل فرصة تانية، وقصر النيل، وبنت السلطان، حتى شبهه البعض بمحمود ياسين، فهل يستمر في أداء الأدوار نفسها "لن أحارب ذلك. خاصة أن دوري في بنت السلطان كان عضو برلماني يتلاعب بمشاعر الجميع حتى يصل لما يريد وهو نفسه غير متوازن وغير متصالح مع نفسه، ومن ناحية أخرى كان دوري في قصر النيل هو شخصية متصالحة تمامًا مع نفسها، وما بداخلها يظهر عليها ويعرف تمامًا ما يريده ويصارع من أجل تحقيقه، بالإضافة بالتأكيد لقصة الحب التي يقع فيها والتي تسبب له الارتباك في حياته".
كلا الشخصيتين مختلفتين تمامًا، ولكن تجمعهما الرومانسية، بحسب مجدي الذي يؤكد "إذا عُرض عليَّ مثل هذه الشخصيات فلن أتردد في قبولها لأنه مثلما تقول يوجد احتياج كبير لذلك ولا أريد أن أعارض مثل هذا التوجه، ولكنني أريد أيضًا أن أقوم بأدوار أخرى حيث أعبِّر عن شخصيات مختلفة وأكثر تعقيدًا وتركيبًا، ولذا أتمنى أن يُعرَض عليَّ أعمالًا أخرى مختلفة أعتبرها مفاجآت صغيرة".
ومع تجاربه في التمثيل والإخراج والإنتاج، يرى مجدي أن القدر اختار له التمثيل مهنة، "مثلت في أكثر من 20 عملًا. لا أريد أن أحارب قدري. أنا ممثل في الأساس ثم مخرج بعد ذلك. وهذا مزيج من التأقلم والاستسلام لقوة الدفع. فصناعة فيلم مختلف هي معركة عنيفة جدًا بينك وبين نفسك وبينك وبين الآخرين. ودائمًا ما أشبهها بزراعة شجرة من ثمرة وهو ما يحتاج إلى وقت طويل ولكنه استثمار عظيم. التمثيل يأتيني دائمًا بسهولة. أقطف زهوره دائمًا بسهولة ويُسر وبشكل مشبَّع. ولكن الإخراج لا يسير على نفس المنوال".