حساب زهران ممداني على إكس
زهران ممداني وسط عدد من داعميه، 4 نوفمبر 2025

ممداني يعلن فوزه بمنصب عمدة نيويورك.. وترامب: اسمي لم يكن على ورقة الاقتراع

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

فاز الديمقراطي زهران ممداني، السياسي اليساري المعارض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برئاسة بلدية نيويورك ليصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة أكبر مدن الولايات المتحدة، وذلك في انتخابات شهدت مشاركة هي الأعلى منذ عقود، بحسب تقديرات أولية. في وقت مني الحزب الجمهوري بخسائر انتخابية أخرى بررها ترامب بأن "اسمه ليس على ورقة الاقتراع".

وأعلن ممداني، وهو نائب ديمقراطي محسوب على الجناح اليساري في الحزب، فوزه أمام مناصريه، قائلاً إنه سيؤدي اليمين الدستورية مطلع يناير/كانون الثاني المقبل.

وأضاف في خطاب النصر إن "المدينة منحت تفويضًا من أجل سياسة جديدة"، مؤكدًا التركيز على تحسين الخدمات العامة وضمان تمثيل أوسع للعمال والمهاجرين.

وأظهرت النتائج الأولية حصول ممداني على نحو 50.4% من الأصوات، متقدمًا بفارق يتجاوز 100 ألف صوت على منافسه الجمهوري كورتيس سْليوا، بينما حل الحاكم السابق أندرو كومو، المرشح بصفة مستقلة، في مرتبة متأخرة.

ويأتي فوز ممداني رغم تعرضه لهجمات سياسية مرتبطة بمواقفه الناقدة لسياسات الحكومة الإسرائيلية والحرب في غزة، وهي مواقف أكد عدم تراجعه عنها.

واعتبر ممداني أن فوزه يحمل "رسالة أوسع" تتعلق بالتوازن السياسي في البلاد، قائلاً "إذا كان هناك من يستطيع أن يوضح لأمة انقسَمَت في عهد دونالد ترامب كيفية تجاوز هذا الانقسام، فهي نيويورك".

وقبل الانتخابات، بذل ترامب جهودًا لحث سكان نيويورك على عدم التصويت لممداني، لكن يبدو أنها لم تكن كافية، كما لم يكن كذلك النداء الذي وجّهه إلى الناخبين اليهود لمنع وصول المرشح المسلم إلى منصب رئيس بلدية المدينة، فاعلًا.

كما حذر ترامب من أنه "قد يمانع" في إرسال التمويل الفيدرالي إلى مسقط رأسه مدينة نيويورك، إذا فاز ممداني، وقال في مقابلة تليفزيونية "سيكون من الصعب عليّ كرئيس أن أمنح الكثير من المال لنيويورك، لأنه إذا كان هناك شيوعي يدير نيويورك، فإن كل ما تفعله هو إهدار الأموال التي ترسلها إلى هناك".

وتركز سياسات ممداني على زيادة الضرائب على أغنى أغنياء مدينة نيويورك، ورفع ضريبة الشركات، وتجميد أسعار إيجار الشقق المستقرة، وزيادة الإسكان المدعوم من القطاع العام، ما يثير المخاوف بين مجتمع التمويل من أن القدرة التنافسية للمدينة سوف تتأثر سلبًا، وفق فرانس برس.

ويثير تربع مسلم اشتراكي على عرش المدينة، التي طالما كانت رمزًا للرأسمالية، قلق وول ستريت والبيت الأبيض، حيث يعد من ممداني، نموذج غير تقليدي للسياسي، وهو أقرب إلى الباحث الأكاديمي منه إلى رجل السلطة، وفق DW.

وتعد أفكاره وعلى رأسها تجميد الإيجارات، والنقل العام المجاني، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا، وإنشاء بنوك طعام بلدية، "تحديًا صريحًا لبنية الاقتصاد النيوليبرالي، الذي يحكم نيويورك منذ عقود".

ويرى أنصاره في رؤيته "عودة متأخرة لعدالة اجتماعية مفقودة"، بينما يعتبر خصومه ذلك "مشروعًا خطيرًا لتحويل مركز المال الأمريكي إلى مختبر اشتراكي جامح"، بحسب DW.

وإلى جانب ممداني، حقق الحزب الديمقراطي فوزين إضافيين، في نتائج من شأنها أن تمنحه دفعة سياسية قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس العام المقبل، وسط انقسامات حادة حول الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية.

فازت الديمقراطية أبيجيل سبانبرجر بمنصب حاكم ولاية فرجينيا، بعد حصولها على أكثر من 58% من الأصوات أمام منافستها الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية. وتحمل النتيجة دلالات تتجاوز حدود فرجينيا، باعتبارها ولاية تُستَخدَم عادة لقياس المزاج الانتخابي الوطني.

أما في نيوجيرسي، ففازت الديمقراطية ميكي شيريل بمنصب الحاكم بعد حصولها على 56% من الأصوات مقابل 43% لمرشح الحزب الجمهوري جاك شيتاريلي.

وفي المقابل، علّق ترامب على سلسلة الخسائر بالقول إن عدم وجود اسمه على ورقة الاقتراع، والإغلاق الحكومي هما السببان وراء خسارة الجمهوريين الانتخابات.

وبينما يأتي فور الديمقراطيين ليعزز مكانة الحزب في الانتخابات المقبلة، يعد فوز ممداني إشارة إلى تحول داخل السياسة التقدمية في أمريكا، حيث أصبحت قضايا مثل السكن الميسور وتكاليف المعيشة تتقدم على الخبرة السياسية التقليدية.

وفي عام 2020، انتُخب ممداني عضوًا في مجلس ولاية نيويورك ممثلًا عن منطقة كوينز، ليكون من أوائل المسلمين الذين يدخلون المجلس. ويحظى بدعم التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، وقد بنى قاعدته الشعبية على الدعوة لتوسيع الإسكان الميسور وتحسين الخدمات العامة.

زهران ممداني ولد في أوغندا لأبوين من أصول هندية، وهاجر إلى الولايات المتحدة مع أسرته في سن السابعة وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018.

وخلال سنوات قليلة، تمكن ممداني من الانصهار في المجتمع كأمريكي ليصبح اليوم عمدة واحدة من أغلى مدن العالم في تكاليف المعيشة، والتي تعدُّ كذلك عاصمة اليهود في الولايات المتحدة، كونها تحتضن ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد إسرائيل.