أكد مصدران منفصلان وجود عجز في احتياطي المستلزمات الطبية من قفازات وكمامات N95، الأمر الذي دعا ممثلين عن المستشفيات الجامعية والخاصة طلب اجتماع عاجل مع أعضاء الشعبة العامة للمستلزمات الطبية والتي تمثل أصحاب 7 مصانع خاصة لتصنيع القفازات والكمامات، وذلك بعد توقف شركات التوريد عن إمداد المستشفيات الخاصة والحكومية والجامعية باحتياجاتها.
وأشار المصدران المطلعان على تفاصيل الاجتماع، أحدهما طلب الاحتفاظ بهويته والثاني أفصح عنها، إلى أن الاجتماع تم في مقر الشعبة مساء الخميس الماضي، وأكد فيه ممثلو المستشفيات ضرورة توفير 3 ملايين قطعة من القفازات والكمامات N95 خلال أسبوع وهو ما وافقت عليه الشعبة التي تمثل المصنّعين ورجال الأعمال.
كشف المصدر الأول، عضو المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، للمنصة أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على آلية توريد بدأ تنفيذها بالفعل أمس السبت، وهي أن "تقوم الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية التابعتين لهيئة الدواء المصرية المستقلة بتسلم دفعات الكمامات والماسكات الطبية والقفازات من الشركات العاملة في السوق المصري، على أن تتولى هي توريدها إلى المستشفيات بكافة أنواعها سواء حكومية أو جامعية أو خاصة"، موضحًا أن المستشفيات الجامعية تسّلمت أمس السبت قرابة 125 ألف علبة كمامات وقفازات، كدفعة مخزون أولي.
جاء هذا الاجتماع السريع عقب انتشار رسائل وفيديوهات من مقدمي خدمة صحية، تحذّر من نقص المستلزمات الطبية في المستشفيات وتحديدًا الكمامات الطبية العادية وكمامات N95، والقفازات، بسبب توقف الشركات عن التوريد، انتهازًا لفرصة عطش السوق لهذه المستلزمات وبيعها بأثمان مضاعفة للمحال التجارية والمطاعم طلبًا لربح مضاعف.
يضيف عضو المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية الذي طلب الإبقاء على هويته سرية "في خضم أزمة كورونا، أصبحت الشركات تبحث عن الربح المضاعَف في ظل ارتفاع طلب المطاعم والمحال العادية على هذه المستلزمات، وكان لابد أن تتدخل الدولة".
يوضح المصدر أنه "وصلت بالفعل إلى غرفة عمليات المجلس الأعلى شكاوي من مستشفيات على مستوى الجمهورية، تركز معظمها في محافظات القاهرة الكبري الثلاث، شكاوي من نقص مخزون الكمامات والقفازات الطبية بسبب توقف الشركات عن التوريد، وهو ما واجهه بعض الأطباء وإدارات مستشفيات بشراء بعض الأدوات على نفقتهم الشخصية من أسواق المستلزمات، في محاولة منهم لتأمين مخزون أكبر، في ظل استقبال هذه المستشفيات للمرضى على مدار الساعة، سواء المشتبه فيهم بدلالات أولية بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، أو حتى المرضى الاعتياديين الذين يأتون طلبًا للخدمة الصحية العادية".
المصدر الثاني رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية محمد إسماعيل عبده، يكشف أن مصر بها 7 خطوط لإنتاج الكمامات الطبية، تتبع كلها القطاع الخاص ويصل حجم إنتاجها اليومي إلى نحو 500 ألف كمامة. يوضح عبده للمنصة " الرقم دا كفاية في الظروف العادية وبيغطّي احتياجات المستشفيات ومحلات المستلزمات، لكن ومع حدوث هجمة من ملايين المصريين يبحثون عن كمامات وقفازات حدثت الأزمة التي يشتكي منها الأطباء الآن".
يواصل رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية حديثه كاشفًا أنه تلقى من الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية التابعة لهيئة الدواء المصرية، طلبًا بالاجتماع لتوفير المخزون المطلوب للمستشفيات، مؤكدًا أن الاجتماع تم بالفعل الخميس الماضي بحضور ممثلين عن وزارتي الصحة والسكان والتجارة والصناعة، وممثلين عن المسشتفيات الخاصة الكبرى في مصر، إضافة إلى ممثلين عن المستشفيات الجامعية.
يضيف عبده "ممثلو المستشفيات قالوا إنهم مش لاقيين مخزون احتياطي تحسبًا لأي تطور ممكن يحصل في مستجدات استقبال مرضى مصابين بفيروس كورونا، وطلبوا خلال الاجتماع تأمين مخزون فوري قدره 3 ملايين ماسك طبي وقفاز خلال هذا الأسبوع كاحتياطي".
يشير رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية، إلى أن وزارة الصحة في مطلع شهر فبراير الماضي، وقبل وصول فيروس كورونا إلى مصر، طلبت من شركات المستلزمات تجهيز مخزون من الكمامات والماسكات الطبية يقدر بـ20 مليون قطعة، فضلًا عن 350 ألف علبة للقفازات الطبية لتجهيز المستشفيات بأعلى درجة من الاستعدادات، وهو ما حدث، " إحنا بنعمل اللى بيقوله ضميرنا" يقول عبده.
عن وضع سوق الاستيراد في الوقت الحالي؛ يوضح محمد إسماعيل عبده "الدول اللى ممكن تصدّر لمصر هي الصين وماليزيا والهند، لكن الأخيرة أبلغتنا قبل أسبوعين إنها مش حتقدر تصدر أى حاجة لأن الأزمة عندها كبيرة وبتحاول تغطي احتياجات سوقها حاليًا، والصين لما بعتنا نسأل قالوا ممكن نفتح باب التصدير بداية من أغسطس الجاي، لأن تعاقداتنا حاليا كلها رايحة أمريكا، وبالتالي مفيش قدامنا لتغطية احتيجات السوق المصري إلا الاستيراد من ماليزيا، وبالفعل فيه شركات استيراد تواصلت مع المصنعين الماليزيين لكن علبة الكمامات أو القفازات وصل سعر الواحد منها الآن 21 دولارًا بعد أن كانت تتراوح الأسعار بين 3 و4 دولارات فقط حتى ديسمبر الماضي.