قُتل 29 فلسطينيًا وأصيب العشرات، مساء الأربعاء، في سلسلة هجمات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، شملت منازل مأهولة وخيام نازحين، وفق ما أكد مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة.
وجاء القصف بعد ساعات من بيان لجيش الاحتلال زعم فيه تعرض قواته المتمركزة خلف الخط الأصفر شرق خانيونس لإطلاق نار دون وقوع إصابات.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيان نشره عبر حسابه على إكس، إن قواته رصدت ما وصفه بـ"خرق لاتفاق وقف النار" الذي جرى التوصل إليه بين حركة حماس وإسرائيل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برعاية أمريكية ووساطة مصرية وقطرية وتركية.
وبعد البيان مباشرة، بدأت الطائرات الحربية والمسيّرة سلسلة غارات استهدفت منازل وخيام نازحين في عدة مناطق، وصفها الجيش بأنها "أهداف إرهابية لحماس في غزة".
بدأ الهجوم في السادسة من مساء أمس، وتركز على مبنى يتبع وزارة الأوقاف في منطقة عسقولة قرب مستشفى المعمداني وسط غزة، وتقطنه عائلات نازحة، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم عائلة مكوّنة من خمسة أفراد قُتلوا جميعًا داخل غرفة أسمنتية كانوا يقيمون فيها إثر تدمير منزلهم خلال الحرب، حسب مصدر من ذوي العائلة لـ المنصة.
كما قُتل شابان وفتاة في استهدافات منفصلة لخيام نازحين على الأطراف الغربية بحي الشجاعية شرق المدينة، وقال مصدر طبي في مستشفى الشفاء لـ المنصة إن عشرات الجرحى وصلوا المستشفى، مضيفًا أن أغلبهم من الأطفال.
وفي شمال القطاع، أفاد مصدر صحفي لـ المنصة بأن طائرات مسيرة ألقت قنابل متفجرة قرب خيام نازحين في جباليا وحي التفاح، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بشظايا نُقلوا على إثرها إلى مستشفى المعمداني.
وفي جنوب القطاع، قصفت الطائرات الإسرائيلية أكثر من ستة مبانٍ في محيط ووسط مدينة خانيونس، ما أدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات الذين نُقلوا إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.
وأوضح المصدر أن القصف طال خيامًا للنازحين في منطقة المواصي ومنازل في حي الأمل وقيزان النجار دون سابق إنذار، بالتزامن مع انفجارات ناتجة عن غارات إسرائيلية في المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، دون الإبلاغ عن إصابات.
من ناحيتها، أدانت حركة حماس الهجمات في بيان عبر حسابها على تليجرام، وقالت إنها تصعيد خطير يسعى من خلاله مجرم الحرب نتنياهو إلى استئناف الإبادة ضد شعبنا".
ونفت الحركة رواية جيش الاحتلال بشأن تعرض قواته لإطلاق نار، معتبرة أنها ذريعة لتبرير الخروقات والانتهاكات المستمرة منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، الذي وثقت خلاله الحركة مقتل أكثر من 300 فلسطيني واستمرار هدم المنازل وإغلاق معبر رفح.
وطالبت الحركة الإدارة الأمريكية بالضغط الفوري على الاحتلال لوقف التصعيد والالتزام باتفاق وقف النار، كما دعت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا بصفتهم أطرافًا ضامنة للاتفاق، إلى إلزام الاحتلال ووقف الخروقات التي تهدد استمراره.
وتأتي العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة بين حين وآخر، في وقت يسري فيه اتفاق وقف إطلاق النار بمرحلته الأولى التي تشهد تبادل المتجزين وجثامين القتلى لدى حماس وإسرائيل، إيذانًا ببدء المرحلة الثانية من المفاوضات حول إدارة قطاع غزة ونزع سلاح الحركة وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع.