تقف في الواحدة صباحًا في المطبخ، تحضِّر زجاجة الرضاعة لابنها الذي يبلغ من العمر ثمانية أشهر، وهي تفكر في موعد استيقاظها من النوم الذي يصعب الدخول فيه بعد ساعتين من الآن، لتحضير رضعة جديدة مثلما يحدث كل يوم، لطفل يستيقظ بمعدل مرة كل ساعتين في الليل طلبًا للطعام، ويدور في ذهنها سؤال واحد "لماذا أصبحت أمًا؟"، مع مشاعر حول عدم قدرتها على أن تصبح أم مسؤولة عن طفل رضيع.
أمل سامي تبلغ من العمر 29 سنة، تعيش بمدينة المنوفية، روت للمنصة تجربتها التي وصفتها بـ "غير المحبَّبة" مع حملها ووضعها طفلها الأول "اتجوزت من سنتين تقريبًا، من واحد جارنا بيشتغل في شركة صرافة، وزي أي بنت كنت متخيلة إن الخطوة اللي المفروض تيجي بعد الجواز هي الخلفة، زي أمي وأختي وكل الستات تقريبًا اللي حواليا، وكنت فاكرة الموضوع سهل علشان كل اللي حواليا عملوه فاشمعنى أنا يعني مش هقدر عليه، وبالفعل بعد شهرين تقريبًا من الجواز كنت حامل".
مر ما يقرب من 60 يومًا بعد زواج أمل، تعرضت خلالهم لأكثر من مرة للسؤال المعتاد "مفيش حاجة جاية في السكة؟"، من الأقارب والمحيطين، فتروي للمنصة "بعد أول أسبوعين حماتي سألتني هو مفيش حاجة؟ قلت لها لأ لسه فقالت لي طيب هاتي تست حمل وشوفي، وجبته فعلًا ومكنش في حمل وبعدها بأيام ماما سالتني نفس السؤال، وبدأت أحس إني اتأخرت مع إن جوازي مكنش عدى عليه أسبوع، وبقيت بعمل تست الحمل تقريبًا كل أسبوع علشان أعرف أرد على أسئلتهم، وبعد شهر ونص ماما وحماتي قالوا إن احنا لازم نشوف دكتور باعتبار إن الوقت عدى، وجوزي قالي نستنى شوية كمان ولو مفيش حمل نروح فعلًا نشوف دكتور، وبعد أسبوعين طلعت حامل".
استقبلت أمل الأمر بسعادة "كنت فرحانة جدًا لما لقيت تست الحمل العلامة فيه بتأكد إن أنا حامل وجوزي فرح جدًا وطبعًا حماتي ومامتي، مكنتش خايفة من اللي جاي، بس طلع اللي جاي ده صعب ومسؤولية تقريبًا أنا مش قدها، وعدت شهور الحمل الأولى، وبعد الشهر الرابع بدأت أحس بتعب مستمر ومش قادرة أعمل حاجة، أختي الأكبر مني عندعا طفلين قالت لي إن ده عادي وماما وحماتي أكدوا ده، وجوزي كان متعاون جدًا معايا في شغل البيت، ومقدَّر إن أنا حامل لحد ما جه ميعاد الولادة، والدكتور قرر إنها تكون قيصرية".
تابعت أمل بعد فترة من الصمت في اتصال هاتفي مع المنصة "في يوم الولادة روحت معايا أمي واختي وحماتي وجوزي، بدأت أحس أن أنا داخلة مرحلة جديدة مش فاهماها، خايفة من العملية، وخايفة من اللي جاي ومش فاهماه، اتخدرت ودخلت العملية اللي معرفش قعدت فيها قد إيه، وبعد مطلعت وفوقت لقيت الطفل جنبي، محستش ناحيته في البداية بأي مشاعر، حسيت بس إني متلخبطة ومش عارفة أشيله وخايفة ليقع مني، ووقتها حماتي ومامتي شخطوا فيا وقالوا لي شيلي الواد رضعيه لبن الأم في الساعات الأولى مهم، شيلته وأنا مش فاهمة، ومش قادرة اتحرك من الجرح، وبعد شوية روحنا البيت".
مش عارفه أحب ابني
في اليوم الأول من الولادة سيطر الصمت على أمل، صخب المحيطين فقط هو الذي يظهر في الصورة كما قالت "رحت عند ماما ومعايا حماتي وجوزي، اللي نزلوا بعد شوية، وأنا طول الوقت ده فضلت متنحة وجوايا صوت بيقول لا لا أنا بحلم أنا عاوزة أرجع تاني لقبل الولادة والحمل، هي فين مشاعر الحب اللي بيقولوا عليها أول مبشوف الطفل، أنا مش حاسة ناحيته حاجة، أنا مش بكرهه بس مش حاسة بمشاعر".
تغيير الملابس والرضاعة أمور كانت تستعين فيها أمل بوالدتها وشقيقتها في فترة اﻷسبوعين التي أقامتها في منزل الأم، حتى جاء موعد عودتها لمنزلها "جوزي قالي لازم نرجع بيتنا وإنه كفاية كده وأكيد أنا اتعلمت ازاي أغير وأرضع ابني، بس الحقيقة أنا كنت محتاجة وقت أطول، ولما قلت لماما إن أنا محتاجة أقعد فترة كمان أو محتاجة إنها تيجي معايا قالت لي بالنص بطلي دلع أنا خلفت أختك الكبيرة ورجعت بيها لوحدي بعد 3 أيام، وكنت بقوم بشغل البيت. كلام ماما معايا حسسني بالذنب أكتر وإن أنا المفروض مشتكيش فقررت أرجع البيت فعلًا واتأقلم مع الوضع الجديد، بس قبل ما أمشي قلت لماما أنا حاسة إني لسه مش عارفة أحب ابني، لقتها زعقت لي وقالت لي إزاي تقولي كده الست اتخلقت علشان تكون أم".
عادت أمل للمنزل وبداخلها العبارة التي قالتها الأم "الست اتخلقت علشان تكون أم"، وفي اليوم الأول من العودة للمنزل اكتشف أنها لا تستطيع أداء هذا الدور "أنا لقيت نفسي مش عارفة أكون أم، أنا بجد حاولت ومش عارفة، أنا لقيت نفسي مش عارفة أكون أم، أنا بجد حاولت ومش عارفة، حاولت أحب ابني ومش عارفة، مش قادرة أحس انه أهم عندي من نفسي لأني مش لاقياها، حاسة إني بقوم بدور مش دوري، اتعلمت أرضعه وأنيمه واغير له، بس بعمل ده وأنا مكنة أو آلة جامدة، ولما اتكلمت مع جوزي في ده قالي إني بتدلع وده كان نفس رد مامتي وحماتي، بالإضافة للتهوين من مشكلتي؛ وهو إن كل الستات بتعمل كده اشمعني انتي اللي مش قادرة على ده، وبدأ يحصل بيني وبين جوزي مشاكل إنه شايف إني بقيت كئيبة وبعيط طول الوقت".
تحدثت أمل مع صديقتها حول مشاعرها، فأخبرتها أن ما تعاني منه يسمي اكتئاب ما بعد الولادة، وعليها استشارة طبيب نفسي "قلت لجوزي إن محتاجة أشوف دكتور علشان حالتي فضحك وقالي إني مكبرة الموضوع أوي وأنه لازم أبص لمامتي ومامته إزاي عايشين وزي الفل واتعلم منهم وأشوف باقي الستات إزاي بتوفق بين بيتها وابنها وجوزها، ورفض تماما فكرة اللجوء للدكتور، أنا اتعودت على قلة النوم والعياط والزن وتغيير البامبرز والرضاعة، بس جوايا إحساس إن أنا عايشة حياة مش بتاعتي، أنا بقوم أحضر الرضعة وأنا مضايقة، مش حاسة بأي مشاعر ناحيته، وبصحي من النوم أشيل ابني وأنا متضايقة، واكتشفت أني لو كنت حاليا من غير طفل كنت هقدر أنام أكتر أو أدور على شغل أو حتى أخرج مع صحابي، وأنه مش لازم كل ست تبقى أم".
اكتئاب ما بعد الولادة
التغيرات التي تحدث بعد الولادة واستقبال الطفل، وخاصة الطفل الأول تنفسم لنوعين كما أوضح استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، الدكتور رامي علي، الأول تغيرات طارئة تحدث لما يقرب من 70% من النساء عقب الولادة، وتظهر في اﻷيام العشرة الأولى بعد الولادة، وتكون تغيرات مزاجية ترتبط بالهرمونات، وتزول بعد أيام، أما النوع الثاني فهو اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يصيب 10% من السيدات، وله ثلاث درجات من حيث الحدة والأعراض الدرجة الأولي والتي لا تحتاج للعلاج، ولكن تقديم الدعم من المحيطين، أما النوع الثاني المتوسط فهذا يحتاج إلى جلسات علاجية، أما النوع الثالث فعلاجه يكون من خلال العقاقير تحت إشراف طبي.
وأضاف علي للمنصة، أن اكتئاب ما بعد الولادة يظهر عادة في الشهر الأول عقب وضع الجنين، ولكن أحيانا يصل لستة أشهر، وأعراضه هي نفس أعراض الاكتئاب العادي، منها تغيرات مزاجية حادة، وصعوبة في النوم وعدم الرغبة في تناول الطعام، وعند التأخر في علاجه يمكن أن يصاحبه محاولات من الأم لإيذاء الطفل أو محاولات التخلص منه في الحالات التي تظهر بها الأعراض بصورة واضحة، متابعًا "يجب على طبيب النساء توضيح الأمر للسيدة، وإخبارها أنه ربما تتعرض لهذا النوع من الاكتئاب وعند حدوثه عليها اللجوء للطبيب للمساعدة".
بي بي سي نشرت تقريرًا، أوضحت فيه أن اكتئاب ما بعد الولادة يصيب السيدات والرجال أيضًا، وأوضحت دراسة أعدها فريق من المعهد الطبي في شرق فرجينيا، أن أب من كل عشرة قد يعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، ويعتبر هذا التصنيف أقل منه لدى النساء، إلا أن غالبية الحالات لدى الآباء لا يتم تشخيصها، وفقا لدورية الجمعية الطبية الأمريكية، ووفقا للدراسة، فإن قلة النوم والمسؤوليات الجديدة، أو مساعدة الزوجة في مواجهة عوارض اكتئاب ما بعد الولادة، يمكن أن تكون معدية.
لم يخبر طبيب النساء مريضته أمل باكتئاب ما بعد الولادة، ورفض زوجها الاعتراف بالأمر أيضًا، بعكس ما حدث مع منى حلمي، التي تقيم بمحافظة القاهرة، وتعمل بإحدى شركات كتابة المحتوى، فكانت تعلم جيدًا أن هناك ما يطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة، قرأت عنه جيدا "اتجوزت من 3 سنين، بعد قصة حب طويلة مع جوزي، وبعد الجواز كنت مقررة أأجل الحمل لفترة، عاوزة أخرج واتفسح وأسافر وأعيش حياتي وأطور نفسي في شغلي، وجوزي مكنش معترض بالعكس كان مرحَّب، بس حماتي من أول يوم جواز وهي كانت بتسأل عن الحمل، ولما قلنا لها إننا عاوزين نأجل الموضوع شوية زعلت مننا جدًا، وقالت لجوزي إنها هتقاطعه لأنه ابنها الوحيد وعاوزة تشوف عياله قبل ما تموت".
أحلام منى كانت تراها بعيدًا عن الأمومة "مكنتش شايفة نفسي أم على الأقل في الفترة دي، كنت شايفة نفسي بخرج وبسافر برا حتى مع جوزي، أنا فعلًا مكنتش حِمل مسؤولية طفل وعدم نوم وبيت وسهر وعياط وزن، أنا مش كده وعادي، بس للأسف الأمهات واللي حوالينا مش بيشوفوا كده، دايما الرد بيكون إن كل الستات بتعمل كده، حماتي فضلت تزن وفعلًا قاطعت جوزي وقالت له إن اللي بنعمله ده غلط وبكره نندم، وإنه ممكن منخلفش بعد كده علشان احنا بنخالف الطبيعة، وجوزي مكنش عاوز يزعلها وأنا كمان مكنتش عاوزة أزعل جوزي".
أضافت منى للمنصة " بعد زن كتير من حماتي وأمي كمان، وافقت وقلت لجوزي إني هحمل، كنت عاوزة أحافظ عليه، ومن كتر الزن بدأت أحس أنه ده العادي واللي أنا عاوزاه ده غلط، وفعلا حملت وفترة الحمل عدت بمراحل كتيرة من الزعل والعياط والاكتئاب اللي كنت بلجأ فيها لدكتور نفسي شخصني إني مصابة باكتئاب الحمل، وقالي إنه ممكن كمان ومعرضه يجيلي اكتئاب بعد الولادة ولازم اتعامل معاه علشان تعدي الفترة ومأذيش الطفل".
