قال قيادي في حركة حماس لـ المنصة إن الإدارة الأمريكية أجلت لقاءً كان مقررًا أن يجمع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ورئيس وفد التفاوض من حماس خليل الحية يوم الأربعاء الماضي في العاصمة التركية اسطنبول، إلى موعد غير محدد، حسب قيادي بالحركة لـ المنصة.
وأوضح القيادي أن ويتكوف كان سيلتقي الحية ضمن برنامج زيارته إلى تركيا، لكن الزيارة بالكامل تأجلت، وأبلغ المسؤولون في تركيا قيادة الحركة بتأجيل اللقاء الذي كان يستهدف مناقشة ملفات اليوم التالي في غزة.
والأربعاء الماضي، أفادت تقارير صحفية إسرائيلية بإلغاء اللقاء بسبب الضغوط والانتقادات، لكن مصدرًا في حماس ذكر لـ المنصة في اليوم نفسه أن الحركة لم تتلقَّ أي إفادات رسمية بشأن إلغاء موعد اللقاء الذي كان سيحضره أيضًا صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.
وذكر موقع "والا" أن جهات إسرائيلية اعتبرت أن اللقاء يشكّل اعترافًا بمكانة حماس وسيُصعّب على إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية في المفاوضات مع الحركة.
في سياق قريب، أكدت حماس للوسطاء في مصر وقطر رفضها محاولة جيش الاحتلال فرض واقع في غزة مشابه لما يمارسه في لبنان، في إشارة إلى الضربات المتفرقة التي ينفذها الاحتلال لاستهداف قيادات بالمقاومة، حسبما قال قيادي بارز في الحركة لـ المنصة اليوم.
وقال القيادي إن حماس وفصائل المقاومة الشريكة في الميدان شددوا على التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار ما دام الاحتلال ملتزم به، مؤكدًا أن الفصائل تدرس الرد الميداني على أي خروقات للاتفاق، مضيفًا أن مسؤولية وقف الخروقات لا تقع على حماس وحدها بل للوسطاء دور كبير في ذلك من خلال الضغط على إسرائيل أو أمريكا الراعية.
وأوضح القيادي أن هناك اتصالات مكثفة من الوسطاء مع الإدارة الأمريكية للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للالتزام ببنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن هذه الاتصالات لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة، وأن الحركة لم تتلقَ ردًا رسميًا بشأنها.
وأكد أن ما يمنع المقاومة حتى الآن من الرد على الخروقات هو الوضع الإنساني الصعب في القطاع، وحرصًا على منع مزيد من المعاناة لأهالي غزة.
يأتي ذلك في وقت كثف فيه الجيش الإسرائيلي فجر السبت غاراته الجوية وقصفه المدفعي على أربع مدن في القطاع، مستهدفًا المباني السكنية والمنشآت، مواصلاً خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في السياق ذاته، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم السبت، إلى سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة لتباشر مهامها ومسؤولياتها في القطاع، وذلك خلال لقائه جوناثان باول مستشار الأمن القومي البريطاني، على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج، وفق بيان صادر عن الوزارة.
وشدد عبد العاطي على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق شرم الشيخ، وبدء خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بغزة.
ووفق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات حول إدارة القطاع ونزع سلاح المقاومة فور الانتهاء من تسليم جثث المحتجزين الإسرائيليين المتبقية وهي ثلاث جثث فقط أسفل الركام في القطاع.
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تستهدف نزع سلاح حماس وتحويل غزة لمنطقة منزوعة السلاح، موضحًا أن تل أبيب تعمل مع واشنطن على خطة لتغيير واقع القطاع، فيما تعتبر حماس أن مسألة نزع السلاح معقدة وتحتاج لتوافق فلسطيني.