عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحتى قبل إعلان دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدأت عمليات مطاردة واسعة قادتها أجهزة مخابرات غربية بالإضافة لجهاز الاستخبارات السوفيتية لإيجاد ومحاكمة كبار المسؤولين في دائرة الحكم النازية، سواء ضباط العمليات الخاصة أو قيادات الحزب النازي وكذا قيادات الجيش والحكومة النازية.
أسفرت عمليات المطاردة الواسعة التي انطلقت بناء على اتفاقات مؤتمر طهران، عن محاكمات نورنبرج الشهيرة، التي عقدت في المدينة نفسها التي شهدت في 15 سبتمبر/ أيلول 1935، صدور قانوني نقاء العرق الآري والتي كانت سندًا في التنكيل باليهود والغجر وكل من لا يحمل "دماء ألمانية نقية. لم تكن تلك المحاكمات كافية بالنسبة لإسرائيل التي أطلقت عملياتها الخاصة لتعقب واعتقال أو اغتيال القيادات النازية.
في تل أبيب صدر في ديسمبر/ كانون أول 2017 دراسة من ثلاثة أجزاء، تفصِّل كثير من عمليات الموساد في هذا الصدد. ونشرت واشنطن بوست تقريرًا أعده صحفيان إسرائيليان يعرضان فيه لهذه الدراسة. في ترجمتنا للتقرير تُبقي "المنصة" على الألفاظ التي استخدمها الكاتبان والتي قد يراها القارئ العربي مسيئة، وذلك لدواعي الدقة في الترجمة عن المصدر.
يوسي ميلمان هو محرر قسم المخابرات والأمن في صحيفة معاريف الإسرائيلية ودان رافيف هو مراسل وكالة I24 نيوز الإسرائيلية في واشنطن. وهما مؤلفا كتاب "جواسيس ضد أرماجيدون. داخل حروب إسرائيل السرية".
في 23 سبتمبر/ أيلول 1977، قام مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل المشاكس -الذي انتخب لمنصبه قبل شهور قليلة- بدعوة المجموعة الأمنية في وزارته لاجتماع سري. وبعد مداولات قصيرة، اتخذوا قرارًا بتبني سياسة تدعى B\4. ولمنع أية تسريبات محتملة، لم يُطبع من تلك الخطة سوى نسختين. أصدر الوزراء المجتمعون أوامرهم للموساد، وكالة التجسس الأجنبي الإسرائيلية التي يهابها ويحترمها العديدون، بأن تجدد سعيها لاصطياد مجرمي الحرب النازيين، "حتى يتسنى إخضاعهم للمحاكمة في إسرائيل. ولو كان إخضاعهم للمحاكمة في إسرائيل غير ممكن؛ فـ [على الموساد] قتلهم".
بناء على تلك الأوامر وضع الموساد قائمة بتسع مطلوبين، مع تركيز خاص على جوزيف مينجيلا المعروف بتجاربه الوحشية على اليهود في معسكر أوشفيتز.
نُشِرَت نسخة من قرار الوزراء المجتمعين في كتاب سري من ثلاثة أجزاء، أُعد بناء على تكليف من الموساد كي يلخص نتاج هذا البرنامج. درسنا هذا الكتاب جيدًا قبل أن يودعه الموساد هذا الشهر في "ياد فاشيم" المؤسسة الرسمية في إسرائيل لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست.
هذا هو الدليل الرسمي التفصيلي الأول حول محاولات الوكالة (الموساد) لتعقُّب واغتيال مجرمي الحرب النازيين. ورغم سمعة إسرائيل المخيفة في تعقب العدالة حتى أقاصي الأرض؛ ورغم تبجُّح قادتها السياسيين وحديثهم المتكرر عن ضرورة معاقبة المعتدين خلال الهولوكوست؛ إلا أن هذا الكتاب يبدو وكأنه سِجِلّ للفشل.
وعند هذه النقطة التي تكشف فيها وكالة التجسس عن الحقيقة، نجد أنه من الصادم أن إسرائيل لا تحاول حتى أن تخفي كون عملائها تعدُّوا على سيادة وقوانين العديد من الدول في بحثهم عن العدالة في مواجهة سفاحين. وفي تعليق من التعليقات النادرة المكتوبة، يقول الموساد (على لسان مكتب رئيس الوزراء) إن هذه الوثائق صدرت لكون "الموضوع شديد الأهمية والدلالة". لكنه يضيف أن "غالبية" عمليات الموساد تظل خفية عن أعين العامة. لكن الأكثر مفاجأة، هو تلك الصراحة التي تِرُد بها تفاصيل برنامج الانتقام. أحد أجزاء الدراسة يحمل عنوان "سحاب وريح بلا مطر: في تعقب مجرمي الحرب النازيين الذين لم يلقوا أي عقاب"، في استعارة من سفر الأمثال (أحد أسفار العهد القديم)، تتحدث عن الوعود والتوقعات التي لا تتحقق على أرض الواقع.
الكتب الثلاثة فاخرة التغليف، يحمل كل منها كلمة "سري" مكتوبة بحروف عبرية، وتسرد وقائع 30 عامًا تبدأ في الستينات، التي عانى فيها الموساد لجمع وتوثيق بيانات حول النازيين. فبالإضافة لمنجيلا، أولى الموساد اهتمامًا خاصًا لمارتن بورمان، نائب هتلر، ورئيس الجستابو هينريش ميوللر وأدولف إيخمان ومساعده ألويس برونر، وكذلك هورست شومان، الطبيب الذي أجرى تجارب التعقيم على رجال ونساء من اليهود مستخدمًا الأشعة السينية في معسكر أوشفيتز. كذلك استهدف الموساد والتر راوف مهندس الشوتزشتافل SS (وحدة أمنية خاصة كانت تتبع الرايخ الثالث ومسؤولة عن حماية هتلر مباشرة)، وهو المهندس المسؤول عن العربات التي نقلت الغاز المستخدم في الإعدامات الجماعية.
وتتبع الموساد كلاوس باربي ضابط الجستابو المعروف بجزار ليون، وفرانتز مورر ضابط الشوتزشتافل المعروف بجزار فلينيوس بلتوانيا، وإرنست ليرخ، وهو قائد مسؤول عن إصدار توجيهات بقتل عشرات الألوف من اليهود البولنديين.
يبدأ التاريخ في الكتاب الأول بعد واقعة القبض على إيخمان في الأرجنتين. الضابط الذي كان أقرب إلى موظف بيروقراطي، أشرف على "الحل الأخير" للقضاء على التواجد اليهودي في أوروبا. جرت محاكمته أمام محكمة إسرائيلية وأذيعت المحاكمة على شاشة التلفزيون الإسرائيلي، وتم إعدامه عام 1962.
فشل مُوثَّق
المهام المتشابكة قادت العملاء الإسرائيليين الذين تخفوا تحت أسماء مستعارة إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا. لتنتج قصص قوامها التآمُر والخداع والحرب النفسية ومحاولات الاغتيال، لكنها أيضًا أنتجت قصصًا من الإهمال والأخطاء والفشل، وفي النهاية؛ درجة مدهشة من اللامبالاة المؤسسية.
في عام 1960، كان إسحق شامير -الذي صار رئيسًا لوزارء إسرائيل في وقت لاحق- هو المسؤول عن قيادة وحدة العمليات الخاصة في الموساد. أرسل شامير جاسوسًا إسرائيليًا عمره 31 عامًا يحمل الاسم الكودي "كاندل" إلى دمشق كي يغتال برونر مساعد إيخمان. كان برونر يعمل كمستشار أمني لدى الحكمة السورية. وهنا نجد مجموعة من الأخطاء الكوميدية المحطمة للأعصاب: مسؤول بمكتب بريد أحال حياة كاندل إلى جحيم عندما حاول الأخير إرسال رسالة تحوي قنبلة، وذلك لأن رسالة كاندل لم تحمل عنوان استرجاع، سارع العميل لاختلاق عنوان غير حقيقي وخطه فوق الركن العلوي الأيسر من الطرد، وأصيب برونر إصابة طفيفة عندما انفجرت القنبلة في منزله.
لاحقًا حاول الموساد مرة أخرى: في عام 1980، علمت الوكالة أن برونر اشترك في خدمة المجلات الدعائية لشركة نمساوية تبيع الأعشاب وترسلها عبر البريد. توجه فريق إسرائيلي إلى المكتب النمساوي وقاموا بسرقة أظرف مراسلات وعدة مجلات دعائية وأخذوهم إلى إسرائيل. هناك قام مجموعة من الخبراء في معمل التكنولوجيا في الموساد والمعروف بـ"مصنع الألعاب" بإعداد قنبلة أخرى، حملها العملاء إلى النمسا كي يرسلوها من المدينة التي يقع بها مقر شركة الأعشاب. لكن صندوق إرسال الطرد الذي صممه خبراء الموساد كان صغيرًا للغاية، لذا تعيَّن على العملاء أن يعيدوا تغليف القنبلة في ظرف أصغر حجمًا، ما يعني كمية أقل من المتفجرات.
عندما فتح برونر الخطاب، كان الانفجار ضعيفًا للغاية، ولم يتمكن من القضاء عليه. مات برونر في دمشق عام 2001، بعدما بلغ من العمر 89 عامًا. ربما كان العزاء الوحيد للصيادين الإسرائيلين، أنهم علموا أنه قضى حياته في دمشق سجين بيت قذر.
في عام 1980، غادر اثنين من أهم مسؤولي الموساد إلى أمريكا الجنوبية، أحدهما كان الجنرال إسحق حوفي مدير الوكالة، والثاني هو شابتاي شافيت الذي كان يرأس وحدة خاصة تدعى ماسادا، وصار لاحقًا رئيسًا للموساد. العديد من ضباط الاغتيالات في وحدة ماسادا كانوا بصحبة المسؤولين الكبيرين.
كانت الخطة أن تتم عمليتي اغتيال خلال أقل من 24 ساعة للقضاء على باربي في بوليفيا، وراوف في شيلي. حوفي وشافيت أسسا مركز إدارة عمليات في بنما حيث يمكنهما مراقبة كل حركة.
بعد أشهر من المراقبة اللصيقة والتخطيط، وصل ضباط الاغتيالات إلى سانتياجو في شيلي ولاباز في بوليفيا. قاموا باستئجار سيارات وأعدوا منازل آمنة وخططوا طرق الهرب. جمعوا بنادقهم من حامليها المدربين جيدًا على تهريب الأسلحة عبر الحدود. وبحسب التاريخ الرسمي الذي تضمنه كتب الموساد؛ فإن فرقة الاغتيالات الأولى اتخذت موضعها حول بيت راوف من أجل تنفيذ عملية "ستاينليس ستيل". لكن كلب الضابط النازي أفسد كل شيء، فقد انطلق نباحه منبهًا الخادمة في منزل راوف، فخرجت لاستطلاع أسباب نباحه، وعندها رأت الخادمة غرباء وصاحت فيهم، فهربوا على الفور.
كلتا العمليتين أجهضتا، لأن الإسرائيليين خافوا من أن تُنبِّه السلطات الشيلية زميلتها البوليفية لرفع مستوى الحراسة. راوف، النازي الذي لم يلق جزاءه، عمل لصالح السلطات السورية ثم مات في شيلي عام 1984 عن عمر 77 عامًا. أما باربي فاعتقل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في فرنسا، ومات متاثرًا بمضاعفات السرطان عام 1991، وكان في السابعة والسبعين وقتها.
بعض النازيين الذين وردت أسماءهم في قائمة التسعة المطلوبين مثل بورمان وميوللر كانوا قد لقوا حتفهم بالفعل عندما وضع الموساد القائمة. لقد كانت الوكالة تطارد أشباحًا بناءً على أداء استخباراتي سيء. البعض الآخر كمنجيلا تم رصده، ولكن رغم خطط الموساد للقبض عليه أو اغتياله؛ تمكن بشكل ما من البقاء بعيدًا عن أيدي منتقمي الدولة اليهودية.
ظن الإسرائيليون انهم تمكنوا من كشف موقع مينجيلا في الأرجنتين، لكنه تحرك من موقعه. بحثوا عنه في باراجواي بينما كان يقضي وقته في حماية ألمان يعيشون في البرازيل. مات الطبيب النازي في 1979 عن عمر 67 عامًا، لكن هذه المعلومة نفسها لم تتأكد حتى استخرجت السلطات البرازيلية جسده لإخضاعه للتشريح عام 1985.
لكن أحد النجاحات الحقيقية لم يجد طريقه إلى السجلات الرسمية، وهو عملية اصطياد هربرتس كاكرز، وهو طيار من لاتفيا ساعد القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. وصار معروفًا باسم جزار ريجا (عاصمة لاتفيا)، وهو مسؤول عن قتل 30 ألفًا من يهود لاتفيا.
أعاد كاكرز تشكيل هويته ليصبح مرشدًا سياحيًا يعمل في البرازيل، يطير بالسائحين فوق غابات الأمازون المطيرة. خطط الموساد لإرسال فرقة اغتيالات متخفية في شخصيات سائحين، تتلخص مهمتهم في التعاقد معه على رحلة يقتلونه خلالها ويلقون بجسده من الطائرة. لكن كاكرز كان متشككًا ورفض العمل معهم. لكن العملاء تمكنوا من استدراجه إلى أوروجواي من خلال التلويح باتفاقية عمل كاذبة، وهناك أطلقوا عليه النيران وأردوه قتيلا في عام 1965. الملف الخاص بهذه العملية لا يزال خاضعًا للسرية، ويبدو أن إسرائيل ليست مستعدة بعد للاعتراف بأن عملاءها ارتكبوا جريمة قتل فوق تراب أجنبي.
من العناصر المهمة في هذه القصة، أن الشخص الذي قام بجمع هذه الملفات في تلك الكتب الثلاثة هو يوسي تشين، وهو نفسه أحد الناجين من الهولوكوست. جاء إلى فلسطين التي كانت تحت الإدارة البريطانية على متن السفينة الشهيرة إكسودوس، وكان وقتها جاسوسًا عاملاً، وشارك في عمليات مطاردة النازيين. أبحاثه مؤسَّسَة على تقارير ميدانية وضعها عملاء الموساد من خلال ملاحظاتهم التي سجلوها خلال عمليات البحث والمطاردة والاغتيالات، بالإضافة لشهاداتهم التي سجلوها بعد إتمام تلك العمليات، والصور والرسوم التي تُفصِّل مشاهد من تلك المطاردات والعمليات.
ورغم أن السرد في الكتب جاف ومعلوماتي، ورغم أن تشين لا يذكر تاريخه هو الخاص. فإن إحباطه يجد طريقه إلى السطور المطبوعة: "كان يجب أن نفعل أكثر من ذلك" يقول لنا تشين في مقابلة أجريناها معه الأسبوع الماضي (وقت نشر التقرير)، ولم يقبل فكرة أن هذه المهمة (قائمة التسعة) كانت مستحيلة بالنسبة لجهاز تمكن خلال أشهر معدودة امتدت بين 1972 و1973 من اغتيال تسع إرهابيين فلسطينيين في أوروبا ردًا على جريمة قتل رياضيين إسرائيليين في أولمبياد ميونخ. وبين عامي 2010 و2012 قتل عملاء الموساد أربعة من علماء الذرة الإيرانيين في عاصمة دولتهم طهران، وتمكنوا من إصابة خامس.
المشكلة أن مطاردة النازيين لم تكن فعلا ضمن أولويات قادة الموساد. كان تركيزهم منصبًا على ما هو عاجل ويشكل خطرًا على وجود إسرائيل، كبرنامج الصواريخ المصري وإرهابيي فلسطين وحزب الله وأسلحة الدمار الشامل التي تطورها سوريا وإيران. دراسة تشين تكرر ملاحظة مفادها أنه بسبب تلك الأولويات الأخرى، تم إلغاء بعض العمليات أو تعيين عدد غير كاف من الضباط والعملاء لتنفيذ مهام المطاردة.
رؤساء الوزراء الإسرائيليين بين 1960 و1970: ديفيد بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير أظهروا علامات عدم الاكتراث تجاه تلك المهمات، وركزوا على ما هو حالي بالنسبة لأمن إسرائيل عوضًا عن الاهتمام بجرائم الماضي. الوحيد الذي كان مهتمًا فعلا بمطاردة النازيين هو بيجن، الذي كان يرى في نفسه قوميًا صلب الرأس يأخذ مواقف قوية من أجل حقوق شعبه. شهد بيجن السنة الأولى من الحرب العالمية الثانية في بولندا والاتحاد السوفيتي، بينما عاش رؤوساء الوزراء الآخرون في الأمان النسبي الذي شهدته فلسطين الخاضعة للحكم البريطاني.
تلك الدراسة الداخلية للموساد تحطم أسطورة ترسخت في أذهان العامة ووسائل الإعلام، تذكر معي أعمالاً مثل ميونيخ والدين وإيخمان في القدس. ستجدها تصنع أسطورة الجاسوس الإسرائيلي المنيع والكامل. بعد محاكمة إيخمان التي دعمتها شهادات ضحايا الهولوكوست، ظن الناس أن الموساد سيسخِّر كل قواته لمطاردة باقي النازيين الهاربين والكشف عنهم واعتقالهم أو قتلهم. لكن دراسة الموساد تعترف بأمانة أن هذا لم يحدث. الجواسيس لم يقلبوا كل حجر ولم يتعقبوا كل خيط من الخيوط التي تجمعت لديهم حول العالم. لقد كانت لديهم مشاكل أخرى.
وكالة التجسس أسقطت العملية كلها بعد مهمة أخيرة لم تثمر أي شيء في عام 1991، بعدها توقفت تمامًا محاولة اصطياد المجرمين النازيين. وفي النهاية، لم تنجح إسرائيل سوى في إخضاع مجرم حرب واحد هو إيخمان، واغتيال واحد فقط هو كاكرز، وإصابة ثالث هو برونر. هؤلاء ثلاثة فقط من بين أحد عشر مطلوبًا، وهو معدل فشل كبير بالنسبة لأمة استطاعت أن تدمر المفاعلات النووية في العراق وسوريا، وتطلق فيروس ستوكسنت الذي استنزف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، وتمكنت من تنفيذ اغتيالات بحق إرهابيين فلسطينيين وآخرين تابعين لحزب الله، بالإضافة لعمليات تجسس واغتيالات عديدة أخرى ناجحة.
دراسة الموساد تكشف أيضًا عن النفاق الإسرائيلي. فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تكف عن استغلال ذكرى الهولوكوست عندما بدا ذلك مناسبًا لمصالحهم، هم لا يكفون عن التذكير بمقتل 6 ملايين يهودي.
القادة الإسرائيليون يرافقون كل وفد أجنبي لقضاء وقت غير قليل في ياد فاشيم (متحف الهولوكوست) كما فعلوا مع الرئيس ترامب في مايو/ أيار 2017، أما رؤساء الوزارات الإسرائيلية فلم يكفوا عن التعهد للناجين من الهولوكوست في إسرائيل وخارجها بأن الدولة اليهودية لن تهدأ في سعيها لتحقيق العدالة.
لكن في النهاية، بعد القبض على إيخمان وإثبات أن الجرائم النازية كانت حقيقية، لم يفعل قادة إسرائيل الكثير كي يكونوا على مستوى تعهداتهم.
اقرأ ايضًا: الملاك.. أو كيف تحول قصة مثيرة إلى فيلم رديء