الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية
كلمة السيسي على هامش المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 20 أكتوبر 2024

نص كلمة السيسي على هامش المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 20/10/2024

منشور الاثنين 21 أكتوبر 2024

1:42:27

السيسي: طب اسمحي لي، شكرًا جزيلًا..

المحاورة: اتفضل يا فندم.

السيسي: لكن اسمحي لي إن أنا في البداية أهنئكم بال، بالمؤتمر، و.. اسمحوا لي إن أنا أرحب بيكم وبالإسهام اللي إنتم أسهمتوا بيه أثناء الحوار اللي تم مع الدكتور خالد. بشكركم شكرا جزيلًا، واسمحوا لي إن إحنا نوجه لهم التحية على ذلك يعني. (تصفيق)

الحقيقة العنوان بتاع ال.. عنوان الجلسة، عنوان آآ مهم قوي، و.. وإحنا في مصر لينا تجربة، لينا تجربة في الطرح، طرح الأزمة، وإزاي الأزمة ممكن تتحول إلى آآ أو المحنة تتحول لمنحة يعني. وأنا هقول 3، 4 أمثلة لو سمحتوا لي على تجربتنا هنا في مصر في هذا المجال:

هبدأ على، في قطاع الصحة على سبيل المثال، إحنا كان عندنا، يعني، إحنا خرجنا من 2011 بـ.. بظرف اقتصادي صعب، و.. وحالة عدم استقرار أمني نتيجة التطرف والإرهاب، و.. والبلد كانت في حالة فوضى يعني، وبالتالي التحياتـ.. التحديات اللي كانت موجودة والأزمات اللي كانت موجودة ساعتها، أي حد كان يشوفها في الوقت ده يحس إن ما.. يعني إنها.. ما فيش حل يعني.. ما فيش حل.

لكن الحقيقة الأمر مش كده وأنا بتفق مع كل المتحدثين على إن الأزمات بتوفر فرص حقيقية ونجاح حقيقي بتحديها ومحاولة إيجاد حلول ليها.

وإحنا اعتنقنا مبدأين أو استراتيجيتين مهمتين جدًا في الموضوع دوة، إحنا مزجنا، مزجنا بين الحلول المتوازية والمتكاملة والمتداخلة، ده كان أحد العناصر، أو أحد الاستراتيجيات اللي إحنا كدولة حرصنا على إن إحنا نتعامل بيها عشان لما نتعامل مع موضوع يكون ليه تأثير آآ على كثير من الموضوعات الأخرى، ده، دي أول مبدأ.

المبدأ التاني هو الحفاظ على الأهداف، الحفاظ على الأهداف يعني مهما كانت العقبات اللي بتقابلنا، والأزمات اللي بتقابلنا، لا إحنا كنا حريصين على إن إحنا الأهداف اللي كانت موضوعة من جانب الحكومة والدولة في تخطيطها إنها تتحرك وتتعامل معاها.

هبدأ بحاجة بسيطة جدًا زي موضوع الفيروس سي اللي تحدثتم عنه وقوايم الانتظار على كمثال في مجال الصحة.

آآ.. يعني إحنا بنتكلم عليها دلوقتي كتـ.. كتاريخ، كتـ.. يعني.. مسألة تجاوزناها، رغم إن هي في الوقت اللي إحنا قبل ما.. قبل ما نتحرك لمواجهتها كانت من أكبر الأزمات اللي بتقابلنا على المستوى الصحي في مصر، مش بس التأثير الصحي، ده أيضًا التأثير النفسي اللي كان بينجم عنها، لكن إحنا مجرد ما لقينا إن في فرصة لعلاج لهذا الفيروس اللي احنا كنا بنبحث خلال سنوات طويلة جدًا آآ قبل اكتشاف هذا العلاج، اتحركنا، الدولة اتحركت، واستفادت من ال.. من العلاج اللي اتوفر في الوقت دوة، وعملت يعني حملة قومية، عملت مسح كامل للدولة المصرية عشان تشوف المستوى الصحي بصفة عامة، إحنا عملنا مسح للسمنة، لأمراض الضغط والسكر، بال، بال، بمناسبة إن إحنا بنعالج الفيروس سي، وبالتالي بعد ما عملنا ده بقى عندنا بيانات ضخمة جدًا للحالة الصحية في مصر ساهمت بعد كدة إن إحنا نبني عليها مسار أكثر تقدمًا مما كنا عليه، وخرجنا من ال، من أزمة الفيروس سي بدولة بعد ما كانت من أكثر دول العالم، يعني، آآ، مصابة بالفيروس سي، إلى دولة، بفضل الله سبحانه وتعالى، خالية من الفيروس سي. ده، دي نقطة.

كان عندنا برضه أزمة تانية، كانت أزمة البطالة، وكانت نسب البطالة عندنا عالية، وأنا بحطها، بحطها قدام كل اللي بيسمعني دلوقتي، وبقول لو تـ.. تتصوروا إن إحنا حجم الخريجين في مصر، سواء كانوا من الجامعات أو من المدارس والمعاهد المختلفة، قد يكون بيقترب من، من الـ 700، 800 ألف للمليون، فلو اتكلمنا في 10، إحنا بنتكلم محتاجين نوفر آآ يعني من 7 لـ 8 لـ 10 مليون فرصة عمل سنويًا، يعني، 700 لـ.. 700 ألف لمليون فرصة عمل سنويًا على مدار ال 10 سنين اللي فاتوا.

 أنا بتكلم على الحلول المتوازية والمتكاملة والمزج بينها، عشان نقول في الآخر وإحنا في 2011 كان عددنا تقريبًا 80 مليون، وانهاردة إحنا عددنا 106 مليون، لكن بالرغم من ده إحنا واصلين نسبة بطالة 7%، 6.5 الدكتور مصطفى كمان بيفرحني أكتر، 6.5%، ده معناه إيه؟ معناه إن استهداف ومجابهة التحدي بتاع النمو السكاني الضخم، وتوفير فرص عمل لمجابهة البطالة، إحنا اشتغلنا عليه بشكل كويس جدًا في إطار إقامة البنية الأساسية للدولة المصرية حتى تعبر الحالة اللي كانت فيها البنية، مش متواضعة، لأ، كانت بنية أساسية متخلفة، يعني إذا كنا بنتكلم انهارده ترتيبنا 22، أنا مش عايز أقول في الوقت ده كان ترتيبنا كام على العالم.

فده أمر، بحطه، بنضيفه لحضراتكم، على إن الجهد اللي عملته الدولة المصرية وحركتها، لأن كتير مننا، وده أخرى أختـ.. نقطة أخرى هتكلم فيها، يتصوروا إن الأزمة الاقتصادية فقط هو عنوان محل الاهتمام فقط، وبيخلي كتير مننا يتجاوز حجم الجهد، وحجم النجاح، وحجم الإنجاز اللي تم في كل آآ مناحي الدولة المصرية.

إحنا بنتكلم على بنية أساسية، طاقة كاملة متكاملة، بنتكلم على مواني ومطارات، بنتكلم على شبكة طرق وشبكة سكة حديد تم تحديثها، و.. إضافة شبكة حديثة جدًا جدًا بالـ، بالـ، تعمل بالطاقة الكهربائية... يعني عايز أقول في الآخر إن رغم كل التحدي الاقتصادي اللي كان موجود من 2011 وما بعدها، والحرب على الإرهاب، لكن التحديات دي كلها بالكامل اتحطت قدام عينينا، واتحركنا زي ما قلت كده بخطة حافظنا فيها على أهدافنا، ومُصرين على تحقيقها.

نقطة تانية هتكلم عليها، ومش عايز أطيل عليكوا أكتر من كده عشان الدكتور خالد الوقت اللي هو مخصصه ليا يعني..

وزير الصحة والسكان: لا يا فندم العفو.

السيسي: فهحترمه يعني، بس أنا عايز أقول لكوا مثلًا من ضمن الحاجات اللي عندنا، المية وأنا بقولها هنا عشان تبقى واضحة للعالم كله، نحن في مصر حصتنا من المية موجودة لم تتغير على مدى عشرات ويمكن مئات السنين، يعين إحنا تقريبا بنتكلم في 55 مليار متر مية، من عدد سكان 4 مليون من حوالي 150، 200 سنة، لـ 106 مليون دلوقتي، وده دخلنا في حالة فقر مائي شديد، ما عملناش صراعات مع حد عشان نقول إن حصة المية بتاعتنا نزودها وإن ده تحدي وطبقًا لمعايير الأمم المتحدة نحن في حالة فقر مائي شديد، أقول من 450 متر مكعب في السنة للإنسان، والمفروض إن هو 900 لـ 1000 متر مكعب في السنة.

 ما عملناش كده؛ دخلنا في برنامج ضخم جدًا على مدى الـ 10 سنين اللي فاتو للاستفادة ومعالجة المياه بشكل متطور للغاية، يجعلنا زي ما قلت قبل كده بين، يعني في مصاف يمكن الدول رقم 2 في العالم في تدوير واستخدام المياه. إحنا أنفقنا في هذا الأمر أرقام هائلة عشان يبقى عندنا محطات معالجة ثلاثية متطورة على مستوى دولة بتستخدم ميه لـ 106 مليون إنسان، مش بس في ال.. في الشرب وال كده، لا ده حتى في الصرف الزراعي، إحنا عملنا الكلام ده لمعالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها مرة واتنين وتلاتة.

خلاصة الكلام، إن، إن الأزمة وإن كانت أزمة، ولكن بالإصرار وبالفكر و.. بالعمل والمحافظة على الأهداف زي ما قلت، ممكن أوي تتحول الأزمة إلى منحة، منحة جيدة جدًا.

آخر حاجة هتكلم عليها هي موضوع ال، الأزمة الاقتصادية ومسار الإصلاح الاقتصادي، وإحنا أيضًا في هذا ال.. في هذا الأمر، عملنا، يعني برنامجين، برنامج في 2016، وده نجحنا فيه، بس أنا نجحنا فيه مش بس بجهدنا، ولكن باستقرار الأوضاع الإقليمية والدولة عما كنا نحن عليه الآن، أما البرنامج الحالي اللي إحنا شغالين فيه، وده مهم، وده رسالة بقولها لينا وللمؤسسات الدولية المعنية بهذا الأمر، الصندوق والبنك الدولي، وكل المؤسسات، إن إحنا بنعمل هذا البرنامج في ظل ظروف إقليمية ودولية وعالمية شديدة الصعوبة، ليها تأثيرات سلبية للغاية على الاقتصاد في العالم كله، بيتقال إن هيبقى في ركود اقتصادي محتمل خلال السنوات أو القليلة القادمة نتيجة التداعيات لهذا الأمر.

 طب ما إحنا جزء من اقتصاد العالم، وبالتالي برنامجنا اللي إحنا شغالين بيه إن ما اتحطتش في الاعتبار التحديات اللي أنا بتكلم عليها دية، ولما نيجي نقول إن إحنا فقدنا 6، 7 مليار دولار خلال فقط الـ 7، 8، 10 شهور الماضيين، وإن الأمر ده محتمل إنه يستمر معانا لمدة سنة كمان نتيجة التداعيات اللي إحنا بنشوفها، يبقى إذن البرنامج اللي إحنا متفقين بيه مع الصندوق، وده أمر مهم أنا بقوله للحكومة وبقوله لنفسي، إذا كان التحدي ده هيخلينا نضغط على الرأي العام بشكل لا يتحمله الناس، لا بد من مراجعة الموقف، لا بد من مراجعة الموقف مع الصندوق.

شكرًا جزيلًا. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في القاهرة، بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي انعقاد المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، وذلك في نسخته الثانية، وبالتعاون بين المجموعة الوزارية للتنمية البشرية ومبادرة رئيس الجمهورية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، وعدد من الوزراء.