فتحت صورة نشرتها إحدى الصفحات التي تتحدث باسم الشرطة المصرية جدلًا كبيرًا فيما يشبه استفتاءً شعبيًا غير مسيس حول أداء الشرطة المصرية بشكل عام.
الصفحة التي اعتادت على شيءٍ واحد من جمهورها وهو التهليل لتضحيات مزعومة ومكافحة إرهاب مزعوم وحرب على نشطاء التمويل المزعومين، تجد نفسها لأول مرة في مواجهة انتقادات المعلقين.
تظهر الصورة عددًا من رجال الشرطة جالسين مستندين إلى حائطٍ مع عبارة ولاد الناس، مع صورة أخرى لمجموعة من الشباب "مسقّطين البنطلون" على الموضة مع عبارة "ولاد الجزمة".
التعليق على الصورة كان "ولاد الناس دول عايشين كده (في إشارة إلى رجال الشرطة) علشان ولاد الجزمة دول يمشوا بأمان كده (في إشارة إلى الشباب)".
حظيت الصورة بـ543 تعليقٍ حتى كتابة هذه السطور وقام 2757 مستخدم بإعادة نشرها، مع تعليقات في معظمها لاذعة.
إحدى المعلقات رحاب سمير تقول "والله انا ما بخفش في الشارع لا من الحرمية ولا البلطجية أنا بخاف اقابلكوا لتتسلوا عليا وتطلعوا روحي بس عشان واحدة ست ويا سلام بقى لو مع جوزي تبقوا عايزين تذلوه وتهنوه قدامي".
ويقول جلال السيد "ولاد الجزمة دول ما دخلوش كلية الشرطة علشان يعيشوا سحت وبلطجة على خلق الله".
أما ماجد مكرم فكتب "احنا شقيانين طول اليوم علشان نعلم وتربى عيالنا الحكومه لا ادتنا شقق ولا اشتراكات نوادي ولا عربيات اقساط ولا امشي ادوس على الناس"، في اشارة واضحة للميزات التي يتمتع بها رجال الشرطة دونًا عن باقي المواطنين.
ويقول باسم علي "اذا كنت تريد ان تصبح بطل فعلا فاطلبوا جميعا من الوزاره تخفيض رواتبكم ومعاشكم لأجل البلد".
وكان لافتًا أن لا أدلة تفيد بأن صورة الشباب الثلاثة التي استخدمتها هذه الصفحة في عقد المقارنة بين رجال الشرطة من جهة والمدنيين من جهة أخرى، هي لشباب مصريين بالفعل، ممن تزعم الصفحة أن رجال الشرطة المصريين يحمونهم.
فقد استخدمت هذه الصورة عينها من قبل في الإشارة إلى صيحات ملابس الشباب في كلٍّ من العراق وليبيا.
كما استخدمتها "المصري اليوم" في معرض تقرير حول صحيات الملابس في الولايات المتحدة.
الغضب من الصورة التي نشرتها الصفحة المصرية التي تقول إنها تتحدث باسم الشرطة، لم يقتصر على المواطنين العاديين، فقد أثارت الصورة سخط ضابط يدعى عمر عطية كتب قائلًا "البوستات دي بيعملها ضباط محدثين وشايفين ان الكتافة خليتهم بني ادمين وكل الشباب له احترامه مهما كانت وظيفته".
كما تحدثت كثير من التعليقات عن "الرشوة والفساد والمحسوبية" في دخول كلية الشرطة، وحفلت أيضًا التعليقات بإشارات لحوادث التعذيب والافتراء وتلفيق القضايا.
وتكررت خلال السنتين الماضيتين حالات وفاة المحتجزين داخل أقسام الشرطة، والتي تعزيها وزارة الداخلية في معظم الأحيان إلى أسباب مرضية كهبوط الدورة الدموية، ونادرًا ما تتحرك دعوات قضائية بحق ضباط متهمين بالتعذيب، فيما تقول منظمات حقوقية مصرية ودولية إن التعذيب منهجي في السجون وأقسام الشرطة المصرية.
ولم تخلُ التعليقات من إشارات إلى أحداث جمعة الغضب 28 يناير/كانون الثاني 2011 حيث قال أحد المعلقين إن "ولاد الجزمة اللي مسقطين البنطلونات خلوكم تجروا بالبوكسرات".
وفشلت الشرطة المصرية في جمعة الغضب في مواجهة ملايين الغاضبين الذين طالبوا برحيل الرئيس الأسبق حسني مبارك فانسحب الضباط والجنود من الشوارع بعد أن قُتل في هذه الاحتجاجات نحو ١٠٠٠ متظاهر.