الصورة لـ محمد حازم المصري- حساب الخارجية الفلسطينية على إكس
القصف الإسرائيلي لغزة، 27 أكتوبر 2023

أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا

هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي

منشور الثلاثاء 21 نوفمبر 2023

كُتب في 27 أكتوبر 2023 بعدما قُطعت جميع وسائل الاتصال، ولم أكن أتوقع أن هذا النص سيصل.

أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا، لذا اتركوني أموت كيفما أريد.

الآن لن يبكيني أحد، ولن يرثيني أحد، وربما لن تجدوا جثتي فلا يدفنني منكم أحد، فيكون حينها قبري الهواء، وشاهدي غيمةً يستظلُّ تحتها الأطفالُ، ويكبرون.

لم يقطعوا عنّا الهواءَ يا الله، وهذه فرصة جيدة لنكتبَ هذا الجنون، لست حرًا في هذا الغياب، لست حرًا وأنا عرضةٌ لموتٍ صامتٍ لن يدري عنه أحد، لستُ حرًا وأنا لا أموتُ كيفما أريد، لكنّني حرٌّ حين أموت، فدمروا أكثر، فجّروا أكثر، واحفروا بالموت كلَّ الأرض أكثر، فأرضنا نايٌ كبيرٌ كلما ثقّبته أعطاك لحنًا جديدًا من مقاماتِ الرجوعِ المستحيلِ من الركام.

الساعة الآن الثامنة والربع ليلًا، سأنام، وأجهز جسدي لأي صاروخ مفاجئ يفجره. سأجهز ذكرياتي، وأحلامي؛ لتصيرَ خبرًا عاجلًا أو رقمًا في ملف، عسى الصاروخُ يأتي وأنا نائمٌ فلا أشعرُ بأي ألم، وهذه آخر أحلامنا في الحرب، وخاتمةٌ سخيفةٌ لأحلامنا العالية.

أغادر خوفَ العائلة نحو فرشتي، وأنا أسأل سؤالًا: من قال للغزيِّ أنَّ النائمَ لا يتألم؟ ونمت.  


حيدر الغزالي، شاعر فلسطيني كتب هذا النص من داخل غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أثناء قطع الاتصالات عن القطاع، وتحت القصف الإسرائيلي.

 

"هنا غزة" سلسلةٌ من الفيديوهاتِ القصيرةِ بمبادرةٍ من مؤسسة العمل للأمل، بالاشتراكِ مع أفلام سين، بالتعاون مع المنصة ورصيف22، تقدّمُ قراءاتٍ لنصوصٍ صاغَها شعراءُ وكتابُ سردٍ ومسرحيّون تحتَ القصفِ الإسرائيلي، كإشارةٍ تدلُّ على الحياةِ، خلالَ الأسابيعِ التي تلتْ يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. تؤدّي هذه القراءاتِ شخصياتٌ فنيةٌ وأدبيةٌ وإعلاميةٌ معروفةٌ من المنطَقةِ العربيةِ والعالمِ.

هذه القصة من ملف  هنا غزة| نصوص أدبية كُتبت تحت القصف الإسرائيلي


الأم في غزة

نعمة حسن_  الأم في غزة لا تنام... الأم في غزة لا تبكي... الأم في غزة ليست ككل الأمهات.

كيفَ حالُك؟

نسرين سليمان_  في قبرٍ جماعيٍّ رطبٍ.
وضعوني مع زوجي وأبي وأمي وإخوتي وأطفالي أيضًا.
لن أكونَ في هذه العتمةِ وحيدةً

أحلمُ بموتٍ مدوٍّ جدًا

حيدر الغزالي _  دمروا أكثر، فجّروا أكثر، واحفروا بالموت كلَّ الأرض أكثر، فأرضنا نايٌ كبيرٌ كلما ثقّبته أعطاك لحنًا جديدًا.

كَم أنا قوية

أميرة حمدان_  ماذا لو كنتُ أنا ضحيتَه التالية؟
لن يغيّرَ هذا شيئًا من حقيقةِ روحي سوى أنني سأنتقلُ حيث كنتُ أحلمُ دومًا.

أعيش هذه الإبادة بخيالات ثلاثة صغار

فداء زياد_  أولهم، كان يختفي تحت شرشفه.. ويقول أريد أن أكون شبحًا كي لا تراني الطائرة. وثانيهم، كان يقول عن صوت قصف الزوارق الحربية صوت أخطبوط البحر..

أحلامُنا بسيطةٌ جدًا

حيدر الغزالي _  أريدُ أن تمشوا في جنازتي.. أن تُلقوا على وجهيَ الزهور.. هذا لأنني أريدُ وجهي.. ولأنني لا أحبُ الانتظار

اليومُ هو البارحة

بيسان عبد الرحيم_  كنا نخافُ العتمةَ يا الله.. لنجدَ أنفسَنا لا نهار لنا، ولا عتمة.  لم يتركوا لنا الوقت يا الله 

لم تكن الفتنةُ نائمةً

عثمان حسين _  أولُ القتلى سيحملُ اسمًا ورقمًا.. وربما لونُ حذائه ستذكرُه الطبولُ.. سيكون محظوظًا، مُعَرّفًا بالشهيد.

لا سُكّر في المدينة!

هند جودة_  أريدُ أن أخبزَ كعكةً ولا سكرَ في المدينة، لا ابتساماتٍ تهطلُ في الوجوه العابرة، لا شرفاتٍ تطلُّ على الأحلام، والنوافذ لم تعدْ إلى أماكنِها منذُ آخرِ الحروب!

غزة مفاجأةُ الله

محمود جودة _  لا ركبٌ في غزة لتركعَ عليها، لو كان ذلك لفعلَت منذ زمنٍ بعيد. غزة غيومٌ تحلّقُ في السماء، غزة اللعنةُ الأبدية، غزة مفاجأةُ الله، أنْ لا خوفَ عليهم، ولا هم ييأسون.

واو العطف

مريم قوش_  أسماءُ الشهداءِ كلُها مَصحوبةٌ بواو عطفٍ، استُشِهد فلانْ وأمُه وأبوه وأبناؤه ومربعُه السكنيّ وذاكرتُه وأحلامُه وأيامٌ كانت تنتظرُه.. وهكذا..

اعتادت الحربُ علينا

ناصر رباح _  في غزة نذهبُ للحربِ كأننا ذاهبونَ لنشجّعَ فريقَنا في لعبةِ الكرة، نهتفُ ويشتدُ صُراخُنا كلّما أحرزنا شهيدًا إضافيًا أو هُدِمَ لنا بيتٌ آخرْ. نحن في غزة مصابون بهستيريا الشهادةِ.