تصوير: سالم الريس
إطلاق عدة صواريخ من قطاع غزة باتجاه "إسرائيل"، السبت 7 أكتوبر

غزة مفاجأةُ الله

هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي

منشور الثلاثاء 12 ديسمبر 2023

عائدون.. هذا المستحيلُ الذي سيتحققُ يومًا ما، مات الكبارُ يا بن جوريون، وها هم الصغارُ يتّجهونَ نحوَ الأصل، فلا توطين، ولا وطنٌ بديل، بلادُنا أولى بنا نروحُها رافعي الأعلام حاملي الأرواح على الأكف. سنواتٌ طويلةٌ حاولَ فيها العربُ والعجمُ حرفَ البوصلة، سرقةَ الأمل، إطعامَ الفمِ كي تغفلَ العينُ وما غَفَلت.

المجدُ يا بلاديَ التي لا تموتُ، ولن تموتَ ما دام أهلُها رغم الظلمِ قادرين على الضحكِ والأملِ والتضحيةِ.

صبَرت غزةُ على ما لا يمكنُ لأحدٍ الصبرُ عليه، شكرَت غزة الجميع، وبذلَت الدمَ تلو الدم، ودقتْ على صدرِها ودافعتْ عن كلِ أطرافِ الوطن. فعلتْ كلَّ ما يجبُ عليها فعلُه بالتمامِ والكمال. لكنَّ الجميعَ أرادَ لها أن تركعَ على ركبتيها.

لا ركبٌ في غزة لتركعَ عليها، لو كان ذلك لفعلَت منذ زمنٍ بعيد. غزة غيومٌ تحلّقُ في السماء، غزة اللعنةُ الأبدية، غزة مفاجأةُ الله، أنْ لا خوفَ عليهم، ولا هم ييأسون.

الآن، الأمرُ أضحى سيّان، أحياءٌ موتى، وموتى أحياء، لم يتركوا لنا مجالًا إلا أن نتفجّر، وها نحن نفعل.


محمود جودة، روائي فلسطيني كتب هذا النص من داخل غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشية القصف الإسرائيلي للقطاع.

هذه القصة من ملف  هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي


الأم في غزة

نعمة حسن_  الأم في غزة لا تنام... الأم في غزة لا تبكي... الأم في غزة ليست ككل الأمهات.

كيفَ حالُك؟

نسرين سليمان_  في قبرٍ جماعيٍّ رطبٍ.
وضعوني مع زوجي وأبي وأمي وإخوتي وأطفالي أيضًا.
لن أكونَ في هذه العتمةِ وحيدةً

أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا

حيدر الغزالي _  دمروا أكثر، فجّروا أكثر، واحفروا بالموت كلَّ الأرض أكثر، فأرضنا نايٌ كبيرٌ كلما ثقّبته أعطاك لحنًا جديدًا.

كَم أنا قوية

أميرة حمدان_  ماذا لو كنتُ أنا ضحيتَه التالية؟
لن يغيّرَ هذا شيئًا من حقيقةِ روحي سوى أنني سأنتقلُ حيث كنتُ أحلمُ دومًا.

أعيش هذه الإبادة بخيالات ثلاثة صغار

فداء زياد_  أولهم، كان يختفي تحت شرشفه.. ويقول أريد أن أكون شبحًا كي لا تراني الطائرة. وثانيهم، كان يقول عن صوت قصف الزوارق الحربية صوت أخطبوط البحر..

أحلامُنا بسيطةٌ جدًا

حيدر الغزالي _  أريدُ أن تمشوا في جنازتي.. أن تُلقوا على وجهيَ الزهور.. هذا لأنني أريدُ وجهي.. ولأنني لا أحبُ الانتظار

اليومُ هو البارحة

بيسان عبد الرحيم_  كنا نخافُ العتمةَ يا الله.. لنجدَ أنفسَنا لا نهار لنا، ولا عتمة.  لم يتركوا لنا الوقت يا الله 

لم تكن الفتنةُ نائمةً

عثمان حسين _  أولُ القتلى سيحملُ اسمًا ورقمًا.. وربما لونُ حذائه ستذكرُه الطبولُ.. سيكون محظوظًا، مُعَرّفًا بالشهيد.

لا سُكّر في المدينة!

هند جودة_  أريدُ أن أخبزَ كعكةً ولا سكرَ في المدينة، لا ابتساماتٍ تهطلُ في الوجوه العابرة، لا شرفاتٍ تطلُّ على الأحلام، والنوافذ لم تعدْ إلى أماكنِها منذُ آخرِ الحروب!

غزة مفاجأةُ الله

محمود جودة _  لا ركبٌ في غزة لتركعَ عليها، لو كان ذلك لفعلَت منذ زمنٍ بعيد. غزة غيومٌ تحلّقُ في السماء، غزة اللعنةُ الأبدية، غزة مفاجأةُ الله، أنْ لا خوفَ عليهم، ولا هم ييأسون.

واو العطف

مريم قوش_  أسماءُ الشهداءِ كلُها مَصحوبةٌ بواو عطفٍ، استُشِهد فلانْ وأمُه وأبوه وأبناؤه ومربعُه السكنيّ وذاكرتُه وأحلامُه وأيامٌ كانت تنتظرُه.. وهكذا..

اعتادت الحربُ علينا

ناصر رباح _  في غزة نذهبُ للحربِ كأننا ذاهبونَ لنشجّعَ فريقَنا في لعبةِ الكرة، نهتفُ ويشتدُ صُراخُنا كلّما أحرزنا شهيدًا إضافيًا أو هُدِمَ لنا بيتٌ آخرْ. نحن في غزة مصابون بهستيريا الشهادةِ.