الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فيسبوك
الرئيس السيسي خلال حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية 22 أبريل 2025

نص كلمة السيسي خلال حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية 22/4/2025

منشور الاثنين 28 أبريل 2025

 

 


4:06

بسم الله الرحمن الرحيم،

أبنائي الخريجين من الأئمة الكرام،

السيدات والسادة الحضور،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي، وكنت قد وجهت وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية بوضع برنامج تدريبي متكامل، يعنى بثقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراسًا للوعي، متمكنًا من البيان، بارعًا في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعي نافذ وإدراك عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.

وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقوا إعدادًا نوعيًا، يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة، وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاء لله ثم للوطن، وإدراك واع لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت.

السادة الحضور،

أبنائي الأئمة،

 في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكر رشيد، وكلمة مسؤولة، تتجلى مكانتكم بوصفكم حملة لواء هذا النهج القويم. وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني، لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عملية للناس تداوي مشكلاتهم، وتتصدى لتحدياتهم، بما يحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.

ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف كما تجلت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهدى عبر العصور.

واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره.

وإن مصر بتاريخها العريق، وعلمائها الأجلاء، ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارة للإسلام الوسطي، المستنير، الذي يعلي قيمة الإنسان، ويكرم العقل ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة، وما نشهده اليوم يؤكد مضي الدولة المصرية بثبات وعزم في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناء متكاملًا، يراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزة للنهوض والتقدم في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.

ختامًا، أُحيي كل عقل وفكر ويد أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية آمنت بأن الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيل قادم، وتمهيد لمستقبل أكثر إشراقًا. (تصفيق)

أنا كنت حريص النهارده إن أنا أكون موجود معاكم في اليوم ده، يوم تخرجكم. أولًا عشان أهنيكم، وعشان كمان أوصيكم، أهنيكم بإن إنتم، يعني إحنا حاولنا وبنحاول دايمًا كدولة إن إحنا نبذل كل جهد في إعداد إنسان متوازن، مسؤول، آآ حسب المهمة اللي هو آآ أو العمل اللي هو ها يُكلَّف بيه، إحنا حاولنا نعمل كده، إن وُفِّقنا ده فضل من ربنا سبحانه وتعالى، وإن كنا يعني لم نوفق يعني، فيبقى إحنا محتاجين نبذل جهد أكبر، ونراجع نفسينا أكتر مرة تانية.

حاولنا من خلال الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل إن إحنا نعمل ونضخ في شرايين ال، مؤسسات الدولة، يعني، آآ، ناس مؤهلة أو نساهم في تأهيلها، ودلوقتي بنخلي من خلال أكاديمية الشرطة والأكاديمية العسكرية إن إحنا نساهم أيضًا هذه المساهمة، الهدف منها مش أبدًا أبدًا آآ أي شكل آخر غير محاولة أممم ضخ آآ نوعية، يعني، حاولنا إن إحنا ننتقيها، ونؤهلها بشكل على قد ما قدرنا يعني، اشتركت في برامجكم، مش العسكرية، لا، إحنا جبنا علماء، والكلام ده معمول في كل التخصصات، علماء من.. علماء نفس وعلماء اجتماع وعلماء إعلام عشان يعملوا الخريطة اللي هي بيتم تأهليكم على مقتضاها يعني.

خليني أقول لكم إحنا كنا بنتكلم في البحث أو البحث اللي إنتوا قدمتوه، بنتكلم على إنسان عمره 62 سنة، عمل 1164 مؤلف، ولا كان في مطبعة زي المطابع بتاعتنا، ده الكلام ده من 500 سنة، ولا كانش.. ولا كانش في أدوات، الأدوات اللي موجودة دلوقتي.. إزاي في 62 سنة عمل ده كله؟ أنا مش بتكلم في، في العدد اللي عمله كـ.. كرقم، أنا بتكلم إزاي ربنا سبحانه وتعالى بإخلاصه وأمانته وفقه إن هو يبذل ده ويعمل ده ويحقق ده ويستمر معانا ونتكلم عنه بعد 500 سنة؟ 500 سنة وهو عاش عمره كله 62، مش 90 ولا 100 ولا حاجة.. في 62 سنة عمل 1164 آآ مؤلَّف في كل المناحي اللي هو اتكلم عنها، واتكلم عن البيئة واتكلم عن حاجات كتير جدًا.

اللي أنا عايز أقوله أنا باخد من العالم الجليل ده وبقول لكم، يمكن يكون الجديد دلوقتي مش إن على رأس كل 100 سنة آآ يبقى في عالم يقدر يعمل كده، لأن حجم العلوم والمعرفة الإنسانية زادت بشكل كبير جدًا جدًا جدًا، وها تزيد أكتر، كل الأيام ما بتتقدم، يمكن، يمكن يكون ها يبقى مؤسسة هي اللي ها تقوم بالدور ده في يوم من الأيام، هي اللي تقوم بعملية التجديد وعمل على رأس كل 100 سنة هذا الأمر، لكن بيعملوا آآ عالم واحد قبل كده، يمكن.

فـ.. اللي أنا عايز أقوله، إحنا بنقف على المنابر كتير، والواحد من وهو صغير واللي قبل مني واللي قبل مني كانوا بيسمعوا في المنابر كتير، لكن يا ترى، التأثير ده بيمتد قد إيه؟ ما لم يكون هناك عمل، يعني، يرافق الكلام للي بيتقال، أنا بقول لكم إن إحنا ها يبقى تأثيرنا دايمًا تأثير مش، مش كافي.

يعني.. الموعظة ها تنتهي بال.. بفترة الخطبة، مهما كان تأثيرها، ساعة، ساعتين، تلاتة، وإحنا كمان ذاكرتنا ما كانش، والحافظة بتاعتنا من زي حافظة القدماء اللي كانوا بيقدروا يحفظوا 1000 بيت شعر ويحفظوا اللي بيسمعوه ويعوه كويس، إحنا ما كناش كده، مش كلنا كده دلوقتي، فإنت بتقول خطبة في ال.. في المسجد، وبعدين آآ والناس بتسمع، ولكن النتيجة إيه؟

وأنا بقولها لينا كلنا عشان ده أمر أحنا محتاجين نفكر فيه، إن ما كانش يرافق الموعظة والكلام مثال يسير على الأرض قدام عينينا نشوفه.. يعني هل إحنا بيطلق علينا الأمة الصادقة؟ هل بيطلق علينا الأمة الآمنة؟ يعني يقول لك إزاي، ده إنتو بتقولوا إن إنتو أفضل ناس وأحسن ناس وإنتو.. إحنا مش كدا.. إن ما كنتش تقدروا تحطوا إجابات آآ رقيقة ورحيمة و.. و.. وموضوعية، في.. تناولكو لأي مسألة من المسائل، صدقوني، الإلحاد مش.. ما إنت ما تقدرش.. إنت ما معاكش العصايا السحرية.. إنت بتقول ال.. الإفراط والتفريط وال.. التطرف والاعتدال، إنت ما معاكش عصايا سحرية تعمل كده تخليني معتدل، ما عندكش، وما حدش يمتلك، ده ربنا سبحانه وتعالى خلق الإنسان كده، خلق الإنسان عشان يبقى هو حر. خليكوا حماة الحرية.. خليكوا حماة الحرية. (تصفيق) وخلي كل واحد هو حر.. إنت تيجي له حبو.. (تصفيق) تيجي له إيه؟ إنت كنت تحب يعني، ما تحبش إنت حر.

يفوتك الكتير قوي لو فاتك.. يفوتك الكتير قوي لو ما رضيش عنك.. يفوتك الكتير قوي لو ما تشرفتش بالإيمان بيه، وبذكره، ربنا يا رب يوفقكم، وإحنا حاولنا زي ما قلت في بداية كلمتي إن إحنا نعمل حاجة، وقمنا بالدور ده، ولسه في دور يُستَكمَل بيكم إنتم، بيكم إنتم، بتمنى لكم كل التوفيق، وبتمنى لكل الناس في مصر إن هم نبقى على قلب رجل واحد في بناء الإنسان، كل الإنسان، مش بس على ال.. المستوى الديني أو.. لا لا.. كل إنسان.

عايز أقول لكوا على حاجة، إحنا عندنا مساجد كتيرة جدًا جدًا، وعندنا في نفس الوقت أنا آسف يعني حجم قليل من المدارس، وكان أيام النبي صلى الله عليه وسلم، بتُستخدم المساجد دي لكل شؤون الدنيا، طب النهار ده ليه النهار ده إحنا ما بنستفيدش من المساجد اللي موجودة؟ بتشتغل بالكتير في كل صلاة 10 دقايق ربع ساعة عشان تقدم تبقى ممكن ممكن نخلي فيها بشكل أو بآخر لبعضها يعني اللي ممكن يصلح لكده، إن إحنا نعلم فيها الناس، لولادنا، كل ولادنا.

طب ما هو كام ألف؟ طب يبقى المنشأة دي كلها، حد يقول لك إيه، نعمل مدرسة ولا نعمل جامع؟ طب ما أنا ممكن أعمل الجامع ويبقى جواه مدرسة برضه، يعني، بشكل أو.. أنا بحاول بس كده أدردش معاكم على كلام كتير قوي إحنا محتاجين نفكر فيه أكتر كتير من إنك إنت تعد خطبة كويسة قوي جميلة و.. وتبقى سلسة و... (تصفيق)

ها تعمل إيه مع جيرانك؟ ها تعمل إيه مع ولادك؟ مع الدنيا اللي بقت مليانة كتير كتير وفي تطور حصل كبير قوي لها، فإنت ها تبقى جزء منه، إن رفضته، ها تبقى إنت بتتكلم خطاب آآ خطاب قديم قوي.

كل يوم صفحة التاريخ بتتغير، وبيبقى في تطور، ما حدش أبدًا اتكلم وأنا في الكلمة اللي أنا قلتها وقبل كده قلتها، ما حدش قال أبدًا اتكلم في إن الثوابت ممكن تـ.. آآ حد يمسها يعني.. لأن ده، ده عقيدتنا يعني.

فـ.. لكن، أكيد ال.. التطور اللي بيحصل ده، إنت النهار ده ها تجد مثلًا يعني في ال. على مواقع التواصل وكلام من هذا القبيل لغة جديدة بتتقال، موجودة، غير اللغة اللي إحنا متعودين عليها، مش المصرية ولا العربية حتى، لغة تانية، ها تعمل إيه؟ ها تتهم أصحابها بإن هم يعني كدا ولا تفكر.. تفكر.. تفكر في حل؟ الناس كلها شايفة إن اللغة بتاعتنا العربية مش لغة العصر، اللغة، اللغات الأخرى، هي لغات العصر، هي لغات المعرفة، لكن آآ فتلاقي الولاد كلهم مش عايز يتكلم عربي، طب وماله طب ما هو يتعلم في المدرسة اللغة، بس ما يبقاش حياته كلها اللغة اللي إحنا.. ونسيب آآ.. لغة القرآن يعني.. لغة القرآن. (تصفيق)

كل سنة وإنتوا طيبين، وربنا يا رب يوفقكم جميعًا، ويبارك في جهودكم جميعًا، وفي جهودنا، ويجعلنا دائمًا يا رب، يا رب، في خدمة الحق والخير والإنسانية. (تصفيق)

مش ها نسى إن أنا بالمناسبة اللي أنا موجود فيها ديت إن أنا أقدم التعازي في وفاة بابا الفاتيكان آآ شخصية عظيمة، وشخصية كان ليها مسـ.. يعني إسهام رائع جدًا جدًا في الإنسانية، فـ.. كل التعازي في وفاة بابا الفاتيكان، شكرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في القاهرة بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، حيث شارك في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء.