للمتحرش، الصمت علامة الرضا.. علامة الضعف.. إذن باستكمال الأنتهاك؛ بينما الدفاع عن النفس رفض وتهديد، ويمكن أن يكون حماية لسيدة أخرى كانت ستكون الضحية التالية لمتحرش لم يجد من يوقفه.
الحامل تكون أكثر هشاشة لخوفها من تهديد جنينها بالحركة السريعة غذا ما اضطرت للدفاع عن نفسها. إذن كيف يمكن للسيدة الحامل أن تحمي نفسها من التحرش؟ خصوصًا إذا تجاوز التحرش اللفظي وحاول المتحرش لمسها؟
يقول الكابتن رامي يحيى مدرب الكونغ-فو في مركز التايكوندو الدولي، والمتخصص في مساعدة السيدات على الدفاع عن أنفسهم في مواجهة التحرش: "تعتمد كل أساليب الدفاع عن النفس على استغلال نقاط الضعف لدى المعتدي، وليس على قوة المدافعة عن نفسها. إذا كونها سيدة حامل، لا يجعلها ضعيفة إذا استعدت جيدًا لمواجهة المتحرش".
ويلخص كابتن رامي طريقة الدفاع عن النفس ضد التحرش، في أن تكون السيدة في الشارع لديها القدرة والتركيز على رصد من يقترب منها بشكل مريب، ومحاولة الابتعاد عنه. فتفادي الاحتكاك مع المتحرش ومنعه من تنفيذ ما ينتويه من تحرش هو الهدف الأول والأكثر أمانًا.
في حال إصرار أحدهم على الاقتراب منها، يجب أن تكون لدى السيدة القدرة على تحويل أي شيء تحمله في يدها إلى سلاح، مثل حقيبتها، أو حتى هاتفها إذا ما أمسكته في قبضة يدها لتصبح قبضتها أقوى، أو حتى أكياس الخضروات.
أما في حالة المواجهة المباشرة، فيفضل أن تركز السيدة على نقاط الضعف الأساسية، وهي منطقة أسفل الحزام، ومنطقة الرقبة "الزور"، ومنطقة العينين.
فبضربة بسيطة في إحدى تلك المناطق الثلاثة، يمكنها شل حركة المعتدي ولو مؤقتًا حتى تستطيع أن تكون هي المسيطرة على الموقف.
في حال حاول أحدهم لمس أي سيدة، لن تحتاج إلى أمساك يده مثلا ولويها، فقط بإمساك أصبع واحد وليِّه حول محوره، يمكنها كسره دون أي قوة مطلوبة منها، وستسبب له الكثير من الألم.
ويعود رامي ليؤكد على أن أستخدام بعض أدوات الدفاع عن النفس هي الخيار الأفضل دوماً، مثل بخاخات الفلفل والصاعق الكهربائي.
ويحذر من استخدام أسلحة حادة مثل السكين أو المفك، أو تلك الأشياء التي انتشر حملها من قبل بعض السيدات، "لأن السيدة بطبعها لن تريد إيذاء أحد بشكل حقيقي، كما أنها غير مدربة بشكل جيد على استخدام أسلحة حادة". وهنا يكون السلاح من السهل انتقاله ليد المعتدي أو المتحرش ويوجهه ضدها.
ويكمل رامي:" أفضل دوماً أن تخضع أي سيدة أو فتاة إلى تدريبات خاصة في الدفاع عن النفس، وخصوصًا في الحالات الخاصة التي نتحدث عنها؛ كأن تكون سيدة حامل، كي لا تتعرض السيدة إلى أية مشكلة، وتكون مستعدة نفسيًا وليس فقط جسدياً لمواجهة الاعتداءات والتحرشات في الشارع".
ويوضح أن التدريبات التي تقدمها مراكز تأهيل المرأة للدفاع عن نفسها، تنقسم إلى جزء خاص بالاستعداد، ومنه مرحلة الاستعداد النفسي، ثم تليه مرحلة التدريب على المواجهة.