منشور
الأحد 30 يونيو 2024
- آخر تحديث
الأحد 30 يونيو 2024
نص كلمة السيسي بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو 30/6/2024
بسم الله الرحمن الرحيم،
شعب مصر العظيم،
تحتفل مصر اليوم بالذكرى الحادية عشرة لثورة الـ30 من يونيو المجيدة، التي نطقت بالقول الفصل بين الوطنية المصرية الخالدة، وبين محاولات هدمهما، أو خطفها لصالح قوى غير وطنية. اليوم الذي قال فيه المصريون كلمتهم، فحفظوا بها وطنهم، واستردوا مقدرات دولتهم، وأنهوا فترة عصيبة من الفوضى والدمار، وساروا بعدها على طريق الخير والنماء والتقدم رغم كل الصعاب والتحديات، بعد أن أعادوا اكتشاف قوة وصلابة الإنسان المصري، وعبروا بجلاء تام عن حقيقة معدنه الأصيل، حيث معاني الشرف والفخر والمجد والبطولة.
ومنذ عام 2013 وحتى الآن انتقلنا من حال إلى حال، ساد الاستقرار بلادنا بعد فترة من الفوضى وعرف الأمان طريقه لقلوبنا، بعد سنوات من الخوف والقلق على مصير البلاد. واستقرت مؤسسات الدولة بعد أن كادت تعصف بها الرياح.
خلال تلك السنوات قضينا على الإرهاب رغم صعوبة الأمر وجسامة التضحيات، وبنينا أساسًا تنمويًا بجهود هائلة من سواعد أبناء مصر الأشداء. لم نترك قطاعا غلا واقتحمنا مشكلاته المعقدة، وأزماته المتراكمة. لم نهب المسؤولية ولم نتجنبها، مدركين قدر وإمكانات شعبنا العظيم.
واليوم، نقف على أرض صلبة، دولة مؤسساتها راسخة، يعم فيها الأمن والاستقرار في محيط إقليمي مضطرب، ذات بنية تحتية متطورة في جميع القطاعات. دولة تعمل بكل طاقاتها ليل نهار لبناء المصانع وتحديثها، واستصلاح الصحراء بملايين الفدادين، وتحسين الصحة والتعليم إلى ما يليق بقدر الإنسان المصري، وتشييد المدن والطرق وشبكات الطاقة والمياه والري، وإنشاء وتطوير شبكة استراتيجية من المواني، والربط بين جميع أنحاء الدولة بخطوط مواصلات متنوعة، سريعة وحديثة.
شعب مصر الأبي،
لا يخفى عليكم ما تمر به المنطقة من تغيرات خطيرة خلال الفترة الأخيرة، فما بين الحرب الإسرائيلية الغاشمة في قطاع غزة، التي غاب فيها ضمير الإنسانية، وصمت عنها المجتمع الدولي، وأدار وجهه عن عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء والمشردين والمنكوبين. وبين محاولات خبيثة لفرض التهجير القسري نحو أراضي مصر، كان موقف مصر نبيلا وشريفًا ووطنيًا، لم تصمت مصر بالفعل قبل القول عن إغاثة الأشقاء الفلسطينيين بكل ما أوتيت من قوة وعزم، وكذلك صمدت بعزة وكرامة أمام مساعي التهجير، وأسمعت صوتها واضحا جليا، حماية لأمنها القومي، ومنعا لتصفية الحق الفلسطيني.
شعب مصر الكريم،
إن مصر رغم التحديات تمضي على طريق التنمية والنهضة، وبإذن الله العلي القدير لا رجعة عن هذا المسار، وعن تحقيق الحلم المصري في التقدم والحياة الكريمة لجميع المواطنين.
وهنا، أتوجه بالحديث إلى كل المصريين، لكل رجل مصري، وسيدة مصرية، يتحملون مشاق الحياة، وارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة، من أجل توفير الحياة الطيبة لأبنائهم، أتوجه بالحديث إلى المكافحين الشرفاء من أبناء شعب مصر العظيم على اتساع الوطن، أقول لهم: إنني أعلم بشكل كامل حجم المعاناة، وأؤكد لكم أن شغلي الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة هو تخفيف تلك المعاناة، وإيجاد مزيد من فرص العمل، وبناء مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر الكرام.
وفي الختام، أتقدم بتحية إجلال واحترام لجميع شهداء الوطن، أبناؤنا الذين قدموا حياتهم ثمنًا لبقاء الوطن وحمايته، نشد على أيادي أسرهم ونقول لهم: إن شعب مصر أصيل لا ينسى من ضحوا لأجله، وسنعمل جميعًا على بناء وطن قوي كريم يليق بحجم التضحية التي ستظل تاجا فوق رؤوسنا، ينير لنا الطريق نحو المستقبل الذي نتطلع إليه.
أشكركم، ودائمًا وأبدًا، وبالله العظيم، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر. والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته.
ألقيت الكلمة المسجلة بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو.