ينتخب سكان نيويورك، اليوم الثلاثاء، عمدة جديدًا، وتظهر استطلاعات الرأي أن المرشح الأوفر حظاً هو مرشح الحزب الديمقراطي زهران ممداني، المعارض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحذر ترامب من أنه "قد يمانع" في إرسال التمويل الفيدرالي إلى مسقط رأسه مدينة نيويورك، إذا فاز المرشح اليساري ممداني، وقال في مقابلة تليفزيونية "سيكون من الصعب عليّ كرئيس أن أمنح الكثير من المال لنيويورك، لأنه إذا كان هناك شيوعي يدير نيويورك، فإن كل ما تفعله هو إهدار الأموال التي ترسلها إلى هناك".
وحسب BBC، حاولت إدارة ترامب مرارًا وتكرارًا خفض المنح والتمويل الفيدرالي للمشاريع التي تقع بشكل أساسي في المناطق التي يديرها الديمقراطيون.
لم يوضح ترامب في تصريحه مصير التمويل الفيدرالي لمدينة نيويورك حال فوز ممداني. إذ حصلت المدينة على تمويل فيدرالي خلال السنة المالية الحالية بلغ 7.4 مليار دولار.
ووصف ترامب في بوست على تروث سوشيال ممداني بأنه "شيوعي"، قائلًا إنه سيترك المدينة "بفرصة صفر للنجاح أو حتى البقاء".
وأضاف "أفضل أن أرى ديمقراطيًا، له سجل حافل بالنجاحات، يفوز، على أن أرى شيوعيًا بلا خبرة وسجل حافل بالفشل التام والكامل. لم يكن شيئًا يذكر كعضو في الجمعية التشريعية، حيث احتل المرتبة الأخيرة في فصله، وكعمدة لمدينة قد تكون، مرة أخرى، أعظم مدينة في العالم، ليس لديه أي فرصة لإعادتها إلى مجدها السابق!".
ونشر ترامب قوات الحرس الوطني في المدن التي يقودها الديمقراطيون تحت ذريعة حملة مكافحة الجريمة، بينما سعى في الوقت نفسه إلى حجب التمويل عن الولايات القضائية التي تحد من تعاونها مع سلطات الهجرة الفيدرالية، وفق BBC.
ويتصدر ممداني السباق الانتخابي، متقدمًا في الاستطلاعات على الحاكم السابق أندرو كومو المتهم بالاعتداء الجنسي والذي يخوض الانتخابات مستقلًا. أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا، الذي جاء ثالثًا في الاستطلاعات، فهو كثير الظهور في الإعلام ومؤسس مجموعة "الملائكة الحارسة" التطوعية ومحب للقطط، حسب فرانس برس.
وكان ترامب هاجم ممداني نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وقال إن ترشحه "سيكون من أفضل ما حدث للحزب الجمهوري"، معتبرًا أنه سيواجه مشاكل "لم يشهدها أي عمدة في تاريخ المدينة"، وأضاف أن ممداني "بحاجة إلى أموال من الرئاسة لتنفيذ وعوده الشيوعية الزائفة، لكنه لن يحصل على شيء".
وتركز سياسات ممداني على زيادة الضرائب على أغنى أغنياء مدينة نيويورك، ورفع ضريبة الشركات، وتجميد أسعار إيجار الشقق المستقرة، وزيادة الإسكان المدعوم من القطاع العام، مما أثار المخاوف بين مجتمع التمويل من أن القدرة التنافسية للمدينة سوف تتأثر سلبًا، وفق فرانس برس.
جاء صعود ممداني بدفع من جهود الشباب الذين قاموا بحملات لصالحه، وقالت حملته إن 90 ألف شخص تطوعوا.
وفاجأ ممداني، وهو أمريكي مسلم مجنس يمثل منطقة كوينز في المجلس التشريعي للولاية، المراقبين السياسيين في 24 يونيو/حزيران الماضي بفوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية. ومنذ ذلك الحين، حظي ترشيحه بتأييد من معارضين في الحزب، مثل نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس وحاكمة نيويورك كاثي هوشول، كما تلقى دعمًا ماليًا مستمرًا من صغار المتبرعين، وفق رويترز.
وقال ممداني، أمس الاثنين "التعامل مع رئاسة ترامب يقتضي عدم استنساخ صورة أخرى منه هنا في مبنى البلدية".
وأضاف أن "الهدف هو إيجاد بديل يعكس ما يتطلع إليه سكان نيويورك بشدة في مدينتهم، وما يجدونه في أنفسهم وجيرانهم كل يوم، في مدينة تؤمن بكرامة كل من يعتبر هذا المكان وطنًا له".
وفي عام 2020، انتُخب ممداني عضوًا في مجلس ولاية نيويورك ممثلًا عن منطقة كوينز، ليكون من أوائل المسلمين الذين يدخلون المجلس. ويحظى بدعم التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، وقد بنى قاعدته الشعبية على الدعوة لتوسيع الإسكان الميسور وتحسين الخدمات العامة.
زهران ممداني المولود في أوغندا لأبوين من أصول هندية هاجر إلى الولايات المتحدة مع أسرته في سن السابعة وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018.
وخلال سنوات قليلة، تمكن ممداني من الانصهار في المجتمع كأمريكي لينافس اليوم على منصب العمدة في واحدة من أغلى مدن العالم في تكاليف المعيشة، وتعدُّ كذلك عاصمة اليهود في الولايات المتحدة، كونها تحتضن ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد إسرائيل.