ممارسة الرقص الشرقي في مصر تقليد قديم، ورغم أن قطاعات كبيرة من المصريين تعتبر الرقص ممارسة غير أخلاقية، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي كثيرًا ما تتفاعل مع رقصات بعينها، تحتفي بها أحيانًا وتنتقدها أحيانًا.
رقصة أخرى أثارت الجدل في مصر، لأنها كانت رقصة لأستاذة جامعية، وهي دكتورة منى برنس، أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة السويس، ورغم أن الفيديو صُوِّر على سطح بيتها، بعيدًا عن سياق التدريس الجامعي، إلا أن منى برنس حُولت للتحقيق بسبب الفيديو.
انقسمت الآراء بين متضامن ومنتقد، وأصدرت وزارة التربية والتعليم، اليوم، بيانًا، شددت فيه على ضرورة احترام قيم العمل الجامعي على خلفية مقطع الفيديو الذي نشرته برنس على صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك".
ويحدد قانون تنظيم الجامعات المعاملات داخل سور الجامعة، ولكن منى برنس لم تمارس الرقص بداخل سور الجامعة، ولم يتعلق بعملية التدريس.
يقول مهاب سعيد محامي مؤسسة حرية الفكر والتعبير للمنصة: "الآداب، وحسن السمعة، وكل هذا الكلام الذي أقره تنظيم الجامعات، محصور في نطاق الوظيفة"، ويضيف مهاب: "الدستور كفل حرمة الحياة الخاصة، والحرية الشخصية، ونص عليهم صراحة".
بيان وزارة التعليم العالي نفسه أكد على أن الحرية الشخصية لأعضاء هيئة التدريس مصونة بحكم الدستور والقانون، ولكن هذه الحرية، بحسب البيان، لا يمكن أن تأتي على حساب الأخلاق والأعراف الجامعية.
وبحسب مهاب فإن من يحاول اقتحام الحياة الخاصة للمواطن، هو الذي ينبغي مساءلته قانونيًا، ويؤكد مهاب على أن بيان الوزارة حول مقطع الفيديو "لا معنى له سوى أنها فُصلَت، في البيان إفصاح عن النية، والوزارة أفصحت عن قرارها بالإشارة إلى أن الفعل خاطيء ومشين، وأن أستاذ الجامعة لا بد أن يتمتع بصفات محددة".
الكيل بمكيالين
طلب وائل الإبراشي من منى برنس أمس أن تقوم وتقدم وصلة رقص على الهواء، لترد عليه برنس "بمناسبة إيه؟ أنا في بيتي؟" ليتابع الإبراشي: "بمناسبة إيه على النت ما تخليها في بيتك"، كما عَرَض في برنامجه عددًا من صورها الشخصية، كصور لا تُليق بأستاذة جامعية.
لكن وائل الإبراشي نفسه لم يعترض أخلاقيًا على رقص السيدات أمام لجان الانتخابات الرئاسية السابقة، وعندما سخرت قناة الجزيرة في إحدى تقاريرها من رقص المصريات، خرج الإبراشي ليدافع عن الرقص، ووصفه بالملتزم، وقال إن رقص المصريات في الشوارع كان تلقائيًا.
كما تحدث في إحدى حلقات برنامجه عن حق الناس في التعبير عن الفرح، وقال: "من حق الناس إنها تفرح"، وذلك دفاعًا عن فيديو مسرب رقصت فيه ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكذلك إلهام شاهين في فرح حفيد الزعيم.
وفي النهاية، وعلى الرغم من وجود جمهور واسع في مصر مهتم بالرقص الشرقي، أصبح رقص المرأة في مصر وصمة عار، مجرد حركات "ساخنة" مثيرة للغرائز، فهو ليس فنًا بل "قلة أدب"، ولكن مع ذلك لا ينقطع الإقبال عليه.
فبنظرة سريعة على بيانات محرك البحث جوجل، تكتشف أن طلبات البحث عن "رقص مثير" و "رقص ساخن" لا تهدأ أبدًا، ولن تجد بيانات كافية عن طلبات البحث عن "رقص" فقط، وكأن الرقص لا يرتبط سوى بأفعال غير مقبولة مجتمعيًا.