1:29:06
بسم الله الرحمن الرحيم،
شعب مصر العظيم،
أبنائي وبناتي من خريجي الكليات العسكرية،
رجال جيش مصر الأبطال،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تبلغ سعادتي مداها ونحن نحتفل اليوم، معًا بتخريج جيل جديد من أبناء مصر، الذين تعلموا في مدرسة العسكرية المصرية، تعلموا مبادئ الوطنية والبطولة وقيم الكرامة والعزة، وعاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن، محافظين على أرضه ومقدرات شعبه.
اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم، والوطنية، في هذه الأكاديمية العسكرية العريقة. أوجه لكم تهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة، بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة المصرية، لتنضموا إلى خير أجناد الأرض.
كما يطيب لي أن أعرب عن عظيم التهاني لأسركم الكريمة، الذين يحصدون اليوم ثمار ما زرعوه في نفوسكم ووجدانكم من قيم ومبادئ، وأقدم لهم التحية الواجبة. (تصفيق)
وأود كذلك أن أغتنم هذه الفرصة مع هذا الجمع الكريم لتوجيه تحية تقدير وإجلال لشهداء مصر الأبرار الذين قدموا أرواحهم.. (تصفيق) الذين قدموا أرواحهم ليظل هذا الوطن باقيًا، وتظل كرامته مصـ.. مصونة، ورايته عالية، خفاقة بين الأمم.
شعب مصر العظيم،
أوجه حديثي إليكم، وإلى كل شعوب الأرض، بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلًا. إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربي في وجدان الضمير المصري، ما جعل مصر دائمًا وأبدًا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية، مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجل الحق العربي المشروع. حين كانت الحرب، فكنا مقاتلين. وكان السلام، فكنا له مبادرين. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا.
واليوم، ونحن في قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعي دؤوب من أطراف متعددة، للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام، القائم على العدل، وعلى مبادئ "أوسلو"، والمبادرة العربية للسلام، ومقررات الشرعية الدولية.. إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلى صراعات صفرية، لا منتصر فيها ولا مهزوم. صراعات تخل بمبادئ القانون الدولي، والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق.
وإدراكًا مني، ويقينًا، بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه؛ فإنني أدعو كافة الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين، والأطفال، والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضي، تجنبًا لحرائق.. تجنبًا لحرائق ستشتعل، فلن تترك قاصيًا أو دانيًا إلا وأحرقته. مع استعداد مصر أن تسخر كل قدراتها، وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، دون قيد أو شرط.
وأؤكد بشكل واضح أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي، يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن نحافظ... (تصفيق) وأؤكد بشكل واضح، أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي، يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية.
فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه، بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا، آملين بأن تعلوا أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل، ونحيب الأمهات، ولن يتأت ذلك إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورًا. والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار، والتجويع، والتهجير.
وأؤكد ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل عاجل، ويجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل... (تصفيق) ويجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد، فمن أجل السلام فليعمل العاملون.
السيدات والسادة،
الحضور الكريم،
إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل صيغة للمستقبل، منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معًا قوى الشر والظلام التي أرادت أن تطفئ نور الوطن، وكانت إرادة الله أن يظل نور مصر باقيًا ليفيض على العالم بالسلام والمحبة.
واجهنا الإرهاب والترويع، استعدنا بناء المؤسسات، واجهنا التحديات بالتنمية والبناء، وسنظل نواجه كل التحديات بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطني، عاقدين العزم أن تظل مصرنا العزيزة في صدارة الأمم، وأن ينعم شعبها بحياة كريمة، تليق بها، وبجيش مصر وشعبها. وبالله من قبل ومن بعد، ستحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)
أنا خلصت الكلمة، واسمحوا لي إن أنا أتحدث معكم، كالعادة يعني.. اللوا محمد لو سمحت إعمل جنبًا سلاح.
اللوا محمد: مجموعات العرض العسكري.. جنبًا سلاح!
السيسي: مرة تانية، بسم الله الرحمن الرحيم. أنا عايز أقول لكم أمر مهم جدًا.. الأمم بتصمد، مش بس بقيادتها، الأمم بتصمد بشعبها وبقيادتها، وبالتالي أمر مهم قوي إن إحنا نبقى واخدين بالنا من التحديات اللي موجودة في منطقتنا. وأرجو منكم جميعًا، يعني، شوفوا وراجعوا وتابعوا الأوضاع اللي موجودة على حدودنا الغربية، على حدودنا الجنوبية، وعلى حدودنا الشرقية الآن. ها تجدوا دايمًا إنها لحكمة، لا نعلمها، مشتعلة.
وأنا عايز أقول للمصريين البسطاء، لما يكون ليك جار بس عنده مشكلة صغيرة، إنت بتتأثر بيها، تصور بقى لو الجار ده، البيت بتاعه مشتعل، البيت بتاعه مشتعل.. فالبيوت حوالين مننا مشتعلة كلها، لكن شائت إرادة ربنا سبحانه وتعالى أن تظل مصر آمنة مطمئنة.. آمنة مطمئنة. (تصفيق)
يمكن تكون في صعوبات، وفي تحديات موجودة، لكن الأمر المهم إن إحنا نفضل ثابتين، وصامدين، ومش بس كدا، وآملين ومتفائلين بالله سبحانه وتعالى.
