الموقع الرسمي لحزب الله
الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، 5 ديسمبر 2024

حزب الله يحذر من "حرب أهلية" والحكومة اللبنانية ترفض "التهديد"

قسم الأخبار
منشور السبت 16 أغسطس 2025

حذر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أمس، من أن قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح الجماعة قد يفتح الباب أمام "حرب أهلية"، مؤكدًا استعداد الحزب لخوض "معركة" للحفاظ على سلاحه، في تصريحات وصفها رئيس الوزراء نواف سلام بأنها "غير مقبولة" وتحمل "تهديدًا مبطنًا".

والأسبوع قبل الماضي، وافقت الحكومة اللبنانية على ورقة أمريكية تضمنت إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي، وكلَّفت الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله، ما فتح الباب أمام احتجاجات ميدانية وموجات من الاتهامات المتبادلة بين نواب البرلمان عن الحزب والحكومة.

وقال قاسم في خطاب متلفز إن الحكومة "اتخذت قرارًا خطيرًا جدًا خالفت فيه ميثاق العيش المشترك"، معتبرًا أنها "تُعرض البلد لأزمة كبيرة"، وأضاف "اتركوا العدو في مواجهتنا ولا تتصدوا نيابة عنا، لكن اسكتوا فقط واتركونا نواجهه".

وتابع "فلتجتمع الحكومة للتخطيط لمواجهة العدوان لا لتسليم البلد إلى متغوّل لا يشبع، المقاومة تأخذ شرعيتها من الدماء والتحرير والحق والأرض، ولا تأخذها منكم ولا تحتاجها منكم".

كما حذر قاسم من الزج بالجيش في مواجهة داخلية قائلاً "لا تزجوا بالجيش في الفتنة الداخلية، فسجله ناصع وقيادته لا تريد أن تدخل في هذا المسار"، مضيفًا "لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يبنى لبنان إلا بكل مقوماته، إما أن يبقى ونبقى معًا وإما على الدنيا السلام، وأنتم تتحملون المسؤولية".

وأضاف أن حزب الله وحركة أمل، قررا إرجاء أي احتجاجات في الشوارع على خطة نزع السلاح "لأن هناك مجالاً للحوار مع الحكومة"، لكنه أشار إلى أن أي احتجاجات مقبلة "قد تصل إلى السفارة الأمريكية في بيروت".

في المقابل، رد رئيس الوزراء نواف سلام بلهجة حادة، معتبرًا أن تصريحات قاسم "تحمل تهديدًا مبطنًا بالحرب الأهلية" وهو أمر "مرفوض تمامًا".

وقال سلام في تصريحات للشرق الأوسط نقلها عبر حسابه على إكس، "لا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد والتلويح بها مرفوض تمامًا، لا يجوز لأي طرف في لبنان حمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية".

وأضاف "الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعًا أمريكيًا إسرائيليًا هو حديث مردود، قراراتنا لبنانية صرف، تصنع في مجلس وزرائنا ولا أحد يمليها علينا".

وشدد سلام على أن اتفاق الطائف "هو ميثاقنا وينص بشكل صريح على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية"، مضيفًا "لم يطلب أحد تسليم سلاح حزب الله للعدو الإسرائيلي كما يروّج البعض، بل للجيش اللبناني الذي نرفض التشكيك في وطنيته".

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته، وهو ما أسفر عن 269 قتيلًا و568 جريحًا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

وتشترط إسرائيل نزع سلاح حزب الله وسيطرة الجيش اللبناني على المنطقة الحدودية للانسحاب، بينما يعتبر حزب الله أن التخلي عن السلاح تسليمًا لإسرائيل، مؤكدًا أن تل أبيب لن تلتزم بتعهداتها.