التلفزيون السعودي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خلال لقاء بالرياض، 13 مايو 2025

مستشار الشرع: كنا على وشك اتفاق أمني مع إسرائيل لكنها تملصت من التزاماتها

قسم الأخبار
منشور الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

قال أحمد موفق زيدان المستشار الإعلامي للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، إن مفاوضات بلاده مع إسرائيل بشأن اتفاق أمني جديد وصلت إلى مراحل متقدمة قبل أن تتراجع تل أبيب عن التزاماتها، مؤكدًا أن دمشق لا تزال ملتزمة باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.

وأوضح زيدان في حديث للعربية الحدث، المحادثات كانت على وشك النهاية لكن تل أبيب تملصت من التزاماتها، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.

وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، أجرت سوريا وإسرائيل محادثات كان من المقرر أن تقضي بخفض التصعيد ووقف الهجمات الإسرائيلية مقابل التزام دمشق بعدم تحريك آليات أو معدات عسكرية ثقيلة قرب الحدود.

وأواخر سبتمبر/أيلول الماضي، قال المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توم برّاك إن الاتفاق سيكون خطوة أولى نحو تفاهم أمني أشمل بين الجانبين، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لكن العملية تباطأت؛ بسبب عدم إحراز تقدم كافٍ.

وخلال الشهر نفسه، أكدت تل أبيب أنها التوصل لاتفاق مرهون بضمان نزع السلاح في الجنوب وأمن الدروز في سوريا.

وأضاف المستشار الإعلامي للشرع أن الدبلوماسية السورية تمارس صبرًا استراتيجيًا حيال التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، مشيرًا إلى أن مزاجًا إيجابيًا يتزايد في دمشق تجاه واشنطن بعد مؤشرات على مراجعة سياسة العقوبات.

ويشبه الاتفاق المطروح اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 مع تعديلات طفيفة تشمل ترتيبات مراقبة مشتركة على بعض النقاط الحساسة في الجنوب، منها منطقة جبل الشيخ، إلى جانب إنشاء لجنة أمنية ثلاثية سورية إسرائيلية أمريكية لمتابعة المستجدات الحدودية.

لكن أربعة مصادر مطلعة كانت كشفت لرويترز في سبتمبر/أيلول الماضي أن المحادثات تعثرت في اللحظات الأخيرة بسبب مطالب إسرائيلية بفتح ممر بري يصلها بمحافظة السويداء، وهو ما اعتبرته دمشق مساسًا بسيادتها على الجنوب.

وفي ظل جمود التفاهمات، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية والتوغلات البرية داخل المنطقة المنزوعة السلاح جنوب سوريا، وهي منطقة كانت تخضع لترتيبات رقابية صارمة منذ اتفاق 1974، قبل أن تتآكل تدريجيًا خلال الشهور الأخيرة.

وفي اليوم التالي لإطاحة المعارضة المسلحة في سوريا بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاق فض الاشتباك، وسيطرت على المنطقة العازلة على الحدود السورية، ودفعت بقواتها للاستيلاء على منطقة جبل الشيخ المحاذية لهضبة الجولان، بحُجة "منع الميليشيات من التقدم".

ومنذ ذلك الحين، نفذت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، مبررة عملياتها بالخشية من وصول أسلحة ثقيلة إلى السلطات الجديدة وانتشار أنشطة تعتبرها "إرهابية".

وخلال مقابلة مع صحيفة "ملييت" التركية، اعتبر الشرع أن استهداف إسرائيل القصر الرئاسي ومقر وزارة الدفاع في دمشق قبل أسابيع يمثل "إعلان حرب"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التوصل إلى اتفاق أمني معها "لا مفر منه".

وجاء حديث الشرع عن ضرورة التوصل إلى اتفاق رغم تشكيكه في مدى التزام تل أبيب بأي تفاهمات مستقبلية، وقال "إذا كان السؤال هل أثق بإسرائيل؟ فالجواب: لا أثق بها".