قال مصدر قيادي بحركة حماس لـ المنصة، إن الحكومة الإسرائيلية ترفض البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، في وقت بدأت فيه تحركات دبلوماسية مصرية أمريكية لتثبيت الاتفاق، إذ التقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية حسن رشاد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب التي تشهد زيارة ثلاثة مسؤولين كبار من إدارة ترامب.
وأضاف المصدر في حماس أن إسرائيل أبلغت الوسطاء في أمريكا ومصر وقطر رفضها انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الموقع في شرم شيخ الأسبوع قبل الماضي، قبل تسليم آخر جثة من المحتجزين الإسرائيليين.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على بدء مفاوضات المرحلة الثانية فور تسليم جميع المحتجزين الإسرائيليين من الأحياء والأموات أي الأسبوع الجاري، لكن المصدر بحماس يقول إن المفاوضات التي سبقت الإعلان عن الاتفاق تضمنت تسليم الجثامين على مراحل بسبب صعوبة استخراج عدد كبير من أسفل الركام في ظل نقص الإمكانيات.
وأضاف "تعهدت الحركة بتسليم جميع الجثامين، وبناء عليه جرى التوافق أيضًا على تشكيل آلية لمراقبة العملية من مصر وقطر وتركيا والصليب الأحمر"، مشيرًا إلى أن قيادة الحركة والوسطاء فوجئوا بالموقف الإسرائيلي الجديد برفض البدء في مفاوضات المرحلة الثانية.
والخميس قبل الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة حماس وإسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يتضمن المرحلة الأولى منه تبادل المحتجزين وإدخال المساعدات العاجلة، على أن يُستكمل بمفاوضات حول إدارة القطاع ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
ومنذ توقيع الاتفاق سلّمت حماس 20محتجزًا إسرائيليًا حيًا ورفات 14 جثة لآخرين لا تعترف إسرائيل بواحدة منها، من أصل 28 جثمانًا، ما يعني أن 15 جثة لا تزال لدى المفاومة الفلسطينية.
وأشار المصدر إلى أن الوسطاء، إلى جانب الإدارة الأمريكية، يجرون في الوقت الراهن محاولات لإقناع الحكومة الإسرائيلية بالعدول عن موقفها، مقابل الحصول على ضمانات من حماس بتسريع عملية استخراج بقية الجثامين.
وبحسب المصدر نفسه، فإن إسرائيل ما زالت ترفض المضي قدمًا في المفاوضات، رغم تأكيد حماس استعدادها للتسليم الكامل، إذ شدد ممثلو الحكومة الإسرائيلية على أن أي تفاوض بشأن المرحلة التالية لن يتم قبل تسليم جميع الجثامين دون استثناء.
وفي تصريحات متلفزة لقناة القاهرة الإخبارية مساء الاثنين، قال خليل الحية رئيس وفد حركة حماس المفاوض وزعيم الحركة في قطاع غزة، إن حماس والفصائل الفلسطينية ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، مضيفًا "رغم الصعوبات ونقص المعدات لدينا الإصرار على تسليم جميع الجثامين وفق الاتفاق واستلام جثاميننا".
وأضاف الحية "نواجه صعوبات بالغة في استخراج الجثامين، لكننا جادون في إتمام العملية".
واليوم، قال الحية إن الحركة تلقت تطمينات من الوسطاء والرئيس الأمريكي تؤكد انتهاء الحرب، مؤكدًا أن "اتفاق غزة سيصمد".
ومنذ أمس، يزور المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، إسرائيل، والتقيا بنيامين نتنياهو، فيما انضم اليهم اليوم، نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، في سبيل الحفاظ على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار.
كما التقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبحثا سبل تعزيز خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط والعلاقات الإسرائيلية المصرية، بالإضافة إلى قضايا إقليمية أخرى، حسبما أفاد مكتب نتنياهو على إكس.
وتزامن هذا التطور مع تصاعد القلق داخل الإدارة الأمريكية من احتمال تراجع نتنياهو عن خطة دونالد ترامب، ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هناك "مخاوف حقيقية من أن يؤدي موقف نتنياهو إلى إفشال اتفاق السلام في غزة"، وهو الاتفاق الذي تراهن عليه إدارة ترامب لإعادة إطلاق مسار التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي آخر تصريح له بشأن غزة، توعد الرئيس الأمريكي حماس بـ"القضاء عليها" في حال لم تحترم اتفاق غزة.