حساب الرئاسة اللبنانية على إكس
الرئيس اللبناني جوزاف عون يلتقي مورجان أورتاجوس في بيروت، 7 فبراير 2025

نحو التطبيع.. مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان لأول مرة منذ 1993

قسم الأخبار
منشور الخميس 4 كانون الأول/ديسمبر 2025

التقى دبلوماسيون من إسرائيل ولبنان، أمس الأربعاء، تحت رعاية الولايات المتحدة، لأول مرة منذ 1993، وذلك بعد أقل من أسبوعين من غارة لجيش الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال الرجل الثاني في حزب الله هيثم طبطبائي، القائد العسكري الأعلى للحزب.

ووفق أكسيوس، ناقش الدبلوماسيون من إسرائيل ولبنان التعاون في المشاريع الاقتصادية للمساعدة في استقرار الوضع في جنوب لبنان بالقرب من حدودهما المشتركة، وأوضح الموقع الأمريكي أن الاجتماع في الناقورة على الحدود بين البلدين أول مشاركة مباشرة وعلنية من نوعها بين إسرائيل ولبنان منذ عام 1993.

وتسعى إدارة ترامب إلى تعزيز هذا النوع من الحوار بين إسرائيل ولبنان منذ تسعة أشهر، وقال مسؤول أمريكي لم تسمه أكسيوس إن الولايات المتحدة تأمل أن يساعد الاجتماع في تهدئة التوترات بين البلدين وتجنب استئناف الحرب في لبنان.

ورغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ ما يقرب من عام، صعدت إسرائيل ضرباتها في لبنان في الأسابيع الأخيرة لمحاربة ما تراه جهدًا من جانب حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية، آخرها في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكانت هذه هي الضربة الإسرائيلية الأكثر أهمية ضد قادة حزب الله منذ وقف إطلاق النار، وهي المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل بيروت منذ خمسة أشهر.

وأبلغت الحكومة الإسرائيلية إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة أن الحكومة اللبنانية لا تبذل جهودًا كافية لتنفيذ قرارها بنزع سلاح حزب الله، حسب مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين لم تسمهم أكسيوس.

وحذر الإسرائيليون البيت الأبيض من أنه إذا استمر حزب الله في إعادة التسلح بالمعدل الحالي فإنه سوف يضطر إلى استئناف الحرب لإضعاف حزب الله.

وسبق أن استنكرت الحكومة اللبنانية الغارات الإسرائيلية، وقالت إنها تُقوّض عمليات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. كما طالبت الحكومة اللبنانية إسرائيل بالانسحاب من خمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية قرب الحدود.

وقال مسؤول أمريكي لم تسمه أكسيوس إن إدارة ترامب تعتقد أن اغتيال القائد العسكري الأعلى لحزب الله أعطى الحكومة الإسرائيلية مساحة أكبر للمناورة السياسية وأخَّر عملية إسرائيلية كبرى محتملة في لبنان.

وأضاف أن إدارة ترامب تعتقد أنه بغض النظر عن خطاب بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين، فإن استئناف الحرب من قبل إسرائيل ليس واردًا في الأسابيع المقبلة.

وتحاول إدارة ترامب إطلاق محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ شهر مارس/آذار الماضي، لكن لم يبد أي من الطرفين حماسًا لذلك، ومع استمرار تصاعد التوترات في الأسابيع الأخيرة، ضغطت إدارة ترامب على الجانبين لإرسال دبلوماسيين لإجراء محادثات مباشرة بمشاركة الولايات المتحدة، حسب مسؤول أمريكي.

وأقنع السفير الأمريكي الجديد في لبنان ميشال عيسى الحكومة اللبنانية بالمشاركة رغم الضربات الإسرائيلية المستمرة، فيما أقنعت الدبلوماسية الأمريكية مورجان أورتاجوس الإسرائيليين بالمشاركة رغم مزاعمهم بشأن عدم كفاية رد بيروت على حزب الله، وفق أكسيوس.

والتقت أورتاجوس، يوم الثلاثاء، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحثته على إرسال دبلوماسي لحضور الاجتماع. وقال مسؤول أمريكي إن أورتاجوس أخبرت نتنياهو أنه على الرغم من قدرة الحكومة اللبنانية على بذل المزيد من الجهود لمواجهة حزب الله، إلا أن ذلك أفضل لإسرائيل من أي حكومة لبنانية سابقة منذ عقود.

وأفاد مصدر مطلع بأن الاجتماع ركّز بشكل رئيسي على التعارف بين الطرفين. وحسب أكسيوس فإن القضية الأكثر جوهرية في الاجتماع الأول كانت التعاون الاقتصادي، وخاصة ما يتعلق بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب.

وبينما يناقش الطرفان في الوقت الحالي مشاريع مشتركة صغيرة، فإن الرؤية الأمريكية على المدى الطويل تتمثل في إنشاء "منطقة ترامب الاقتصادية" على طول الحدود والتي ستكون خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة، واتفقت الأطراف على الاجتماع مرة أخرى قبل العام الجديد والمجيء إلى طاولة المفاوضات بمقترحات اقتصادية من شأنها أن تساعد في بناء الثقة.

وحسب مصادر أكسيوس، تتفق جميع الأطراف على أن الهدف الأساسي يبقى نزع سلاح حزب الله. وستواصل الجيوش الثلاثة العمل على ذلك من خلال آلية وقف إطلاق النار.

وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، وخلال رئاسة بايدن، أجرى مسؤولون مدنيون من إسرائيل ولبنان محادثات بشأن الحدود البحرية بين البلدين. وكانت تلك المفاوضات غير مباشرة رسميًا، على عكس اجتماع يوم الأربعاء، ولم تركز على قضايا أوسع في العلاقة.

وحسب الشرق الأوسط، خرج مناصرون لحزب الله ليلًا في مسيرات بضاحية بيروت الجنوبية، رفضًا للتطبيع مع إسرائيل.

ويرفض حزب الله الموافقة على خطة أمريكية أقرتها الحكومة اللبنانية مطلع أغسطس/آب الماضي، متضمنة إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي، وكلَّفت الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله، ما فتح الباب أمام احتجاجات ميدانية وموجات من الاتهامات المتبادلة بين نواب البرلمان عن الحزب والحكومة.