عايز أقول لكم، والكلام ده أنا يمكن كررته كتير، مصر بتدير سياستها بشكل، يعني، يهدف في الأمـ.. في الأول وفي الآخر، إلى السلام والتنمية والبناء والتعاون.. دي سياستنا منذ، يعني، مش بس حتى عشان أكون منصف، مش بس حتى في الفترة اللي إحنا تولينا فيها المسؤولية، لا حتى قبل كدا، وكنا دايمًا حريصين على إن إحنا، يعني، لا نتطلع أبدًا خارج حدودنا، يعني حدودنا اللي إحنا موجودة منذ مئات وآلاف السنين لمصر، هي الحدود القائمة، ولم يكن لمصر أبدًا تطلعات لتجاوز هذه الحدود، أو الطمع في حدو.. في حدود أو في أرض أو في قدرات الآخرين. كنا دايما راضيين باللي ربنا سبحانه وتعالى، يعني، أعطاهولنا، وبنعمل بيه.
المرحلة اللي إحنا موجودين فيها، مرحلة صعبة جدًا. وأنا مش عايز أقول كلام كتير، أكيد إنتم متابعين كل شيء، وإحنا بنبذل جهد كبير جدًا جدًا لاحتواء التصعيد اللي موجود، والاقتتال اللي موجود، وبنحاول نصل إلى وقف الاقتتال، وأيضًا التخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واتصالاتنا لا تنتهي... (تصفيق)
إحنا بنكلم الجميع، القادة والمسؤولين، وهم كمان بيكلمونا. الكل مهتم، وإحنا حريصين على إن إحنا المساعدات، سواء كانت طبية أو إنسانية، في الوقت الصعب ده، تصل إلى القطاع.
أنا بقول كدا للناس كلها عشان في الفترة اللي إحنا موجودين فيها ديت، بيتردد كلام كتير، وبيبقى في شائعات، وفي مغرضين، فأنا حبيت بس أأكد لكم إن إحنا مش ساكتين، وبنتحرك مع أشقاءنا، قادة الدول العربية، وأيضًا مع أصدقاءنا وحلفاءنا، من أجل إيجاد حل لهذا الموضوع.
مش عايزين زي يمكن ما، ما اتقال، يعني العاطفة، طبعًا، طبعًا، نحن متعاطفين، لكن، خلي بالكم، عايزين وإحنا بنتعاطف نكون دايما بنتعامل، يعني، بردو بعقولنا. عشان نصل إلى، يعني، إلى السلام، وإلى الأمان، بشكل، يعني لا يكلفنا الكثير.. لا يكلفنا الكثير.
ده مش معناه إن إحنا مش عايزين نتكلف، لأ إحنا بنقول إحنا مستعدين نتكلف في إطار قدراتنا، وفي إطار إمكانياتنا، وإحنا.. إحنا لم نسبب مشكلة لحد، بل بالعكس، إحنا بنتكلم وعندنا 9 مليون من الضيوف أنا زي ما بقول، من دول كتير قوي، جم هنا مصر، عشان الأمن والأمان، والسلم والسلام.
لكن بالنسبة للقطاع، أنا بقول إن الخطورة هناك، خطورة كبيرة قوي لأنها تعني تصفية القضية ديت.. تصفية القضية ديت.. (تصفيق)
فمهم قوي إن إحنا نبقى منتبهين لده، أنا قلت الأول الرقم، والناس اللي موجودة، واللي إحنا استقبلناهم، عندما كان الأمر يتعلق بمشاكل، يعني أمنية في بلاد هذه الـ.. هؤلاء الضيوف يعني.. إنما الأمر هناك مختلف. القضية دي قضية، قضية القضايا، وقضية العرب كلها، ومهم إن شعبها يفضل صامد، ومتواجد على أرضه. وإحنا ها نبذل أقصى جهد... (تصفيق) عشان نخفف عنه.
هنا بالنسبة للمصريين، أنا عارف إن الـ.. التحديات آآ بقالنا تقريبا من 2011 والظروف آآ صعبة.. ومن أزمة لأزمة.. لكن عزاءنا إن ربنا سبحانه وتعالى بيسلم البلد ديت من كل شر وسوء، وإن كان الأمر مرتبط، مش ها أقول بحاجة بسيطة، حياة وتكلفتها، لكن في فرق كبير جدًا بين تكاليف حياة، وبين إهدار حياة.. بين تكاليف حياة، ممكن تبقى غالية علينا، وبين إهدار حياة، وخراب دول.
مصر ها تفضل، بفضل الله سسبحانه وتعالى، باقية، صامدة، قادرة، بيكم إنتم. وما حدش ها يقدر، ما حدش يستطيع المساس بمصر إلا من خلالكو، لكن قدر مصر على تأمين نفسها وحماية نفسها، بفضل الله سبحانه وتعالى، كافية. لكن شعبها كمان، شعبها كمان، شعبها كمان هو كمان مسؤول معانا على.. على حفظ مصر وأمنها.
إوعوا.. إوعوا حد.. إوعوا حد يزين لكم، أو يـ.. يفتنكم، ويخليكو، يعني.. كفاية خراب الدول الأخرى.
مش عايز أطول عليكو أكتر من كدا. مبروك الـ.. (تصفيق) مبروك.. أبناءنا وبناتنا اللي اتخرجوا النهار ده، ومبروك لأسركم، وربنا يا رب يحفظكم، وتبقوا دايمًا، دايمًا، ذخر وقوة وقدرة لمصر. شكرًا جزيلًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)
ألقيت الكلمة في الكلية الحربية بالقاهرة، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفل تخريج دفعات جديدة في الأكاديمية والكليات العسكرية، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء.