شعار مجلس الإشراف على محتوى فيسبوك

المجلس الأعلى لإدارة العالم الأزرق: هل تحذف توكل كرمان "فيسبوكي"؟

منشور الأحد 10 مايو 2020

أثار إعلان فيسبوك عن قائمة أعضاء ما يسمى بمجلس الإشراف على محتوى الشركة يوم 6 مايو/ آيار الجاري، صخبًا واسعًا في المنطقة العربية بسبب اختيار الفائزة بجائزة نوبل للسلام اليمنية توكل كرمان عضوة في المجلس، ووصلت انتقادات اختيارها إلى إطلاق دعوات لمقاطعة استخدام الموقع مدفوعة بمخاوف من التأثير السلبي لمواقف كرمان السياسية باعتبارها محسوبة على تيار محافظ ديني وأخلاقي.

لهذا سنجيب في هذا التقرير على أهم 10 أسئلة أثارها مستخدمو الموقع، وهل فعلًا ستقرأ توكل كرمان بوستات فيسبوك العربية لتحذف منها ما لا يعجبها؟ معتمدين في ذلك على معلومات معلنة على مدونة فيسبوك الرسمية.

يمكنك البدء بمطالعة هذا التسلسل الزمني الذي نشره فيسبوك على موقعه لتعرف كيف وصلنا إلى هذه النقطة:

 

تسلسل مجلس الإشراف على محتوى فيسبوك. الصورة: سكرين شوت من موقع فيسبوك

مَن اختار توكل كرمان لعضوية المجلس؟

 في البداية اختارت شركة فيسبوك 4 أعضاء فقط، هم مؤسسو المجلس، على أن يختار هؤلاء الأربعة باقي الأعضاء الذين سيصل عددهم النهائي إلي 40 شخصًا، وبالتالي هؤلاء الأربعة هم مَن اختار كرمان.

كيف تم اختيار هؤلاء الأربعة؟

نظمت شركة فيسبوك  28 اجتماعًا وفاعلية حضرها أكثر من ألفي شخص يمثلون 88 دولة لأخذ ملاحظات بشأن آليات تشكيل المجلس وأعضائه ولوائحه.

هل عضوية المجلس أبدية؟

أعضاء المجلس ليسوا موظفين لدى شركة فيسبوك ولا يمكن إقالتهم، ويعمل كل عضو لفترة مدتها ثلاث سنوات وبحد أقصى ثلاث دورات قبل استبداله بعضو آخر. وبالتالي قد يستمر العضو لمدة 9 سنوات متتالية، وهذا هو الحد الأقصى للبقاء في المجلس.

من هم الأربعة الكبار في المجلس؟

  • مايكل مكونيل: مدير مركز القانون الدستوري في كلية ستانفورد للحقوق، ويدرس منهج تعليمي عن حرية التعبير والصحافة، وتولى منصب قاض في محكمة الاستئناف الأمريكية، وله مطبوعات في مجالات القانون الدستوري والفصل بين السلطات.  
  • هيلي ثورنينج: رئيسة وزراء الدنمارك السابقة، وكانت زعيمة حزبها في البرلمان الدنماركي، وبعد أن  تركت منصبها كرئيسة للوزراء في 2015 شغلت منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة Save The Children، وهي مؤسسة تهتم بمساعدة  الأطفال في المناطق الخطرة في العالم.  
  • كاتالينا بوتيرو مارينو: محامية وعميدة كلية الحقوق بجامعة لوس أندِس الكولومبية، وعضوة في مجلس تحرير المجلة الدولية للقانون الدستوري، وعملت كأستاذ مساعد في أكاديمية حقوق الإنسان والقانون الدولي التابعة لكلية الحقوق في الجامعة الأمريكية بواشنطن.  
  • جمال جرين: أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، ويدرّس مناهج القانون الدستوري والمحاكم الفيدرالية الأمريكية، كما أنه عمل ككاتب قانوني في محكمتي الاستئناف والعليا الأمريكية.

كم تبلغ ميزانية الكيان الجديد؟

أنشأ فيسبوك في ديسمبر/ كانون الأول 2019 صندوق مجلس الإشراف، وهو المختص بإبرام العقود مع أعضاء المجلس الأربعين وتعيين الموظفين، والتزم فيسبوك بدفع 130 مليون دولار أمريكي لتمويل أول ست سنوات من العمل. 

كيف يعمل هذا المجلس؟

المهمة الأساسية لهذا الكيان الجديد هو الإشراف على إدارة المحتوى لمساعدة فيسبوك في الإجابة على أسئلة: ما هي البوستات التي يجب مسحها من على الشبكة؟ وما هي المنشورات التي يجب تركها؟ ولماذا؟

ما هو المحتوى المعرض للحذف؟

المجلس لم يفصح حتى الآن عن آلية وخطوات عمله، ولكنه أعلن أنه سيركز أكثر على قضايا المحتوى الشائكة، مثل المحتوى الذي يقدم خطاب كراهية، أو تحرش، أو ينتهك خصوصية الأفراد.

