نص كلمة السيسي خلال استقباله رؤساء الوفود الإفريقية 20/12/2025
أصحاب المعالي الوزراء،
ممثلي مفوضية الاتحاد الأفريقي والتجمعات الأفريقية الإقليمية،
السيدات والسادة الحضور،
يطيب لي في البداية أن أرحب بكم جميعًا في بلدكم الثاني مصر، في هذا اللقاء الذي يجسد أهمية تعزيز أواصر التعاون من أجل تحقيق أهداف السلم والأمن والتنمية وفقًا لأجندة 2063 إفريقيا التي نريد. وأؤكد على أهمية الشراكات الاستراتيجية للاتحاد الأفريقي، مع كافة القوى الدولية المحورية.
السيدات والسادة،
رغم الجهود التي تبذلها دولنا، لا تزال التنمية في أفريقيا تواجه العديد من التحديات، من بينها ضعف البنية التحتية ونقص التمويل وارتفاع المخاطر، ومن هذا المنطلق ترتكز الرؤية المصرية للتنمية في أفريقيا على المحاور الخمسة الآتية:
أولًا: دعم تنفيذ الممرات الاستراتيجية والمناطق اللوجستية.
ثانيًا: تعزيز التعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي.
ثالثًا: دعم التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.
رابعًا: تعزيز التجارة البينية الأفريقية.
خامسًا: تعزيز التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
وفي سبيل تحقيق رؤيتنا للتنمية في أفريقيا، تحرص مصر على توظيف مختلف أدوات التعاون المتاحة، بما في ذلك تشجيع الشركات المصرية على توسيع استثماراتها وشراكاتها في الدول الإفريقية.
كما أطلقت مصر وكالة لضمان الصادرات والاستثمارات في إفريقيا، دعمًا لهذا المسار، وبناء على ذلك، بلغ إجمالي الاستثمارات المصرية في إفريقيا ما يتجاوز 12 مليار دولار، وتجاوز إجمالي معدلات التبادل التجاري مع القارة الإفريقية 10 مليارات دولار.
السيدات والسادة،
كما تواصل مصر دعمها لبرامج بناء القدرات والتنمية البشرية في إفريقيا من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي نفذت أكثر من 700 برنامج تدريبي في المجالات المختلفة، ووفقًا لأولويات الدول الأفريقية الشقيقة.
السيدات والسادة،
تؤمن مصر بأهمية العمل المشترك لتحقيق الاستفادة العادلة والمنصفة من الموارد المشتركة العابرة للحدود، بما في ذلك الموارد المائية المشتركة، ومن ثم فلا مجال لأي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوق الدول المتشاطئة في الأنهار العابرة للحدود، أو تقوية فرص التعاون وتحقيق المنفعة المشتركة.
وبحكم انتماء مصر بالجغرافيا والتاريخ إلى منطقة حوض النيل، فقد حرصت مصر عبر عقود على التعاون مع دول الحوض الشقيقة، لتحقيق الاستفادة العادلة والمنصفة من الموارد المائية وفقا لقواعد القانون الدولي، سواء من خلال التعاون في إنشاء السدود، أو تنفيذ مشروعات للتنمية المشتركة.
كما دعمت مصر مؤخرًا عدد من المشروعات في إطار مبادرة حوض النيل، وأطلقت آلية تمويلية لدعم المشروعات المائية ومشروعات البنية التحتية في دول حوض النيل الجنوبي، انطلاقًا من إيماننا بالحق المشترك لكافة شعوب دول الحوض في التنمية مع عدم إحداث ضرر لدول المصب.
وعلى ضوء الارتباط الوثيق بين مصر ومنطقة القرن الأفريقي، تشدد مصر على أهمية تحقيق واستدامة الاستقرار في تلك المنطقة، وضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، باعتبارهما عنصريين أساسيين للأمن الأفريقي والدولي.
ومن هذا المنطلق تعتزم مصر المشاركة في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال أوسوم، كما تبذل جهودًا مضنية في سبيل توفير التمويل اللازم للبعثة.
واستنادًا إلى تجربتها في مكافحة الإرهاب، تحرص مصر على تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة لمواجهة هذه الظاهرة الخبيثة من خلال مقاربة شاملة تراعي الأبعاد الأمنية والتنموية والفكرية والاجتماعية، بما في ذلك من خلال دور الأزهر الشريف وبرامج مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
السيدات والسادة،
تؤكد مصر التزامها بدعم عمل مؤسسات الاتحاد الأفريقي، خاصة التي تستضيفها بما في ذلك من خلال دعم دخول هذه المؤسسات في شراكات لتنفيذ برامج ومشروعات فعالة تلبي تطلعات شعوب بلادنا.
كما بذلت مصر وستبذل كل جهد ممكن في إطار ريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات ورئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول حكومات النيباد لدعم جهود التنمية وحشد التمويل للمشروعات القارية الطموحة، فضلًا عن تنفيذ مشروعات وبرامج إعادة الإعمار في المناطق الخارجة من النزاعات.
وستواصل مصر الدفاع عن المواقف والرؤى الأفريقية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ولا سيما إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفقا لتوافق أوزوليني وإعلان سرت، فضلًا عن العمل على إصلاح هياكل التمويل الدولية، وتحقيق تمثيل أكثر عدالة للقارة في مؤسسات الحوكمة العالمية.
أصحاب المعالي الوزراء،
السيدات والسادة الحضور،
في الختام، أود أن أعرب عن تقديري لمشاركتكم في هذا اللقاء، وأن أنقل تحياتي إلى أشقائي من قادة الدول والحكومات الأفريقية، مع تمنياتي لكم بزيارة موفقة إلى القاهرة، ومناقشات مثمرة تسهم في دعم مسيرة العمل الأفريقي المشترك.
...
يعني موقفي مش بس كمسؤول هنا في الدولة المصرية، ولكن كإنسان يعني، كإنسان بيحلم لقارته، لشعوب القارة، اللي هي.. تستحق إنها تعيش أفضل من كده وتنمو أكتر من كده. وشاءت إرادة ربنا سبحانه وتعالى إن كل القارة الأفريقية لديها الموارد، كل الموارد، كل الموارد، سواء كانت موارد طبيعية، أو موارد بشرية، كفيلة إن القارة الأفريقية تبقى تاخد مكانها المناسب وسط قارات العالم.
يعني، زي ما بقول القارة دولها الخير فيها كتير قوي، ويكفي أقول لكم إن في دول عندها فقط، فقط، مراعي طبيعية، وصناعة لحوم، صناعة لحوم، ما فيش حاجة تانية يعني، وده مخليها لها ناتج محلي يكفي هذه الدول على إنها تعيش بشكل... أنا بتكلم في حالة بسيطة جدًا، وكتير من دولنا الأفريقية عندها لحوم أو مراعي تكفي مش بس لتخطيط دولها، ولا دول القارة، يمكن يكون العالم كله.. ولكن ليست لدينا لا المعرفة ولا الصناعة ولا الاستراتيجية ولا الاستقرار اللي... أنا بتكلم على عنصر واحد، مش بتكلم على كل العناصر اللي موجودة.. لو اتكلمت عن الموارد الطبيعية اللي موجودة في القارة، الميه اللي بتنزل على القارة كلها تكفي إن القارة دي إنتاجها الزراعي مش يغطي القارة فقط، يغطي بدون مبالغة يمكن احتياجات كتيرة يمكن تكون جزء كبير جدًا من العالم.
طب ما إيه المشكلة اللي بقى لها سنوات طويلة جدًا بتعاني منها دولنا؟ أنا بكلمكم وأنا من دولة، يعني، منكم يعني، الاستقرار.. الاستقرار.. الاستقرار والأمن والأمان، ماحدش أبدًا هيقدر يعمل خطط في بلده وينفذها إلا إذا كان فيه العامل الأساسي ده، إن الناس تشتغل وهي مطمنة، إن المستثمرين ييجوا وهم مطمنين على استثماراتهم، طب ده هيكون موجود إزاي وفيه حالة من عدم الاستقرار؟ المخاطر بتاعة الائتمان هتبقى عالية جدًا. أنا لما آجي النهار ده أدي قرض لدولة مستقرة آمنة، تكلفته غير لما بأدي الدولة فيها حالة عدم استقرار، فبزود مخاطر الإئتمان، يعني إحنا ظروفنا الاقتصادية صعبة، وكمان لما نيجي ناخد ائتمان أو نقترض، تكلفة القرض علينا كمان تبقى عبء أكتر من أي دولة تانية مستقرة.
إذن لما بتكلم عن الاستقرار والأمن ما أقصدش بيها أبدًا غير إن إحنا يعني نتحدث كأشقاء، وإذا كنا شايلين هموم بعضنا البعض بجد، ومصدقين إن أنا بنظر لأهلنا في أفريقيا، كلها، بنظرة، بهذه النظرة، صدقوني، لو كنت أنا مخلص فيها، وأتمنى لكل الدول، ولكل الشعوب، الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار والتنمية.. الشعوب عايزة أمل، ترى بيه إنها لما هتصبر وتعمل هتجد نتيجة.
الشعوب لو شافت ده في أي دولة، أنا أتصور إن المواطن الأفريقي هو أكثر مواطن قدرة على التحمل والصبر، ولكن... فكنت بقول لهم الكلام ده وكان كلامي كله معاهم على إن إنتم إذا كنتو فعلا جادين في إن إنتم تغيروا وجه أفريقيا، فأنا لما كنت بتكلم في البيئة بقول لهم إذا كنتو إنتو مهتمين بحقوق الإنسان، مهتمين بحقوق الإنسان في أفريقيا، ساعدونا إن إحنا نعمل بنية أساسية متطورة في أفريقيا، عايزين الاستقرار في أفريقيا، كلامنا كله كان بيرتبط تعالوا نشتغل مع بعضنا نعمل خطة هائلة، البنك الأفريقي، البنك ال.. بنوك التمويل الأفريقية تبقى ركائزها في التنمية في إن إحنا نتحرك في هذا المجال.
إذن الاستقرار والتنمية ده عامل مهم جدًا جدًا، وبالمناسبة، إحنا لو ال.. ال.. الاستقرار والتنمية هو عبارة عن آآ يعني دايرة بيتأثر بعضها البعض؛ عملنا استقرار، ممكن نعمل تنمية، لما نعمل تنمية، تعو بالنفع على الاستقرار.
...
في كل لقائاتي اللي بقعدها مع مسؤولين دوليين، وحتى أيام ما كنا في 2019 في الاتحاد الأفريقي كان كلامي كله على إن إحنا عايزين بنية أساسية قارية مناسبة، ماقلتش بنية أساسية قارية آآ متطورة، قلت مناسبة، يعني ما أقدرش أنا من عندي هنا آخد سكة حديد أروح بيها أثيوبيا، أروح بيها كينيا، أروح بيها إريتريا، أروح بيها موريتانية، أروح بيها جنوب أفريقيا، طب ماهو كل الدول اللي هتبقى على خط السكة الحديد دي، مثلًا، هتستفيد من هذا الخط في نقل تجارتها، النقل والتنسيق والتعاون بينها وبين الدول اللي موجودة.
أنا كنت بقول كده، و.. لو كان حد من حضراتكم حضر معايا في مؤتمرات برلين، ومؤتمرات مع الصين، ومؤتمرات مع روسيا، كان كلامنا كله على إن إحنا عايزين... وحتى لما كنا بنتكلم على مؤتمرات البيئة، واتقال إن فيه أرقام كبيرة جدًا هتوضع عشان تضخ في مشروعات للبيئة، كنت بقول لهم من فضلكم المشروعات اللي تضخ في أفريقيا هي مشروعات لإقامة بنية أساسية تتكلف 200 مليار 300 مليار أكتر أقل، هتحول أفريقيا خلال سنوات قليلة، لو اتعملت بنية أساسية قارية مناسبة، تربط بلادنا بالكهربا وتربط بلادنا بالسكة الحديد وبالطرق البرية، هيحصل تنمية غير طبيعية ممكن تكون مش مخططة أصلًا، وتخلي مواردنا اللي موجودة في تشاد واللي أنا مش قادر أشوفها، اللي موجودة في كينيا ومش قادر إن أنا أجيبها، إلا عن طريق مسارات أخرى، مواني أو.. مواني برية أو بحرية، أو حتى بالطيران، هتبقى فيه فرصة لو فيه شبكة طرق بتربط دول القارة على سبيل المثال، وأنا بقول للدول الأوروبية، إنتو عايزين سوق جديد؟ الأسواق كلها تشبعت، اللي موجودة في أوروربا واللي موجودة في آسيا واللي موجودة في أمريكا.. فيه سوق لسه محتمل، السوق الأفريقي، بس هو سوق موارده محدودة، تصوروا لو الناتج المحلي بتاع القارة الأفريقية مثلًا في الحاجة وخمسين دولة دول، رقم هائل، ده بينعكس على قدرة المواطنين وعلى التجارة العالمية وعلى حاجات كتير.
مش عايز أطول عليكم، أنا سعيد بوجودكم هنا في مصر، وأتمنى لكم ولبلادكم كل الخير.
ألقيت الكلمة في القاهرة، بقصر الاتحادية، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي عددا من وزراء ورؤساء الوفود الأفريقية، وممثلي مفوضية الاتحاد الأفريقي والتجمعات الإقليمية المشاركين في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة روسيا أفريقيا الذي تستضيفه مصر، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج.