"أصدّق على التصويت وأعينك رئيسًا للجمهورية"، كانت هذه كلمات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي في الاحتفال بتنصيب حسن روحاني رئيسًا للجمهورية الإسلامية لفترة ثانية، وسوف تمتد رئاسة روحاني إلى عام 2021، ويعتبر روحاني الرئيس السابع للجمهورية. وحضر حفل التنصيب مندوبين من مائة دولة حول العالم.
فاز روحاني بالانتخابات الرئاسية التي أُجريت في مايو/آيار الماضي، وذلك بنسبة مريحة على منافسه إبراهيم رئيسي، إذ حصل روحاني، مرشح حزب العدالة والتنمية، على أكثر من 23 مليون صوت (57.14%)، بينما حصل إبراهيم رئيسي، المرشح عن جمعية علماء الدين المجاهدين، على أكثر من 15 مليون صوت (38.28%).
ووفقًا للإجراءات الانتخابية الإيرانية، يحتاج الرئيس إلى تصديق المرشد الأعلى أولًا، قبل أن يحلف اليمين أمام مجلس الشورى الإسلامي.
تعهد روحاني بعد انتخابه للمرة الثانية أن تنفتح العلاقات الإيرانية الغربية التي تعرضت لتوتر طويل يعود إلى قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وكذلك تعهد بدعم الحريات بالداخل. ومثلما يصفه موقع بي بي سي، فروحاني الذي بدأ فترته الرئاسية الأولى كممثل لتيار الوسط، أصبح يميل الآن أكثر لليسار والتيار الإصلاحي. وفي الانتخابات الأخيرة واجه منافس يميل إلى اليمين مثل إبراهيم رئيسي.
وحقق روحاني في فترته الأولى إنجازًا بالفعل بإخراج بلاده من عزلتها السياسية، حيث عقد الاتفاق النووي الإيراني الغربي، مع ست دول، والذي تضمن تقييد برنامج إيران النووي في مقابل رفع العقوبات المالية والاقتصادية عنها لمدة عشر سنوات. ولكن هذا الاتفاق يتعرض لمخاطر عدة، منها توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المخالف لتوجهات سابقه أوباما، وتخوف أتباع المرشد الأعلى من صعود التأثير الغربي بداخل إيران، وكذلك منافسي روحاني الذين يرون أن الاتفاق كان تنازلًا من إيران للغرب.
كان ترامب صرّح من قبل أن الاتفاق هو الأسوأ على الإطلاق، ووقّع بالأمس على قانون يقضي بفرض عقوبات على إيران، بالإضافة إلى روسيا وكوريا الشمالية، هذا الذي اعتبره إيران خرقًا للاتفاق النووي وفقًا لتصريحات وزارة الخارجية.
على الجانب الداخلي، دعا المرشد الأعلى روحاني إلى أن يتبنى "اقتصاد المقاومة" في مواجهة النمو الاقتصادي الإيراني المتباطئ، خاصة مع رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
وفي خطاب أثناء الاحتفال قال روحاني: "هدف الحكومة هو تحسين صورة إيران في العالم، وحماية حقوق الشعب، وإنهاء الفقر، وحماية الديمقراطية الدينية وتصويت شعبنا".
ومن المفترض أن يقدم روحاني أسماء مجلس وزرائه في خلال الأسبوعين القادمين.
وُلِد حسن روحاني عام 1948. حصل على شهادة في القانون من جامعة طهران عام 1972، واستكمل دراسته في جامعة جلاسكو كاليدونيان بأسكتلندا، وحصل على الدكتوراه في القانون الدستوري عام 1999 بأطروحة عن مرونة تطبيق الشريعة الإسلامية متخذًا إيران نموذجًا.
وعُرِف روحاني بنشاطه السياسي السابق للثورة وتعرض للسجن ثم النفي، وبعد الثورة تقلد العديد من المناصب حتى وصل إلى منصب سكرتير المجلس الأعلى للأمن الوطني، الذي شغله لمدة 16 عامًا (1989-2005).
تولى رئاسة الجمهورية عام 2013، خلفًا لمنافسه أحمدي نجاد. سيظل الاتفاق النووي مع الدول الغربية من أبرز إنجازات روحاني، الذي تولى هذا الملف منذ فترة مبكرة سابقة لرئاسته، ولكن الفترة الثانية تحمل تحديات أكثر صعوبة لروحاني، مع الإشارات التي يمكن أن تؤدي إلى خرق الاتفاق، وكذلك إمكانية تزايد المعارضة الداخلية ضده.
منذ فترته الرئاسية الأولى يطلق روحاني تصريحات إيجابية بخصوص حقوق الإنسان والمرأة وحرية التعبير، ومع ذلك يظل تحسن الأوضاع الإنسانية بطيئًا في البلاد، التي لا يستحوذ رئيسها على جميع مقاليد الأمور، إذ يظل الرجل الثاني الذي يلي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.