كيف تعمل آلية الحذف والاستئناف حاليًا؟

لنفترض أنك استيقظت صباح غدٍ؛ ووجدت أن فيسبوك أو إنستجرام حذف إحدى بوستاتك أوصورك؟ أسباب الحذف قد تتنوع بين: مخالفة قواعد مجتمع فيسبوك، أو لأنك عبّرت عن رأي لم يعجب الكثيرين فقاموا بعمل "ريبورت" للبوست، فاستجابت إدارة فيسبوك وحذفته.

إذا كنت تعتقد أن خطأ ما حدث؛ فعليك استئناف هذا القرار. في أحيان يستجيب ويعيد البوست أو الصورة، ولكن في أحيان أخرى كثيرة، لا يستجيب. ويتوقف الأمر عند هذه النقطة. ولكن انتهاء الأمر عند هذه الطريقة يثير استياء الجميع.

هنا يأتي دور الكيان المستحدث: تذهب إلى موقع المجلس وتقدم طعنًا في قرار فيسبوك، وسينظر أعضاء هذا المجلس في شكواك  عبر تشكيل لجنة من أعضائه، لمراجعة المحتوى المحذوف ودراسته بتعمق قبل مناقشة القرار النهائي مع باقي الأعضاء، ومن ثم يصدر القرار النهائي، وعلى المجلس نشره وتوضيح المبادئ التي استند عليها في قراره المُلزم لفيسبوك أو إنستجرام.

ما الذي دفع فيسبوك  لتشكيل هذا المجس؟

منذ عام 2016؛ وفيسبوك يواجه انتقادات حادة بشأن إدارة المحتوى، خاصة وأن خوارزمياته هي ما تدير المحتوى على الشبكة بعد تلقينها وتعليمها من قِبَل موظفي الشركة، ولعل أبرز مثال هو حذف صورة "فتاة النابالم" التي التقطها مصور وكالة أسوشيتد برس نِك يو. تي. عام 1972 لطفلة محترقة تصرخ عارية أثناء الفرار من هجوم أمريكي بالنابالم على قرية فيتنامية، مع أطفال آخرين في حالة هلع شديد.

هذه الصورة الأيقونية قرر فيسبوك حذفها من صفحة أكبر جريدة نرويجية يومية بسبب ما أسماه "انتهاك قواعد مجتمع فيسبوك بنشر صور عارية"، لكن هذا المبرر أثار استياءً واسعًا، أجبر فيسبوك على إعادة الصورة والحساب مرة أخرى، بعد اتهام الموقع ومؤسسه الأمريكي بإساءة استغلال السلطة بحسب الصحيفة النرويجية الأشهر أفتن بوستن صاحبة نشر الصورة التي تسببت في الأزمة.

 

هل فيسبوك شبكة محايدة فعلًا؟

 في سبتمبر/أيلول 2019 نشرنا على موقعنا مقالًا تحليليًا عن أسامة بن لادن، لا يدافع عنه أو عن أعماله وإنما يحلل ظاهرته المنتشرة في أوساط الإسلاميين، ولكن فيسبوك وخوارزمياته كان لهما رأي آخر، فبعد نشر المقال على صفحتنا أرسلت لنا الشبكة الزرقاء تحذيرًا بحجة مخالفة قواعد المجتمع وطلبت حذف البوست، ولم تكتف بذلك وإنما وضعت علامة حمراء علي صفحتنا في حالة تكرار مثل هذه البوستات سنخسر الصفحة للأبد، كما أنها حذفت المقال من صفحة الكاتب الشخصية وعلقته من الكتابة لفترة.

لا تتوقف الأمثلة عند هذا الحد، وإنما قد تشاهد كثيرًا على فيسبوك خبرًا مع ملخص تشويقي فيه مثل هذه الكلمات: "ح م ا س"، أو "إس**ئيل"، أو "الـ م قا و مة". محرر الصفحة لم يفعل ذلك لأنه يحب الألغاز وإنما خوفًا من شركة فيسبوك التي تعمل بشكل جاد مع إسرائيل بهدف محاصرة ما تراه دولة الاحتلال "محتوى تحريضي على العنف".

الأزمات السابقة، وأكبر منها مثل الدعاية الروسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ دفعت مؤسس الشركة مارك زوكربيرج إلى أن يطرح في 2018 رؤيته لتشكيل مجلس إشراف يساعد فيسبوك على إدارة محتواه بشكل مستقل، حسبما يقول مؤسس الموقع في هذه التدوينة المنشورة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.