حررت أسرة المترجمة مروة عرفة، عصر اليوم الثلاثاء، تلغراف للنائب العام لاستجلاء مصيرها بعد مرور حوالي 16 ساعة منذ إلقاء القبض عليها دون الكشف عن محل تواجدها، وإنكار سلطات اﻷمن معرفتهم بما حدث لها.
وألقت قوة من الشرطة القبض على مروة في الحادية عشر والنصف من مساء أمس الاثنين من مدينة نصر، وكانت مربية طفلتها بين شهود الواقعة، وفقًا لما ذكره للمنصّة زوجها الكاتب والباحث تامر موافي.
وقال المحامي إسلام سلامة، إنه ومحامين آخرين متابعين لقضيتها لا يعلمون عنها شيئًا، إذ "أنكر كل من قسم أول وثان مدينة نصر معرفتهم بمكان تواجدها، وهو الرد نفسه الصادر من النيابات المختصة، مدينة نصر وأمن الدولة".
وأعلن تامر موافي، القبض على زوجته، في بوست كتبه في الرابعة فجر اليوم الثلاثاء، كان نصّه "اﻷمن الوطني قبض على مروة عرفة زوجتي من ساعات في مدينة نصر".
وكشف الكاتب للمنصّة تفاصيل القبض على زوجته بالقول "هي كانت في شقة مدينة نصر مع أختها وبنتنا والمربية، وفي حوالي الساعة 11:30 بالليل بدون إظهار إذن نيابة أو أمر ضبط وإحضار، وعرّفوا نفسهم بإنهم أمن وطني، وأخدوا موبايل مروة ومبلغ مالي، وكانوا عايزين ياخدوا الآيباد وموبايل أخت مروة لكنها اعترضت وفهمتهم إن ده مش موبايلها وإن الآيباد خاص بالطفلة وألعابها".
حاولت السيدة التواصل مع زوجها، الذي لم يكن بالمنزل وقتها، خلال الدقائق التي شهدت اقتحام المسكن والقبض عليها، وأبلغته ببعض التفاصيل الخاصة بطفلتهما في ظل ما حدث "اللي فهمته من مروة إنهم كانوا 6 أشخاص، اتنين بملابس مدنية من أمن الدولة، وكان معاهم شخصين من قوات مكافحة الإرهاب لابسين أقنعة وشايلين سلاح، ولما وفاء شافتهم اتفزعت وعيطت؛ مروة طلبت منهم يخرجوا، وكان معاهم شخصين تانيين ضابط وأمين شرطة هم اللي دخلوا وفتشوا البيت".
وتركت القوات الأمنية طفلة مروة ومربيتها، فيما لم يتمكن والدها من التوجه لمحل تواجد زوجته بسبب حظر التجول الذي تفرضه الحكومة في ساعات الليل ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وفقًا لموافي، فإن تفتيش القوة للمنزل انتهى إلى القبض عليها بعد تحريزها عدّة أشياء "أخدوا الفلوس والموبايل وأغراض تانية، وأخدوا مروة معاهم وحاولت والدتها تتبع مسارهم لكن في الآخر فقدت أثرهم، ولما سألت خارج مقر الأمن الوطني في مدينة نصر عرفت بشكل شبه رسمي إنها موجودة بالداخل".
وحتى هذه اللحظة ما يزال مصير عرفة مجهولًا بالنسبة لأسرتها، وفقًا لما ذكره موافي عبر حسابه على فيسبوك "لحد دلوقت ما وصلناش أي معلومات عن مكان مروة أو سبب القبض عليها. أنا في انتظار إن حد من المحامين يبلغني إذا ظهرت في النيابة".
لكن المحامين لم يتوصّلوا إلى شيء، وفقًا للمحامي إسلام سلامة، الذي وصف ما حدث للمنصّة باعتباره انتهاكًا، قائلا "اللي مروة بتتعرض له ده حالة قبض. والمفترض إن بعد 24 ساعة هيكون إخفاء قسري. وعمومًا إنكار وجودها ده في حد ذاته انتهاك لحقوقها، ﻷن من المفترض إن أي شخص يتقبض عليه يحق له التواصل مع محاميه والعرض على النيابة، أما مروة فغير معترف إن مقبوض عليها رغم وجود شهود على الواقع، كما لم يتم تحرير محاضر ليها أو عرضها على النيابة، وبالتالي سلامتها الشخصية هي مسؤولية جهاز اﻷمن".
وفي بوست على فيسبوك كتب موافي عن زوجته "مروة من مدة طويلة مالهاش دعوة بأي حاجة. حياتها كلها هي بنتنا وفاء. ومع ذلك وسط الظروف الصعبة اللي بنزق فيها عشان نعرف نعيش. برضه ما سابوناش في حالنا. أخدوا مروة من بنتها، وما نعرفش مكانها".