في منتصف السبعينيات من القرن الماضي استخدم الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين مصطلح "سداح مداح" لوصف التحول الاقتصادي الذي شهدته مصر في إشارة إلى تعملّق الانفتاح الاستهلاكي مقارنة بالإنتاج، وجرى عرف مجتمعاتنا إطلاق هذا الوصف عندما تغيب أو تُنتهك الضوابط و القواعد التي تحكم مجالًا ما.
يتكرر الوضع مجددًا ولكن ليس في الاقتصاد هذه المرة، ولكن في مجال الفوضى فيه أشد خطورة وهو الطب، خاصة إذا ترافق ذلك مع وباء يتفشى في العالم كله ملقيًا بظلاله على الجميع، بينما نجد الفوضى والعبث في تقديم المعلومات الطبية والإعلان عن الخدمات الصحية في وسائل الإعلام المختلفة.
هل كورونا استثناء؟
في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، اتصل بي صديق يعمل وكيلًا لإحدى كليات الطب، ومضى يشرح لي أن الكلية تدرس تقديم خدمة على موقعها الإلكتروني يُتيح للأطباء المتخصصين مطالعة شكاوى المرضى بمناظرتهم عن بعد على الموقع وإرشادهم ووصف أدوية لهم إن تأكدوا من التشخيص، وذلك منعًا للتكدس على العيادات واستقبال المستشفيات لتجنب انتقال عدوى كورونا، ثم طلب مني الدعم بعرض الموضوع على مجلس نقابة الأطباء، مع تأكيده بأنني لم أعد عضوًا به.
اقتراح لا يحمل ثمة شك في حسن نواياه، فهو موقع لإحدى كليات الطب الحكومية ولا يتقاضى أجرًا و لن يقدم دعاية لأشخاص، ولكني أعلم جيدًا أن لائحة آداب المهنة بالنقابة تنص في مادتها 15 على أنه "لا يجوز للطبيب الجزم بتشخيص مرض أو التوصية بعلاج من خلال بيانات شفهية أو كتابية أو مرئية دون مناظرة المريض و فحصه شخصيًا".
ولكن لأننا جميعًا نرى كيف أن كورونا لم يجعل شيئًا على وجه الأرض يسير بنسقه التقليدي، اتصلت بنقيب الأطباء الدكتور حسين خيري وتناقشت معه طويلًا، هو يتفهم أن الأمر استثنائي ويدرك أن هذا المطلب مشروط بأن تكون له ضوابط، وأن يحدد بمدة زمنية تنتهي بانتهاء أزمة كورونا، وفي الوقت نفسه شاركني بعض مخاوفه التي تشابهت مع مخاوفي، وأخبرني بأنه سيعرض الأمر على مجلس النقابة.
عرض الأمر على مجلس النقابة الذي رفضه بأغلبية الأصوات حسبما علمت من بعض الزملاء داخل المجلس. ولكن بينما يرفض مجلس نقابة الأطباء إجراء الفحوص الطبية على المرضى بشكل مباشر ولكن عبر الإنترنت، فإن وسائل الإعلام وجدت اللحظة سانحة للاستمرار أكثر في حالة "السداح مداح" الطبي، وإطلاق المعلومات الطبية بغير تدقيق كافٍ، في وجوه المواطنين.
أساطير الحرارة
في الثاني من مارس/ آذار الماضي، كشف عضو مجلس نقابة الأطباء واستشاري الجراحة العامة ما سماها بشرى سارة، عندما أكد أن فصل الصيف سيكون نهاية الفيروس كورونا المستجد، مطمئنًا الجماهير بألا داعي للقلق لأنه باقتراب فصل الصيف ومع بدء موسم الحج سيكون القضاء على فيروس كورونا أمرًا واقعًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
أما في الثاني من الشهر الجاري، انبرى استشاري الأمراض الجلدية هاني الناظر على شاشة التلفزيون المصري متحدثًا عن الأمر نفسه، إذ قال "بص سيادتك، فيه رأيين علميين، فيه رأي علمي بيقول إن ارتفاع درجات الحرارة لن يؤثر على الفيروس، وده رأي بيتبناه عدد من العلماء و الباحثين، وفيه رأي علمي أخر بيقول إن ارتفاع درجة الحرارة هيؤدي إلى تقليل نشاط الفيروس وتكاثره مش القضاء عليه، فيروسات الانفلونزا موجودة بقالها كام سنة، إنما هنلاحظ إنها بتيجي في الشتاء و تقل في الصيف. أنا من أصحاب هذه النظرية".
و يضيف الناظر "إحنا طول عمرنا زمان وإحنا صغيرين لا كان عندنا تكييف في العربية ولا في المكتب ولا في البيت. كان هي المروحة وبنفتح الشباك. ليه أنا بقول كده؟ الفيروس علشان يتكاثر و ينشط، بينشط في درجة حرارة منخفضة اللي هي ما بين 18 و22. البيئة الملائمة لنمو نشاط الفيروس، طيب لما ترتفع درجة الحرارة هيقل، فبالتالي تعالوا نستريح شوية الفترة الجاية، مش ضروري نشغل التكييف على طول، لسه بدري لما يبقى يجي أغسطس وسبتمبر".
أما الكلام الذي يستحق وقفة حقيقية فكان عندما أضاف "تخيل حضرتك، أنا راكب في الأوتوبيس وفيه مثلًا عشرة خمستاشر واحد، إحنا جنب بعض أهو في الأوتوبيس والتكييف شغال، فهتبقى درجة الحرارة منخفضة، طيب لو مفيش تكييف هتبقى درجة الحرارة مرتفعة، فاحتمال انتقال حاجة هتقل عن طريق الهواء، الفيروس بيتنقل عن طريق الهواء و الرذاذ".
بعيدًا عن كل ما أثير من أن درجات الحرارة تقتل الفيروس، فإن ما جاء على لسان منظمة الصحة العالمية أن العلماء لم يكن لديهم علم عن مرض كوفيد 19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد قبل الإبلاغ عن الجائحة من الصين أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وبالتالي لا يماثل هذا الفيروس أيًا من الفيروسات المعروفة، ولا توجد نظريات أو مدارس علمية أكدت حتى تاريخه معلومات دقيقة عن تأثره بالحرارة.
بل إن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الفيروس يمكن أن ينتقل في جميع المناطق بما فيها المناطق الحارة والرطبة، وكيفما كان المناخ. وتؤكد المنظمة أيضًا أن الدراسات حتى الآن تشير إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق ملامسة القطيرات التنفسية لا عن طريق الهواء، وتقرأ من ضمن طرق الوقاية التباعد بين الأفراد وعدم التلاصق. وعندما تتصفح جميع معلومات منظمة الصحة العالمية عن كورونا لن تجد استثناء الأوتوبيس أو وسائل النقل من ضرورة التباعد.
وليست بيانات منظمة الصحة العالمية وحدها التي تضحد هذه الخرافة، بل الواقع العملي العملي أيضًا، ففي مملكة تايلاند حيث درجة الحرارة تتراوح في المتوسط بين 28 و35 درجة، سُجلت 2613 إصابة و41 حالة وفاة مع تعداد سكاني يقدر بـ71 مليون نسمة. أما الفلبين فقد سجلت 5223 إصابة من تعداد سكاني يزيد قليلًا عن المئة مليون نسمة. وفي النيجر، يبلغ متوسط درجات الحرارة 39 درجة، ومع تعداد يصل إلى 24 مليون نسمة أصاب كورونا 548 شخصًا وتسبب في وفاة 13.
وعلى النقيض من ذلك كله، يبلغ تعداد جمهورية فيتنام الاشتراكية حوالي 98 مليون نسمة، مع متوسط درجة الحرارة الصغرى يتراوح بين 17 إلى 20 درجة، ولم تسجل سوى 266 إصابة فقط دون أي وفيات.
هل الحرارة مفيدة حقًا؟
لا تستند نصيحة الناظر، الذي احتفى مؤخرًا بوصول عدد متابعيه على فيسبوك إلى مليون ونصف شخص، بتأجيل اللجوء إلى المراوح وأجهزة التكييف وتحمّل حرارة الصيف على أمل أن يموت الفيروس على معلومات غير صحيحة فقط، ولكنها تحمل في طياتها ضررًا فادحًا بآخرين، مصابين أمراض لا يصح معها أبدًا أن يبقوا في درجات حرارة مرتفعة.
"مفيش حاجة تحديدًا في أمراض الصدر محتاجين المصابين بها يقعدوا في جو بارد، لكن فيه مرضى تغيير الجو بيتعبهم زي التهاب الأنف التحسسي و مرضى مجرى الهواء التفاعلي (RAD)"، حسبما ذكر الدكتور حسن الخياط أستاذ مساعد جراحة الصدر بكلية الطب جامعة أسيوط للمنصة. أما أستاذ الأمراض الجلدية في نفس الجامعة الدكتور عماد عبد الرحيم فيوضح أنه "مفيش تأثير كبير من ارتفاع درجة الحرارة على مرضى الجلدية، بالعكس الأمراض التي يسببها البرد أكثر، إنما المرضان الأساسيان اللذان يزدادان بالحرارة والرطوبة هما الملاريا و الحمونيل".
لا يتوقف الأثر السيئ لدرجات الحرارة المرتفعة هنا، فبحسب الدكتور شرف الدين شاذلي أستاذ أمراض القلب في كلية الطب بجامعة سوهاج "عمومًا درجات الحرارة المرتفعة لها تأثير على زيادة نسبة الوفيات في حالات مرضى القلب الاقفاري I.H.D ومرضى الفشل القلبي H.F ومرضى السكري كذلك لو لم يتناولوا سوائل بكثرة والمرضى كبار السن عمومًا".
أما في الطب النفسي، ونظرًا لأن بعض الأدوية تؤثر على بعض مراكز المخ وتؤدي إلى عدم شعور الجسم بدرجة الحرارة المرتفعة، فإنها تؤثر على استجابة الجسم لخوافض الحرارة، وهو ما دعا مستشفيات الصحة النفسية لإصدار تعليمات مع بداية الصيف، بضرورة تخفيض جرعات تلك الأدوية طبقًا لاستقرار الحالة المرضية ووقفها نهائيًا عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، وكذلك تؤكد التعليمات على إعطاء كميات من السوائل و استخدام تكييفات الهواء للمرضى.
صارت التعليمات أكثر تشددًا ومتابعة بالأخص بعد الحادثة الشهيرة في صيف 2015 والتي شهدت وفاة مرضى نفسيين، واستجابت وزارة الصحة على أثرها بتزويد المستشفيات بأجهزة تكييف الهواء للمرضى.
بعد ما سبق، قد تكون عزيزي القارئ ممن تشككوا في صحة تأثير درجة الحرارة على فيروس كورونا المستجد، أو حتى من الأصحاء الذين يملكون التراجع عن التجربة فور إحساسهم بالإجهاد الحراري، ولكن ماذا عن مريض من أولئك الذين يتأثرون سلبًا بإرتفاع درجة حرارة الطقس، خاصة لو كان من المليون و نصف الذي احتفى طبيب الجلدية بمتابعتهم؟
الطبيب يصف الدواء
عميد معهد القلب القومي الأسبق وطبيب القلب جمال شعبان يزف في 18 مارس عبر صفحته بالفيسبوك البشرى السارة لمتابعيه؛ الدواء من كورونا موجود بالفعل.
يتحدث شعبان هنا عن أدوية تستخدم في علاج أمراض أخرى "مؤكدًا" أنها أتت بنتائج جيدة في الصين ومصر وفرنسا.
بعدها بساعات محدودة يكتب مجددًا على صفحته "دوائين فعالين للكورونا، لكن لن تعلن عنهم منظمة الصحة الأمريكية قصدي العالمية، لأن واحد صيني و واحد فرنساوي"، ويلحق صورة للدوائين.
هل تتخيل تأثير تلك المنشورات في دولة مثل مصر متاح فيها للمواطن شراء أدوية الأورام والفصام الذهاني والمضادات الحيوية دون وصفة طبية؟ ماذا لو علمت أن للأدوية التي نشر طبيب القلب أسماءها آثار جانبية مثل فقدان البصر، لدرجة تستدعي متابعة دقيقة للحالات من الأطباء بصفة دورية؟
هذه الأدوية بالفعل في إطار البحث و التجارب السريرية، بحسب منظمة الصحة العالمية، وسبق أن ربطنا بين معلومات من أطباء عن استخدامها بمستشفيات العزل في مصر و بين كلمات الوزيرة وطالبنا أن تعلن مصر عن قيامها بتجارب سريرية وتوضح مدى التزامها وتنفيذها للقواعد المعمول بها، وبعدها بأيام أعلنت منظمة الصحة العالمية موافقة مصر على المشاركة في إجراء التجارب السريرية، ولكن لم تؤكد أية هيئة حتى تاريخه إعتماد تلك الأدوية كعلاج لكورونا.
الذين تلاحقهم الدولة
مع كل هذا السيل المتدفق من المعلومات الطبية غير الدقيقة التي يتداولها أطباء غير متخصصين بأريحية شديدة عبر وسائل الإعلام، لم تقم أي جهة بالتحقيق في ذلك باستثناء نقابة الأطباء بقرارها التحقيق مع طبيب القلب جمال شعبان وطبيب آخر وصف مصل السعال الديكي للمصابين بكورونا.
ولكن هذا لا يعني أن الجهات المعنية في مصر وقفت مكتوفة الأيدي، فقد لاحقت آخرين لم يبثوا معلومات طبية خاطئة للجمهور، ولكنهم تحدثوا عن نقص في المستلزمات أو أخطاء في إجراءات التعامل مع المصابين.
طبيب الجراحة العامة المقيم بمستشفى أسوان الجامعي ابانوب جرجس، كتب في 26 مارس الماضي على صفحته في فيسبوك عن واقعة مصاب بحادث في مركز كومبو في اليوم السابق لحضوره إلى مستشفى أسوان الجامعي، وبعد أن تعامل معه فريق من الأطباء والممرضين والعاملين قبل إعداده للجراحة، يكتشف جرجس بالصدفة أن الطب الوقائي اشتبه بإصابته بكورونا في يوم الحادث وتركوه يعود إلى منزله رغم أن نتيجة التحليل الأول للعينة كانت إيجابية.
كانت خطورة ما أثاره الطبيب الشاب سببًا في متابعة الآلاف لمنشوره، ولكنها أيضًا كانت سببًا في قرار محافظ أسوان في اليوم التالي إحالته الطبيب للتحقيق وإلغاء إعارته إلى المستشفى الجامعي، بسبب "نشره معلومة خاطئة عن إصابات كورونا".
أما في محافظة الشرقية، فقد أحال وكيل وزارة الصحة طبيبًا بمستشفى ديرب نجم إلى التحقيق وأخلى طرفه من المستشفى تمهيدًا لتوزيعه إلى أخرى حسب الاحتياج، وذلك بعد نشره فيديو يتحدث فيه وجود نقص شديد في كمامات التعامل مع حالات الاشتباه بفيروس كورونا.
هكذا كان محتوى الخبر والذي ضم أيضًا صورًا لوكيل الوزارة و هو يتابع سير العمل في "زيارة مفاجئة"، ومنها صورة بصيدلية المستشفى لا يرتدي فيها أحد من أفراد الطاقم الطبي المتواجد أي كمامات سوى اثنين فقط. فهل كانت شكوى الطبيب من عدم وجود المستلزمات بمخازن المستشفى أم من عدم توزيعها على الفريق الطبي لارتداءها؟
في مصر عندما تقترن الصحة بالإعلام فأنت في أمان طالما اتبعت مبادئ أساسية،ألا تنتقد السلطة أو تبرز تقصيرها،و لا تتجاوز لأمور لا تريدها السلطة..بعدها ليس مهمًا أن تكون المعلومات الطبية التي تدلي بها صحيحة أم خاطئة.
فكاهات و نوادر إعلامية
قد تبدو هذه فقرة كوميدية في ختام ليس مبهجًا بكل تأكيد، مع فقرات مستقطعة من برامج بثتها فضائيات متنوعة، حسبتها في البداية مُعدة عن عمد للترويح عن الشعب وسط الأخبار المزعجة، ولكن عند تتبعي للحلقات الكاملة التي حوت تلك المقاطع للأسف وجدت أن قصد معديها ومقدميها وضيوفهم أن نأخذها على محمل الجد، لذا، فإننا سنعتبرها حلقة جديدة من حلقات مسلسل الكوميديا السوداء الذي نعيش فيه.
علاج كورونا لدى "السيرسي"
في 27 مارس يعلن مقدم برنامج حوار مع مسؤول عن انفراد حصري لبرنامجه "هيودي مصر في حتة تانية خالص" بحسب تعبيره، متحدثًا عن طبيب اتصل به في اليوم السابق لبث الحلقة، يخبره فيه أنه "اكتشف علاجًا لكورونا" ولكنه رفض الظهور في البرنامج "لأنه ممكن يكون مستهدف".
ثم يجتذب مقدم البرنامج كل انتباهك بتغيير نبرة صوته "أنا معايا النهاردة مفاجأة، حصريًا في برنامج حوار مع مسؤول، معانا الأستاذ الدكتور محمد محمود أستاذ التحول البللوري للمادة".
ويتحدث المذيع مع صاحب المداخلة التليفونية بكل وقار وإجلال يرجوه أن يعلن العلاج الحصري، ليستجيب ويعلن أن "العلاج متوفر في الصيدليات في الدول كلها بيعتمد على حاجتين، أولًا في أول يومين هندّي للمصاب فيتامين سي واحد جرام قرصين 3 مرات في اليوم لمدة 3 أيام مع استنشاق بخار ماء ساخن مع كلويد الصوديوم اللي هو ملح الطعام مع نص ليمونة، بعد كدا لو الحالة اتأخرت فلازم ياخد مضاد حيوي مع فيتامين سي، هياخد اتنين كبسولة زيثرماكس لمدة 3 أيام و ميكررهاش".
لم يكن المذهل فقط رد فعل مقدم البرنامج الذي قال إنه سيتواصل مع المسؤولين في وزارة الصحة ومجلس الوزراء ليتمكن أستاذ التحول البللوري من تطبيق خطة علاجه هذه من خلالهم، ولكن أيضًا أن أحدًا لم يبدِ أي تعليق على هذا الفتح الجديد، سواء نائب رئيس اتحاد عمال مصر الذي كان ضيفًا في الاستوديو، أو الذين شاركوا بمداخلات أثناء الحلقة وبينهم مسؤولين، كمحافظ الإسكندرية ورئيسة تحرير جريدة البوابة نيوز ورئيس اتحاد المصريين بالخارج ومهندس مدير شركة ومواطن مصري يقيم في بلجيكا وآخر يقيم في طنطا.
ببحث سريع على جوجل، وجدت حلقة سابقة يعود تاريخها إلى عام 2015 مع الإعلامي وائل الإبراشي الذي قدمه باعتباره "محمد السيرسي" مستشار محافظ المنوفية السابق و المشرف العام الحالي على مشروعات الطرق بالمحافظة و مسوؤل ملف أملاك الدولة، ليتحدث عن ادعاءات بتزوير محافظ المنوفية وقتها لشهادة الدكتوراة.
كان السيرسي يؤكد بثقة تزوير المحافظ للشهادة، تخللت الحلقة مداخلتان لوزير التعليم العالي ومستشاره لمناقشة الجامعات التي تبيع الشهادات الوهمية، ولم يلتفت نظر الجميع-ربما سهوًا- لفقرة من كلام السيرسي نفسه قال فيها "أنا حاصل على درجة دكتوراة تعليم عن بعد وروحت المجلس الأعلى للجامعات علشان أوثق شهاداتي، لم أنل الشروط لتوثيق هذه الشهادة"، وهي الفقرة التي زادت من فضولي للتعرف على مقدم البرنامج صاحب الإعلان الحصري عن علاج كورونا، لأصل لصفحته على فيسبوك، وقد كتب فيها أنه حاصل على الدكتوراة في إصلاح النظم الإقتصادية من جامعة ليفربول ودكتوراة الفلسفة في العلوم الاقتصادية.
الوصفة السحرية مع أحمد موسى
عبر برنامجه على مسؤوليتي يفاجئ أحمد موسى العالم والمراكز البحثية الطبية، بصاحبة الوصفة السحرية للوقاية من كورونا دينا سليمان، والتي يقدمها بصفتها "أستاذة المناعة".
تزعم سليمان أن شرب السوائل الساخنة مع الملح يقتل الفيروس داخل جسم الإنسان "المياه الدافئة هنا (تشير إلى رقبتها) بتجرّي الدورة الدموية لذلك بتحسنلك الجهاز المناعي، زي ما قولنا الحرارة بتساعد على القضاء على الفيروس زائد أي حاجة سائلة بتنزلك الفيروس من الحلق إلى المعدة بالتالي يُفتت بالحمض المعوي، ما ينزلكيش على القصبة الهوائية والجهاز التنفسي، الغرغرة بقى مياه بملح، ملح مُركّز نغرغر كل الحلق ده لأن الملح وظيفته والخاصية الازموسية بتاعته بيفتت الغشاء المغلف للفيروس حتى لو فيه خلايا في الحلق هو بيفتتها".