مرت شهور الحمل حتى جاء موعد الولادة "كنت عارفة إن الفترة الجاية صعبة، بس طلع إنها مش بس صعبة علشان السهر وقلة النوم والمسؤولية، بس أنا لقتني منفعش أكون أم، أنا فضلت قاعدة عند أمي 6 شهور وبعد ما رجعت شقتي أنا وبنتي وجوزي كنت برجع لها كل أسبوعين أقعد أسبوع كمان، مش بس عدم تحمل للمسؤولية، أنا مش حابة أكون أم، أنا عاوزة أقعد لوحدي، عاوزة أخرج لوحدي، وجوزي اللي قررت الحمل علشان مخسروش؛ علاقتنا بدأت تسوء بسبب إني يقعد عند ماما كتير لأنها هي اللي بتتحمل البنت في كل التفاصيل، وهو بدأ يتعب من القعدة لوحده".
أفكار كثيرة كانت تراود منى "كنت أحيانًا بفكر إني مش قادرة؛ هو أنا ممكن أودي بنتي لحد يربيها معندوش أطفال، أو أوديها ملجأ مثلًا، وساعات كنت بصرخ في وشها وهي عندها شهور لما بتعيط، أو بزعق لها، وخفت من نفسي أضربها أو أأذيها زي الحوادث اللي بسمعها، وبعد سنة من ولادتها جوزي سافر يشتغل بره، وروحت أعيش عند ماما، وفكرنا إن دي ممكن تكون فترة نبعد عن بعض شوية علشان الأمور تتحسن بينا ونرجع تاني، وبعد ما رحت عند ماما وقاعدة عندها من سنة، هي اللي بتغير لبنتي وتأكلها وفطمتها بعد سنة وبقت تنام جنبها، وفعلًا هي مش مرتبطة بيا زي ما هي مرتبطة بماما جدًا، أنا مش بكرهها وبعد سنتين طبعًا بحبها، بس من البداية أنا متأكدة إني خدت قرار غلط، يمكن لو كنت اتأخرت شوية فيه كنت خدته في وقت صح واتحملت مسؤوليته".
هناك عوامل عدة وراء تفضيل السيدات تأجيل الإنجاب أو تأخيره، منها الرغبة في الاستقرار الوظيفي أو المادي، وأيضا الخوف من المسؤولية الجديدة، كما يقول علي "القرار لازم يكون جاي من الست نفسها إنها جاهزة للحمل دلوقتي ولا لأ، لكن الضغط عليها من الأهل أو الزوج بيكون سبب إنها تحمل وهي مش مستعدة أو حاسة بالإجبار، وبالتالي بنشوف حوادث زي أمهات بتصرب ابنها أو بنتها بطريقة وحشية، لانها خدت قرار الحمل في وقت غلط".
قرار عدم الإنجاب اتخذته سماء محمد منذ زواجها قبل عامين "قررت أنا وجوزي نعيش حياتنا ونأجل فكرة الحمل يمكن لخمس سنين مثلا، نقدر فيهم نعمل فلوس علشان قرار الحمل والولادة، ونكون كمان قدرنا نستمتع بأكبر قدر من الوقت سوا، علشان الخلفة مش سهلة، ولازم يكون قرار مدروس".
لم تخضع سماء لـ"زن" والدتها وحماتها للإنجاب "قررنا أنا وجوزي إن دي حياتنا ومش هنسمح لحد يتدخل فيها، وفعلًا من أول يوم مخليناش حد يأثر علينا، والحياة كانت ماشية كويس أوي لحد من كام شهر، تعبت ولما روحت لدكتورة النسا اكتشفت وجود ورم ليفي في الرحم، وقالت لي إنه يا ريت ألحق أخلف علشان ممكن لو الورم زاد أشيل الرحم، طلعت من عند الدكتورة مش عارفة أخد قرار، أنا ممكن أفكر في الحمل بعد سنة مثلًا أو اتنين بس مش دلوقتي، ومش عاوزة أكون مجبرة على الفكرة، هو مش عيل هجيبه والسلام".
تحدثت الزوجة مع زوجها في الأمر للوصول لحل معًا "اتكلمنا سوا علشان نوصل لقرار، هو اتخض في الأول، بس قالي إنه ده قراري وهو هيوافق، وأنا كمان خفت وحسيت أنه ممكن مبقاش أم في وقت أنا محتاجة أكون فيه أم، بس في النهاية اتفقنا أني مش هحمل دلوقتي وأنا مش مستعدة، ولو لقدر الله حصل حاجة والموضوع زاد واضطريت أشيل الرحم قبل ما اخلف فممكن بعد كده نتبني طفل، وجوزي تقبل الأمر، واتفقنا مش هنعرف حد من أهالينا علشان الضغوط".
اختتمت منى حديثها مع المنصة "مش لازم ابني يكون من بطني بس الأهم أحبه وأقدر ارعاه وأتحمل مسؤوليته، مش هتحمل أجيب طفل وأعذبه أو أحس أنه عبء عليا، مش هي دي الأمومة خالص، الأمومة مش حمل، هي مسؤولية وتضحية لازم أكون جاهزة ليها، ويمكن مقدرش اكون جاهزة ليها خالص، وده أحسن واهون ما أجيب طفل وأعذبه".
رفض اﻷمومة
الأخصائية النفسية، سارة جمعة، قالت للمنصة إنها تعامات مع حالات لسيدات كثيرات مررن بحالات يمكن أن نطلق عليها رفض الأمومة "المشكلة إن الأمهات أو الحموات دايما بتشوف أن الستات كوبي بيست من بعض، وإن كل الستات تقدر تخلف وتشيل مسؤولية بس الحقيقة إن الأمومة غريزة آه، بس هي محتاجة قرار سليم من السيدة، واللي بيحصل إن كل الحالات اللي بقابلها وبيكون عندها مشاكل مع الأطفال بيكون بسبب إنها اتسرعت في الحمل بسبب الضغط من الأهل".
الأخصائية النفسية، أضافت للمنصة أن مخاوف السيدات قبل الحمل قليلة مقارنة بمخاوف ما بعد الولادة "مخاوف قبل الخلفة بتكون صحية وممكن نقدر نتعامل معاها من غير خساير ونأهل السيدة للقرار، بس للأسف المخاوف اللي بعد الخلفة بتكون أصعب وهنا لازم الستات قبل قرار الخلفة تسال نفسها كويس هل هي هتقدر تكون أم وتستحمل طفل جديد، وزن وعياط، ومسؤولية، في مثلا أمهات عصبية أو أمهات معندهاش القدرة على التضحية فهنا مش هتتحمل إنها متنامش لما طفلها يصحى، وتبدأ تحس إن الطفل بقى حمل وعبء عليها، وممكن تكرهه أو تأذيه، وهنا الطفل بيحس ومش بيكون كمان مرتبط بيها عاطفيًا".
سارة تقول إن هناك سيدات ناجحات عمليًا واجتماعيًا، ولكن لا يرغبن في الأمومة "مش عيب أبدًا ولا غلط إن ست تكون مش قادرة تبقى أم، الغلط إنها تجيب طفل مفيش بينهم أي عاطفة وتحصل مشاكل للأطفال نفسية، وتبدأ الدايرة من الأول والأطفال دول يكبروا مش عاوزين يخلفوا وهكذا، يبقى من البداية السيدة لازم تفكر في الأمر قبل متاخد القرار، بعيدًا عن أي ضغوط، وتقرأ عن الأمومة وتعرف أنها مسؤولية لو مش جاهزة ليها دلوقتي تأجلها، ولو مش جاهزة ليها خالص يبقة مش لازم".
الأخصائية النفسية روت للمنصة، أنها قابلت العديد من الحالات في عملها من سيدات لا يقدرن على تحمل مسؤولية الأمومة "قابلت واحدة عصبية جدًا، ووصل بيها الأمر إنها بتصرب بنتها اللي عندها سنة، ومامتها مصممة إن حل المشكلة إنها تخاوي الطفل وتخلف تاني، مع إنها أصلًا مش جاهزة لتحمل مسؤولية الطفل الأول، والمشكلة الأكبر إن جيل الأمهات والحموات اتعود إنه ممكن يضحي لدرجة إنه يجي على نفسه من غير اعتراض، وده غلط لأن من حق السيدة الاختيار، والأصل في إنجاب الأطفال هو حسن تربيتهم مش مجرد الإنجاب فقط".