أصدرت إدارة الطوارئ في مستشفى حميات العباسية تعليمات للأطباء المصابين بفيروس كورونا المستجد والعاملين في قسم الطوارئ، بالعودة إلى أعمالهم بعد بعد مرور عشرة أيام على تأكد إصابتهم بغض النظر عن شفائهم من عدمه، حسبما كشفت مصادر طبية من داخل المستشفى.
ويبلغ عدد المصابين في قسم الطوارئ بمستشفى حميات العباسية خلال شهر مايو/ أيار الماضي، حسب مستند طبي اطلعت عليه المنصة، 11 طبيبًا وطبيبة من بينهم نائب مديرة القسم، وذلك من أصل 20 طبيبًا يعملون في الطوارئ.
وفوجئ الأطباء المصابون بتعليمات صدرت إليهم من إدارة قسم الطوارئ تطالبهم بالعودة للعمل بعد مضي 10 أيام على تأكيد إصابتهم، سواء كانت نتائج تحاليل المتابعة سلبية أو إيجابية. كما أكدت التعمليات أو استمرت ايجابية وأكدت على عدم ضرورة إجراء تحاليل PCR مجددًا لهم.
هذه التعليمات، بحسب المستند الذي اطلعت عليه المنصة، استندت إلى بروتوكول وزارة الصحة الصادر مؤخرًا. ولم تتطرق التعليمات الصادرة للأطباء بالعودة إلى أعمالهم إلى إستمرار وجود أعراض مرضية عليهم من عدمه.
ووصف نقيب الأطباء حسين خيري هذا القرار بـ "الخطير"، مؤكدًا في تصريحات للمنصة أن "الفريق الطبي هو بؤرة لانتشار المرض، وبالتالي احتمالية نشره العدوى ولو بنسبة بسيطة أمر بالغ الخطورة على باقي الفريق الطبي والمرضى المتعاملين مع المصابين من الفريق الطبي".
وتأتي هذه التعليمات الجديدة استنادًا إلى بروتوكول أصدرته وزارة الصحة ووزعته على مستشفياتها في الرابع من الشهر الجاري، يعتبر المريض بكورونا متعافيًا بعد مرور 10 أيام من تأكيد إصابته، شرط مرور آخر ثلاثة أيام من هذه الأيام العشرة دون أعراض، مع ثبات صورة الأشعة وعدم وجود أي تطور، وأن تكون نسبة تشبع الأكسجين في الدم 92% على الأقل بالتنفس الطبيعي وبدون مساعدة خارجية.
أحد أعضاء اللجنة الطبية التي شكلتها الوزارة للتعامل مع أزمة كورونا، قال للمنصة إن هذا البروتوكول لم يصدر عن اللجنة أو عن الوزارة، ولكنه اعتمد بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية في 27 مايو الماضي.
وتواصلت المنصة مع كل من الدكتور أحمد السبكي، والدكتور أحمد محيي، والدكتور محمد حساني مساعدي وزيرة الصحة، والدكتور مصطفى غنيمة رئيس قطاع الطب العلاجي بالوزارة للتعليق، ولم تتلقَ أي رد حتى نشر التقرير.
مستلزمات ناقصة
أحد أفراد الفريق الطبي بالمستشفى تحدث إلى المنصة مفضلًا عدم الإفصاح عن اسمه، قال إن قسم الاستقبال بالمستشفى أصبح مجموعة من الخيم منصوبة خارج مباني المستشفى لاستقبال المشتبه بإصابتهم بالفيروس، والكشف عليهم وطلب إجراء الفحوصات لهم من أشعة وتحاليل، ثم يعودون لعرضها على الأطباء. أما قسم الطوارئ فقد خصص للحالات الحرجة والتي تحتاج للأكسجين.
وأوضح المصدر أن طبيبن أو ثلاثة يعملون في نوباتجية الاستقبال والطوارئ، يناظرون أكثر من 40 مريضًا في الساعة الواحدة، ولكن دون توفير البدل الواقية الكاملة-السترة الواقية التي تغطي جميع أجزاء الجسم- سوى في أول اسبوع فقط.
وتابع أنه بعد هذا الأسبوع، بدأت إدارة المستشفى في توزيع "الجاون" الجراحي العادي إضافة إلى الكمامة الجراحية، ويقوم الطبيب بالتوقيع على استلام اثنين من كل منهما خلال فترة عمله التي تبلع 12 ساعة، بالإضافة إلى كمية محدودة جدًا من الكحول في زجاجة "نضيف إليها كثيرًا من الماء".
بينما أكد مصدر ثان من الفريق الطبي استخدام "الجاون الجراحي العادي" في خيم الفرز والاستقبال وقسم الطواريء أما "السترة الواقية الكاملة" فقد خصصت فقط للعاملين في الرعاية المركزة ووحدة تحليل الـ PCR.
.. ومكافآت غير مكتملة وخصومات غير مبررة
يؤكد أحد أعضاء الفريق الطبي أنه منذ أن بدأ المستشفى يستقبل حالات المصابين بفيروس كورونا في مارس/ آذار الماضي، وإعلان الرئيس قراره صرف مكافآت للعاملين بالمستشفيات التي تتعامل مع مرضى كورونا، لم يتقاضى العاملون في حميات العباسية سوى مكافآت عن شهر مارس فقط، وخصصت فقط لمن تعامل مع الحالات بشكل مباشر، بمتوسط 1500 جنيه.
كما أكد أكثر من طبيب فرض خصومات من إدارة المستشفى على جميع الأطباء لم تعلن عن أسبابها.
وتعليقًا على عدم صرف مكافآت للفريق الطبي العامل بحميات العباسية خلال شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار، قالت وزارة المالية في رد رسمي إنه طبقًا لتوجيهات رئيس الجمهورية سبق ودعم وزارة الصحة بمبلغ 100 مليون جنيه للصرف على العاملين بمنافذ الحجر الصحي ومستشفيات الإحالة والحميات والمعامل المركزية وفروعها بالمحافظات وغيرها من القطاعات، دون التطرق إلى تفاصيل أخرى.