قال مصدر قيادي في حركة حماس إن وفدًا من قيادة الحركة سيصل إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تتعلق بملف تبادل الأسرى والتفاصيل المرتبطة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.
وأوضح المصدر لـ المنصة، أن الحركة بدأت استعدادات ميدانية لتسليم المحتجزين الأحياء وجثامين المحتجزين المتوفين في قطاع غزة، وفق الرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي في خطته، بعد الانتهاء من مناقشة بعض بنودها التفصيلية.
وأضاف أن القيادة الميدانية للحركة في القطاع "بدأت بالفعل في التواصل مع قادة الكتائب والوحدات المعنية، وفي مقدمتها وحدة الظل المسؤولة عن تأمين الأسرى وإدارة مواقع دفن من قضوا منهم، بهدف وضع خطة جاهزة للتنفيذ عند التوصل إلى اتفاق نهائي".
من جانبه، أكد قيادي آخر في الحركة أن حماس تتعامل بـ"حذر شديد" مع إعلان ترامب بشأن وقف إطلاق النار الفوري تمهيدًا لإطلاق سراح الأسرى، في ظل "مخاوف من أن يحصل الجانب الإسرائيلي على الأسرى ثم ينقلب على الاتفاق".
وأشار القيادي لـ المنصة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد جولات مفاوضات تمهيدية تسبق عملية الإفراج، لبحث النقاط العالقة وضمان وجود آليات واضحة لتنفيذ الاتفاق، مؤكدًا أن الحركة لن تبدأ أي خطوات عملية قبل الحصول على ضمانات كافية من الوسطاء.
وحول الموقف من سلاح المقاومة، شدد المصدر على أن رد الحركة لا يتضمن أي تنازل عن سلاحها، ولا يشمل إبعاد أي من قادتها أو عناصرها أو عناصر الفصائل الفلسطينية الأخرى من قطاع غزة.
وأضاف أن الحركة جددت خلال اتصالاتها التأكيد على التزامها بقرارات الشرعية الدولية التي تنص على مشروعية حق الشعوب في المقاومة، مؤكدًا "لا حديث عن سلاح المقاومة قبل الحديث عن الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأوضح المصدر أن القاهرة ستدعو، عقب بدء المفاوضات الخاصة بملف الأسرى، إلى مؤتمر فلسطيني جامع تشارك فيه مختلف المكونات والفصائل، بهدف توحيد الموقف الفلسطيني وصياغة رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة.
وأكد المصدر تمسك حماس بالإدارة الفلسطينية للقطاع، ورفضها القاطع لأي طرح دولي لإدارة غزة.
ومساء أمس، أعلنت حركة حماس موافقتها على خطة ترامب للسلام، التي تتضمن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وجثامين، وفق صيغة تبادل محددة، وتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على توافق وطني، دون التطرق إلى ملف نزع السلاح أو إعادة الإعمار.
بعدها مباشرة دعا الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى وقف الحرب فورًا، لكن جيش الاحتلال لم يلتزم وواصل عملياته العسكرية في مدينة غزة موجهًا إنذارات جديدة إلى الفلسطينيين طالبهم فيها بالإخلاء الفوري نحو جنوب القطاع.
ومنذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، ما تسبب في نزوح متزايد بين المدنيين الفلسطينيين الذين فروا جنوبًا من القصف الذي لاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، مرتكبًا مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 168 ألفًا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة التي أعلنت ارتفاع عدد الوفيات نتيجة المجاعة إلى 453 فلسطينيًا، من بينهم 150 طفلًا.